بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
أرسل الأستاذ الفاضل عباس الشعباني
رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب مناظرتي وهذا نصها : ( قراءت المناظرة المفتراه
على الشيخ ابو جعفر مبخوت بن هادي ال كرشان فضحكت من جهلكم حين تناظر وحدك وتدعي
انك تناظر عملاق الشيعة في اليمن مبخوت كرشان انت لا تعرف كوعك من بوعك ولو كنت
عالم لقراءت كتبكم التي فيها ما يشيب منه الطفل تاريخ بني امية انا مستعد اناظركم
مع كل ازلامكم المرسل لكم عباس
الشعباني ) فوافقت على ذلك ونشرت رسالته كما هي في عدد سابق من أخبار اليوم ورحبت
بمناظرته والتزمت بعرض كل ما يرسله دون أي تدخل ثم أرد عليه وهذه هي المناظرة
الأولى التي أرسلها الأستاذ الكريم عباس أنشرها كما هي ثم أرد عليها.
كيف فهمتم
ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟ حشد الأستاذ الكريم نصوصاً كثيرة زاعماً أنها أدلة
جلية على خلافة وولاية علي رضي الله عنه وكان بعد سوقه لها يقول : ( فهي قرينة تفيد
أن معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت
لعلي (عليه السلام) ) أو يقول : ( ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه
السلام) واضحة.
) إلى آخر ما قال في مناظرته !! وأنا سأقول له : يا أخي عباس كيف
فهمتم ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟! كيف فهمتم أنها دليل على ولايته وخلافته
بينما هو نفسه لم يستدل بها طوال خلافة الخلفاء الذين سبقوه ؟ كيف غاب عن علي رضي
الله عنه كل هذه النصوص التي سقتها بحيث لم يستدل بأي واحد منها على أحقيته
بالإمامة والخلافة ؟! وحتى خلافته كانت ببيعة الرعية وليس بالأحاديث التي سقتها لنا
يا أستاذنا الفاضل ؟! وإليك الأدلة من أهم كتاب عند جميع فرق الشيعة "نهج البلاغة"
وكل النقولات ستكون من نهج البلاغة فإلى التفاصيل : بيعة لا وصية كان علي رضي الله
عنه يتحدث عن البيعة لا عن الوصية طوال فترة خلافته !! وما قال في يوم من الأيام
أنا إمام وخليفة بموجب حديث الدار أو الغدير أو غيرها من الأحاديث التي ساقها
العزيز عباس في مناظرته !! بل ها هو علي يرد عليهم بالحديث عن البيعة كما في "نهج
البلاغة" 2/222 ( ومن كلام له في وصف بيعته بالخلافة. . . . .
وبسطتم يدي فكففتها
ومددتموها فقبضتها ثم تداككتم عليّ تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها
. . . . . .
الخ ) بالاختيار لو كانت الأحاديث التي ساقها الأستاذ عباس في مناظرته
دليلاً على ولايته وخلافته لكان الواجب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله
عنه تذكير الناس بها وإثبات خلافته وإمامته بواسطتها والتحذير من مخالفتها في كل
وقت وحين !! لكنه بدلاً من ذلك يقول للشعباني وأمثاله في 3/3 : ( وبايعني الناس غير
مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين ) فما رأيك أخي عباس بقول علي رضي الله عنه
؟! واعلم أيضاً أنه لو كانت النصوص التي سقتها من أصول الدين لكان الواجب على علي
رضي الله عنه إجبار الناس وإكراههم على بيعته لا أن يقول : ( وبايعني الناس غير
مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين ) !! بايعوني لم يقل علي رضي الله عنه في يوم
من الأيام أنا إمام بنص إلهي أو نبوي وإنما قال في 3/111 : ( إني لم أرد الناس حتى
أرادوني ولم أبايعهم حتى بايعوني وإنكما - أي طلحة والزبير رضي الله عنهما - ممن
أرادني وبايعني وإن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولا لعرض حاضر ) فكيف غاب عن علي
رضي الله عنه النصوص التي سقتها لنا في مناظرتك ؟ لماذا لم يذكرها بدلاً من قوله :
( إني لم أرد الناس حتى أرادوني ولم أبايعهم حتى بايعوني ) ؟! هل هي بيعة أم ولاية
بنص الآية ؟! عندما أراد أن يستدل على صحة خلافته لم يذكر أي حديث من الأحاديث التي
ساقها الأستاذ عباس الشعباني والتي زعم أنها نصوص نبوية على خلافته وإمامته !! حتى
في خلافته يستدل على صحة خلافته. . .
لنستمع إلى علي رضي الله عنه حيث يقول في
3/7 ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن
للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا
على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى
ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ) فهل
نسيها يا أستاذ عباس ؟ أم لم يفهم أنها تدل على خلافته وإنما هي من فضائله ومناقبه
؟ بل النص السابق ينسف كل ما بنيت وعليت ويجعله رماداً تذروه الرياح فمن النص
السابق نستخلص : 1- أنها بيعة شرعية من الرعية !! وليست وصية !! 2- يقر بصحة خلافة
الثلاثة الراشدين ويرتبهم حسب ترتيبهم الشرعي !!! 3- يستمد شرعية خلافته من شرعية
الثلاثة الذين قبله !!! 4- المهاجرون والأنصار هم من يختارون الإمام !!! فهي شورى
وليست وصية بنصوص نبوية !! فهو يقول بايعني وأنت تقول عينه النبي ؟! حملتموني عليها
!! يقول علي رضي الله عنه في2/184 ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في
الولاية إربة.
ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها ) فتأمل !! علي رضي الله
عنه يقسم بالله العظيم ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ) والشعباني يصر على
وجود إمامة وخلافة نصوصها جلية ؟! علي رضي الله عنه يقول : ( ولكنكم دعوتموني إليها
وحملتموني عليها ) والشعباني يقول : ( قد صرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام من بعده في عدة أحاديث ) ؟! والسؤال الهام :
لماذا لم يستدل علي رضي الله عنه بهذه الأحاديث لو كانت نصاً جلياً على خلافته
وإمامته ؟!! دعوني والتمسوا غيري !! لو كانت الأحاديث التي ساقها الشعباني أدلة
جلية على الإمامة والخلافة لكان الإثم الأكبر على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
لأنه رفض أمر الله سبحانه وتعالى بتعيينه خليفة عندما قال لمن جاء لمبايعته : دعوني
والتمسوا غيري !!! وإليك النص كاملاً من نهج البلاغة لتعرف الحقيقة من الزيف ففي 1/
181-182 ( ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه
: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان.
لا تقوم له القلوب
ولا تثبت عليه العقول.
وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وعلموا أني إن
أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب ) يا أستاذنا عباس :
كيف يقول دعوني والتمسوا غيري وهو قد نصبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خليفة من
بعده ؟!!! أليس هذا عصياناً واضحاً لأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟! أم أن
حكاية النص الجلي هي من اختراع ابن سبأ اليهودي كما قال كبار الإمامية مثل النوبختي
والجزائري وغيرهم ؟! أنا لكم وزيراً خيراً لكم مني أميراً إذا واصلنا قراءة كلام
علي رضي الله عنه نجده يخبرنا بأمور كان يعلمها كل مسلم في حينه ومنها أن المسلمين
هم الذين يختارون من يريدون لولاية أمرهم وليس خرافة النص الإلهي وأسطورة الوصية
النبوية !! يقول علي رضي الله عنه في نفس الصفحة السابقة ( وإن تركتموني فأنا
كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم.
وأنا لكم وزيرا خير لكم مني
أميرا ) فلو كان كما يقول الشعباني !!! قد عينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في
الغدير والدار فكيف يقول رضي الله عنه ( دعوني ) !!؟ وكيف يقول ( أنا لكم وزيرا خير
لكم مني أميرا ) ؟!! بل ها هو رضي الله عنه يثبت أن المهاجرين والأنصار هم الذين
يختارون الخلفاء والأئمة بقوله : ( لمن وليتموه أمركم ) وليست اختياراً نبوياً كما
زعم العزيز الشعباني !!!.
لا بد للناس من أمير بر أو فاجر ها هو علي رضي الله
عنه يرد على باطل الخوارج فيقول في 1/91 : ( ومن كلام له عليه السلام في الخوارج
لما سمع قولهم لا حكم إلا لله قال عليه السلام كلمة حق يراد بها باطل نعم إنه لا
حكم لله ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله : وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر
يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الأجل ويجمع به الفيء
ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح
من فاجر ) فلو كانت الإمامة بنص نبوي لما قال رضي الله عنه "لا بد للناس من أمير بر
أو فاجر" !! أحق الناس بالإمامة الأدلة التي ساقها الأستاذ عباس الشعباني تتناقض مع
كل ما قاله علي رضي الله عنه الذي حدد لنا من أحق الناس بالإمامة في أهم كتب الشيعة
على الإطلاق حيث يقول في 2/86 : ( أيها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه
وأعلمهم بأمر الله فيه.
فإن شغب شاغباً استعتب فإن أبى قوتل ولعمري لئن كانت
الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل ولكن أهلها يحكمون على من
غاب عنها ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغائب أن يختار ) إذاً هي تنعقد باختيار البشر
وليس باختيار رب البشر.
وهي للجميع وليست لطائفة أو حزب !! الفرق بين الوالي
والولي الأستاذ عباس لم يستطع التمييز بين كلمة الولي وكلمة الوالي !!! لذلك سنجعل
أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه يرد عليه حيث يقول رضي الله عنه في 2/198- 199: (
وأعظم ما أفترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي
.
فريضة فرضها الله لكل على كل فجعلها نظاماً لألفتهم وعزاً لدينهم فليست تصلح
الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية فإذا أدت الرعية إلى
الوالي حقه وعدى الوالي إليها حقها عز الحق بينهم وقامت مناهج الدين
. . . . . . .
وإذا غلبت الرعية واليها وأجحف الوالي برعيته اختلفت هنالك الكلمة
. . . . .
الخ ) ويبقى السؤال الهام : كيف فهمتم ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟!
لماذا بايع غيره ؟! لماذا نسي علي رضي الله عنه كل هذه النصوص وبايع أبا بكر رضي
الله عنه بالخلافة ؟! ولماذا بايع بعده الفاروق بن الخطاب رضي الله عنه ؟ بل وأعجب
من هذا كله كيف رضي بأن يكون سادس ستة اختارهم عمر ليكون الخليفة منهم بعد مقتله ؟
لماذا لم يقل كيف أكون سادس ستة وأساوى بغيري وأنا منصوص على خلافتي بالنصوص
النبوية ؟ ولماذا لم يذكره على الأقل بالغدير وباقي النصوص التي ساقها صاحبنا
الشعباني ؟! هل من جواب ؟! كيف أصبح عمر خليفة ؟! أستاذنا العزيز لقد ناظرت العشرات
ممن يؤمن بفكرك ويقول بقولك وساقوا لي عشرات الأحاديث وسألتهم سؤالاً بسيطاً جداً
كيف أصبح عمر خليفة على المسلمين ؟! فقالوا عينه أبو بكر !! فسألتهم هل طاعة الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم تدخل الجنة ومعصيته تدخل النار ؟ فقالوا : نعم فقلت هل
طاعة أبي بكر تدخل الجنة ومعصيته تدخل النار ؟ فقالوا : لا.
قلت فبالله عليكم
كيف قبلت عقولكم هذه المهزلة ؟! المسلمون الذين عصوا أهلهم وقاتلوا عشيرتهم وتحدوا
العالم يعصون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيدخلون النار ويطيعون أبا بكر رضي
الله عنه فلا يدخلون الجنة !! لهفي على عقولكم !! بل لماذا علي بن أبي طالب بايع
أبا بكر الصديق ؟! وخالف كل النصوص التي نصبته خليفة على المسلمين ؟! من هم العترة
؟! أخي الفاضل عباس قلت في مناظرتك ( بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا
بالتمسك بكتاب الله عز وجل وبالعترة الهادية ) ثم سقت لنا روايتين الأولى من صحيح
مسلم والثانية ذكرت لنا عدة مصادر لها - وهي تحث على التمسك بالعترة - وقلت عن أحمد
وإسناده جيد ثم بعد ذلك سقت حديث التمسك بالكتاب والسنة وقلت بأن كلا سنديه لا تقوم
به حجة كما صرح بذلك الألباني !!فأرجوا منك قبل أن أرد عليك بالتفصيل أن تحدد من
العترة الهادية التي أمرنا بالتمسك بها بالضبط ؟! أما ردك لحديث كتاب الله وسنتي
فهذه عجلة منك في غير محلها !! لأسباب كثيرة جداً - سأفصلها لاحقاً - أهمها أن هذا
الحديث موجود في أهم كتبكم على الإطلاق الكافي للكليني وسأنقل لك بعض ما ورد فيه
ففي "أصول الكافي" 1/111 : ( عن عمر بن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته
يقول : إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه
وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه ، وجعل
على من تعدى ذلك الحد حدا.
) وفي نفس الصفحة ( عن حماد عن أبي عبد الله عليه
السلام قال : سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة ) كفر من خالف الكتاب
والسنة أنا أسوق لك بعض الروايات من أعظم كتبكم على عجل وفيها كفر من خالف كتاب
الله وسنة رسوله !! ففي "أصول الكافي" 1/122 : ( سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول : من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله فقد كفر.
) فهل أدركت
خطورة مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما بالك بمن يدعوا إلى نبذها
بالكلية واستبدالها بأقوال فلان أو علان من الناس ؟! وكيف تهتم بقول الألباني أو
غيره وأنت لم تتبع النصوص التي تأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في
القرآن الكريم أولاً وها أنا أنقل لك بعضها.
طاعة الرسول أم طاعة العترة ؟! يا
أستاذ عباس أنت تخلط بين الطاعة والمحبة !! فالطاعة ليست إلا للرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بنصوص الكتاب قال تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
) الحشر7.
وأمر سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله في أكثر من موضع ومنها قوله
تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل
عمران132.
وقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) محمد33.
فكيف نطيع
الله عز وجل ونطيع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن
كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً ) النساء59.
والجهلاء يعلمون أن الرد إلى الله عز وجل هو الرد إلى
كتابه الكريم والرد إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الرد إلى سنته المطهرة
الصحيحة التي عجز البعض عن معرفتها وحفظها فأنكرها !!! بل قد أفرد الله عز وجل طاعة
رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور56.
ووضح أن (مَّنْ
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ
عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) النساء80 شرط دخول الجنة لم يشترط سبحانه وتعالى لدخول
الجنان ومرافقة الأنبياء والشهداء طاعة إمام أو عالم أو ولي من الأولياء أو صحابي
بل اشترط طاعته سبحانه وطاعة رسوله عليه السلام فقال : ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ
رَفِيقاً ) النساء69 فإذا لم يكن إتباع سنته من طاعته عليه الصلاة والسلام فكيف
نطيعه حتى نكون ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا ) ؟
وانظر إلى ربط دخول الجنة بطاعته عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَن
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً ) الفتح17.
فلا
طاعة للعترة ولا للصحابة ولا لمخلوق من البشر فافهم هذا رضي الله عنك ولا تعرض عن
طاعته إلى طاعة غيره.
رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب مناظرتي وهذا نصها : ( قراءت المناظرة المفتراه
على الشيخ ابو جعفر مبخوت بن هادي ال كرشان فضحكت من جهلكم حين تناظر وحدك وتدعي
انك تناظر عملاق الشيعة في اليمن مبخوت كرشان انت لا تعرف كوعك من بوعك ولو كنت
عالم لقراءت كتبكم التي فيها ما يشيب منه الطفل تاريخ بني امية انا مستعد اناظركم
مع كل ازلامكم المرسل لكم عباس
الشعباني ) فوافقت على ذلك ونشرت رسالته كما هي في عدد سابق من أخبار اليوم ورحبت
بمناظرته والتزمت بعرض كل ما يرسله دون أي تدخل ثم أرد عليه وهذه هي المناظرة
الأولى التي أرسلها الأستاذ الكريم عباس أنشرها كما هي ثم أرد عليها.
كيف فهمتم
ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟ حشد الأستاذ الكريم نصوصاً كثيرة زاعماً أنها أدلة
جلية على خلافة وولاية علي رضي الله عنه وكان بعد سوقه لها يقول : ( فهي قرينة تفيد
أن معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت
لعلي (عليه السلام) ) أو يقول : ( ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه
السلام) واضحة.
) إلى آخر ما قال في مناظرته !! وأنا سأقول له : يا أخي عباس كيف
فهمتم ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟! كيف فهمتم أنها دليل على ولايته وخلافته
بينما هو نفسه لم يستدل بها طوال خلافة الخلفاء الذين سبقوه ؟ كيف غاب عن علي رضي
الله عنه كل هذه النصوص التي سقتها بحيث لم يستدل بأي واحد منها على أحقيته
بالإمامة والخلافة ؟! وحتى خلافته كانت ببيعة الرعية وليس بالأحاديث التي سقتها لنا
يا أستاذنا الفاضل ؟! وإليك الأدلة من أهم كتاب عند جميع فرق الشيعة "نهج البلاغة"
وكل النقولات ستكون من نهج البلاغة فإلى التفاصيل : بيعة لا وصية كان علي رضي الله
عنه يتحدث عن البيعة لا عن الوصية طوال فترة خلافته !! وما قال في يوم من الأيام
أنا إمام وخليفة بموجب حديث الدار أو الغدير أو غيرها من الأحاديث التي ساقها
العزيز عباس في مناظرته !! بل ها هو علي يرد عليهم بالحديث عن البيعة كما في "نهج
البلاغة" 2/222 ( ومن كلام له في وصف بيعته بالخلافة. . . . .
وبسطتم يدي فكففتها
ومددتموها فقبضتها ثم تداككتم عليّ تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها
. . . . . .
الخ ) بالاختيار لو كانت الأحاديث التي ساقها الأستاذ عباس في مناظرته
دليلاً على ولايته وخلافته لكان الواجب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله
عنه تذكير الناس بها وإثبات خلافته وإمامته بواسطتها والتحذير من مخالفتها في كل
وقت وحين !! لكنه بدلاً من ذلك يقول للشعباني وأمثاله في 3/3 : ( وبايعني الناس غير
مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين ) فما رأيك أخي عباس بقول علي رضي الله عنه
؟! واعلم أيضاً أنه لو كانت النصوص التي سقتها من أصول الدين لكان الواجب على علي
رضي الله عنه إجبار الناس وإكراههم على بيعته لا أن يقول : ( وبايعني الناس غير
مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين ) !! بايعوني لم يقل علي رضي الله عنه في يوم
من الأيام أنا إمام بنص إلهي أو نبوي وإنما قال في 3/111 : ( إني لم أرد الناس حتى
أرادوني ولم أبايعهم حتى بايعوني وإنكما - أي طلحة والزبير رضي الله عنهما - ممن
أرادني وبايعني وإن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولا لعرض حاضر ) فكيف غاب عن علي
رضي الله عنه النصوص التي سقتها لنا في مناظرتك ؟ لماذا لم يذكرها بدلاً من قوله :
( إني لم أرد الناس حتى أرادوني ولم أبايعهم حتى بايعوني ) ؟! هل هي بيعة أم ولاية
بنص الآية ؟! عندما أراد أن يستدل على صحة خلافته لم يذكر أي حديث من الأحاديث التي
ساقها الأستاذ عباس الشعباني والتي زعم أنها نصوص نبوية على خلافته وإمامته !! حتى
في خلافته يستدل على صحة خلافته. . .
لنستمع إلى علي رضي الله عنه حيث يقول في
3/7 ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن
للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا
على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى
ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ) فهل
نسيها يا أستاذ عباس ؟ أم لم يفهم أنها تدل على خلافته وإنما هي من فضائله ومناقبه
؟ بل النص السابق ينسف كل ما بنيت وعليت ويجعله رماداً تذروه الرياح فمن النص
السابق نستخلص : 1- أنها بيعة شرعية من الرعية !! وليست وصية !! 2- يقر بصحة خلافة
الثلاثة الراشدين ويرتبهم حسب ترتيبهم الشرعي !!! 3- يستمد شرعية خلافته من شرعية
الثلاثة الذين قبله !!! 4- المهاجرون والأنصار هم من يختارون الإمام !!! فهي شورى
وليست وصية بنصوص نبوية !! فهو يقول بايعني وأنت تقول عينه النبي ؟! حملتموني عليها
!! يقول علي رضي الله عنه في2/184 ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في
الولاية إربة.
ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها ) فتأمل !! علي رضي الله
عنه يقسم بالله العظيم ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ) والشعباني يصر على
وجود إمامة وخلافة نصوصها جلية ؟! علي رضي الله عنه يقول : ( ولكنكم دعوتموني إليها
وحملتموني عليها ) والشعباني يقول : ( قد صرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام من بعده في عدة أحاديث ) ؟! والسؤال الهام :
لماذا لم يستدل علي رضي الله عنه بهذه الأحاديث لو كانت نصاً جلياً على خلافته
وإمامته ؟!! دعوني والتمسوا غيري !! لو كانت الأحاديث التي ساقها الشعباني أدلة
جلية على الإمامة والخلافة لكان الإثم الأكبر على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
لأنه رفض أمر الله سبحانه وتعالى بتعيينه خليفة عندما قال لمن جاء لمبايعته : دعوني
والتمسوا غيري !!! وإليك النص كاملاً من نهج البلاغة لتعرف الحقيقة من الزيف ففي 1/
181-182 ( ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه
: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان.
لا تقوم له القلوب
ولا تثبت عليه العقول.
وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وعلموا أني إن
أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب ) يا أستاذنا عباس :
كيف يقول دعوني والتمسوا غيري وهو قد نصبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خليفة من
بعده ؟!!! أليس هذا عصياناً واضحاً لأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟! أم أن
حكاية النص الجلي هي من اختراع ابن سبأ اليهودي كما قال كبار الإمامية مثل النوبختي
والجزائري وغيرهم ؟! أنا لكم وزيراً خيراً لكم مني أميراً إذا واصلنا قراءة كلام
علي رضي الله عنه نجده يخبرنا بأمور كان يعلمها كل مسلم في حينه ومنها أن المسلمين
هم الذين يختارون من يريدون لولاية أمرهم وليس خرافة النص الإلهي وأسطورة الوصية
النبوية !! يقول علي رضي الله عنه في نفس الصفحة السابقة ( وإن تركتموني فأنا
كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم.
وأنا لكم وزيرا خير لكم مني
أميرا ) فلو كان كما يقول الشعباني !!! قد عينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في
الغدير والدار فكيف يقول رضي الله عنه ( دعوني ) !!؟ وكيف يقول ( أنا لكم وزيرا خير
لكم مني أميرا ) ؟!! بل ها هو رضي الله عنه يثبت أن المهاجرين والأنصار هم الذين
يختارون الخلفاء والأئمة بقوله : ( لمن وليتموه أمركم ) وليست اختياراً نبوياً كما
زعم العزيز الشعباني !!!.
لا بد للناس من أمير بر أو فاجر ها هو علي رضي الله
عنه يرد على باطل الخوارج فيقول في 1/91 : ( ومن كلام له عليه السلام في الخوارج
لما سمع قولهم لا حكم إلا لله قال عليه السلام كلمة حق يراد بها باطل نعم إنه لا
حكم لله ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله : وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر
يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الأجل ويجمع به الفيء
ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح
من فاجر ) فلو كانت الإمامة بنص نبوي لما قال رضي الله عنه "لا بد للناس من أمير بر
أو فاجر" !! أحق الناس بالإمامة الأدلة التي ساقها الأستاذ عباس الشعباني تتناقض مع
كل ما قاله علي رضي الله عنه الذي حدد لنا من أحق الناس بالإمامة في أهم كتب الشيعة
على الإطلاق حيث يقول في 2/86 : ( أيها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه
وأعلمهم بأمر الله فيه.
فإن شغب شاغباً استعتب فإن أبى قوتل ولعمري لئن كانت
الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل ولكن أهلها يحكمون على من
غاب عنها ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغائب أن يختار ) إذاً هي تنعقد باختيار البشر
وليس باختيار رب البشر.
وهي للجميع وليست لطائفة أو حزب !! الفرق بين الوالي
والولي الأستاذ عباس لم يستطع التمييز بين كلمة الولي وكلمة الوالي !!! لذلك سنجعل
أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه يرد عليه حيث يقول رضي الله عنه في 2/198- 199: (
وأعظم ما أفترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي
.
فريضة فرضها الله لكل على كل فجعلها نظاماً لألفتهم وعزاً لدينهم فليست تصلح
الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية فإذا أدت الرعية إلى
الوالي حقه وعدى الوالي إليها حقها عز الحق بينهم وقامت مناهج الدين
. . . . . . .
وإذا غلبت الرعية واليها وأجحف الوالي برعيته اختلفت هنالك الكلمة
. . . . .
الخ ) ويبقى السؤال الهام : كيف فهمتم ما لم يفهمه علي رضي الله عنه ؟!
لماذا بايع غيره ؟! لماذا نسي علي رضي الله عنه كل هذه النصوص وبايع أبا بكر رضي
الله عنه بالخلافة ؟! ولماذا بايع بعده الفاروق بن الخطاب رضي الله عنه ؟ بل وأعجب
من هذا كله كيف رضي بأن يكون سادس ستة اختارهم عمر ليكون الخليفة منهم بعد مقتله ؟
لماذا لم يقل كيف أكون سادس ستة وأساوى بغيري وأنا منصوص على خلافتي بالنصوص
النبوية ؟ ولماذا لم يذكره على الأقل بالغدير وباقي النصوص التي ساقها صاحبنا
الشعباني ؟! هل من جواب ؟! كيف أصبح عمر خليفة ؟! أستاذنا العزيز لقد ناظرت العشرات
ممن يؤمن بفكرك ويقول بقولك وساقوا لي عشرات الأحاديث وسألتهم سؤالاً بسيطاً جداً
كيف أصبح عمر خليفة على المسلمين ؟! فقالوا عينه أبو بكر !! فسألتهم هل طاعة الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم تدخل الجنة ومعصيته تدخل النار ؟ فقالوا : نعم فقلت هل
طاعة أبي بكر تدخل الجنة ومعصيته تدخل النار ؟ فقالوا : لا.
قلت فبالله عليكم
كيف قبلت عقولكم هذه المهزلة ؟! المسلمون الذين عصوا أهلهم وقاتلوا عشيرتهم وتحدوا
العالم يعصون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيدخلون النار ويطيعون أبا بكر رضي
الله عنه فلا يدخلون الجنة !! لهفي على عقولكم !! بل لماذا علي بن أبي طالب بايع
أبا بكر الصديق ؟! وخالف كل النصوص التي نصبته خليفة على المسلمين ؟! من هم العترة
؟! أخي الفاضل عباس قلت في مناظرتك ( بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا
بالتمسك بكتاب الله عز وجل وبالعترة الهادية ) ثم سقت لنا روايتين الأولى من صحيح
مسلم والثانية ذكرت لنا عدة مصادر لها - وهي تحث على التمسك بالعترة - وقلت عن أحمد
وإسناده جيد ثم بعد ذلك سقت حديث التمسك بالكتاب والسنة وقلت بأن كلا سنديه لا تقوم
به حجة كما صرح بذلك الألباني !!فأرجوا منك قبل أن أرد عليك بالتفصيل أن تحدد من
العترة الهادية التي أمرنا بالتمسك بها بالضبط ؟! أما ردك لحديث كتاب الله وسنتي
فهذه عجلة منك في غير محلها !! لأسباب كثيرة جداً - سأفصلها لاحقاً - أهمها أن هذا
الحديث موجود في أهم كتبكم على الإطلاق الكافي للكليني وسأنقل لك بعض ما ورد فيه
ففي "أصول الكافي" 1/111 : ( عن عمر بن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته
يقول : إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه
وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه ، وجعل
على من تعدى ذلك الحد حدا.
) وفي نفس الصفحة ( عن حماد عن أبي عبد الله عليه
السلام قال : سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة ) كفر من خالف الكتاب
والسنة أنا أسوق لك بعض الروايات من أعظم كتبكم على عجل وفيها كفر من خالف كتاب
الله وسنة رسوله !! ففي "أصول الكافي" 1/122 : ( سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول : من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله فقد كفر.
) فهل أدركت
خطورة مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما بالك بمن يدعوا إلى نبذها
بالكلية واستبدالها بأقوال فلان أو علان من الناس ؟! وكيف تهتم بقول الألباني أو
غيره وأنت لم تتبع النصوص التي تأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في
القرآن الكريم أولاً وها أنا أنقل لك بعضها.
طاعة الرسول أم طاعة العترة ؟! يا
أستاذ عباس أنت تخلط بين الطاعة والمحبة !! فالطاعة ليست إلا للرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بنصوص الكتاب قال تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
) الحشر7.
وأمر سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله في أكثر من موضع ومنها قوله
تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل
عمران132.
وقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) محمد33.
فكيف نطيع
الله عز وجل ونطيع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن
كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً ) النساء59.
والجهلاء يعلمون أن الرد إلى الله عز وجل هو الرد إلى
كتابه الكريم والرد إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الرد إلى سنته المطهرة
الصحيحة التي عجز البعض عن معرفتها وحفظها فأنكرها !!! بل قد أفرد الله عز وجل طاعة
رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور56.
ووضح أن (مَّنْ
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ
عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) النساء80 شرط دخول الجنة لم يشترط سبحانه وتعالى لدخول
الجنان ومرافقة الأنبياء والشهداء طاعة إمام أو عالم أو ولي من الأولياء أو صحابي
بل اشترط طاعته سبحانه وطاعة رسوله عليه السلام فقال : ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ
رَفِيقاً ) النساء69 فإذا لم يكن إتباع سنته من طاعته عليه الصلاة والسلام فكيف
نطيعه حتى نكون ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا ) ؟
وانظر إلى ربط دخول الجنة بطاعته عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَن
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً ) الفتح17.
فلا
طاعة للعترة ولا للصحابة ولا لمخلوق من البشر فافهم هذا رضي الله عنك ولا تعرض عن
طاعته إلى طاعة غيره.
