بمناسبة العيد الـ48 للثورة الأم الـ 26 من سبتمبر المجيد عام1962م لا يسعني في هذه الأسطر المتواضعة إلا أن أقدم إعتذاري الشديد لتلك الدبابة الجاثمة في ميدان التحرير ولا أعلم إن كانت لا تزال في مكانها أم لا ؟ كوني لم أعد أزور ذلك المكان المقابل لمبنى البنك اليمني للإنشاء والتعمير منذ قرابة ست سنوات بعد الاستقرار في مدينة إب أي منذ إندلاع أول شرارة حرب بين الدولة وعصابات التمرد الحوثية التي أشعلها الصريع حسين بدر الدين الحوثي، وبسبب هذا الجفاء وهذه المدة الطويلة أقدم إعتذاري لمارد الثورة، خاصة وأني مواطن بسيط من مواليد الثورة اليمنية ونشأت وترعرت على الأناشيد الوطنية للآنسي وأيوب طارش والحارثي والسنيدار والأخفش وغيرهم من فناني بلادنا الذين غنوا للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، بالإضافة إلى حديث والدي ووالدتي عن الثورة، أسبابها ومعانيها وأهدافها السامية وما عانوه في ظل الحكم الإمامي البائد، هذا إلى جانب ما تعلمناه في المدارس بالقرية عن حب الوطن وأهداف الثورة اليمنية وشهدائنا الأحرار ومناضلي الثورة والتضحيات التي قدمها خيرة رجال اليمن من أجل قيام الثورة والنظام الجمهوري والقضاء على النظام الإمامي الكهنوتي البائد، ونشأنا حينها عن يقين صار صادق بأن الدين والوطن والثورة أهم وأسمى ما يمكن أن يدافع عنه الإنسان اليمني في هذه الحياة ويقدم أغلى ما يملك في سبيل الحفاظ عليها .
كان حينها المعلمون من الأشقاء المصريين والسوريين والسودانيين وغيرهم وكانت حينها مناهج التربية الوطنية وغيرها من المواد الدراسية التي كنا نحبها!!! ومع ذلك فها أنا ذلك المواطن البسيط أشعر اليوم أنه من الواجب علي في هذه المناسبة أن أقدم جل إعتذاري للثورة السبتمبرية الخالدة، رغم أنني لست لست شيخاً كبيراً ونافذاً في هذه البلاد استفاد من الثورة وحصل على مخصصات من شؤون القبائل، ولست وزيراً وصلت إلى هذا المنصب الكبير وحصلت عليه من إمتيازات ومكافآت وغيرها !!! في عهد الثورة وبفضل الله والثورة والجمهورية، لست أيضاً قيادياً حزبياً أفاوض اليوم وأحاور وأشجب وأندد وأصيغ الاتفاقات وأدير الحوار الأجوف وأتحدث عن الحراك والقاعدة وأوقع الاتفاقات مع عناصر الحوثي وغيرها واشرع لهم في الحوار ، لا أدير منظمة مدنية وأتحدث عن الوطن والولاء الوطني وحقوق الإنسان والمرأة والحيوان وغيرها في ظل خيرات الثورة، الفقير إلى الله الذي لا يملك العقارات والأرصدة في البنوك والتجارة في الداخل والخارج، كاتب هذه ؟؟؟ يقدم إعتذاره الشديد لمارد الثورة السبتمبرية!! فهل تقبل الإعتذار.
أخبار اليوم/ عبدالوارث النجري
الاعتذار لمارد الثورة 1613