;

السلطة والحوثيون بين الكر والفر 1939

2010-08-07 03:23:42

يحيى
عسكران


عادت أزمة صعدة إلى الأذهان من جديد
بعد هدوء نسبي شهدته المحافظة عقب إعلان الرئيس الصالح إيقاف الحرب ونزيف الدم في
شباط الماضي بعد ست حروب متتالية، جعلت اقتصاد الوطن يتهاوى فضلاً عن تراجع السياحة
الخارجية التي تشكل مصدراً هاماً للدخل الوطني، ما جعل اليمن يعيش دوامة عنف لم
يسبق لها مثيل منذ حرب صيف 94.

استمرار أزمة صعدة في معترك الحروب وأجواء التوتر بين الحوثيين والسلطة،
جعل أبناء اليمن يعيشون لحظات من سيناريو فيلم كرتوني أبطاله توم وجيري، يتصارعان
طيلة الفيلم ويستعرضان عضلاتهما، وفي نهاية المطاف يقع توم في فخ الانتقام رغم حجمه
الكبير تجاه جيري .
نشوب حرب سابعة في صعدة تلوح في الأُفق، وإن كان تصريح
الرئيس صالح لقناة العربية مؤخراً يستبعد اندلاع حرب جديدة بصعدة، إلا أن خيار
الحرب يظل مفتوحاً خاصة وأن الحوثيين ما يزالون في أوكارهم ولم يلتزموا بالنقاط
الست المتفق عليها وآلية التنفيذ.
وبالرغم من الكابوس الحقيقي والنفق المظلم
الذي يعيشه الوطن جراء توالي الأزمات ، فإن تعامل السلطة مع قضية الحوثيين يتسم
بعشوائية ومعمعة غير طبيعية حد وصولها ست حروب، ما شجع العناصر المتمردة على
استغلال الفرص التي أتاحتها السلطة خلال توقف الحروب بين فترة وأخرى ليتمكن من
استقطاب الشباب والتغرير بهم وزجهم في حلفه لقتال الدولة .
في حين اتسم تعامل
السلطة مع القضية أحيانا بمنطق العقل عبر الدعوات التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية
لعناصر التمرد لنهج خيار السلام وترك السلاح وأعمال العنف والتطرف، والتي كانت
تستجيب لها العناصر الحوثية عندما ترى الخناق يضيق عليها ويشتد الحصار فتلجأ إلى
استخدام أساليب الضغط على الحكومة لوقف الحرب .
وبعيداً عن فلول وأوكار الحرب،
بإمكان الحكومة التعامل مع التحديات بأساليب تتناسب مع منطق العقل، إذ لا يمكن
إزاحة فكر الحوثي المتطرف بسهولة، ما لم تكن هناك وسائل أفضل لإزالة هذا الفكر عبر
استراتيجيات تنفذها الدولة لتكريس ثقافة المحبة انطلاقا من مبادئ وقيم
الإسلام.
لكن للأسف فشلت الحكومة تماماً في وضع برامج مستهدفة وربما عقول وأفكار
المسؤولين منغلقة وبعيدة تماماً عن ما تشهده الساحة الوطنية من تحديات وشطارتهم في
نهب ثروات الخزينة العامة للدولة وطز في الوطن .
وإنني استغرب حقيقة والكثير معي
سماحة وسعة صدر رئيس الجمهورية التي لا حدود لها ووضعه الثقة فيمن لا يستحقون
وليسوا أهلاً لتحمل المسؤولية وهم يعبثون بالمال العام وارتفاع الدولار والأسعار
ويركضون وراء نهب الأراضي وإفساد المجتمع، بل وصل الحد لأن يضعونه في مواقف حرجة
ومحسوبون في نهاية المطاف على الوزير العلاني والفندم الفلااني .
وليعلم القاصي
والداني أن أولئك الأذناب المستفيدين لو حدث للوطن لا قدر الله شيء فإنهم سينفثون
غبارهم ويجرون أذيالهم إلى خارج الوطن بدلاً من الدفاع عن وحدته وحفاظ مقدراته
.
ورغم شهادة الكثير لفخامة الرئيس بالحنكة في تعامله مع قضايا الوطن، لكنه
اكتفى بمشورة من لا خير ولا وطنية فيهم خاصة في استخدام العنف لكبح جماح العناصر
المتمردة وكسر شوكتهم، ما زادهم عتواً ونفوراً بدعم المعارضين داخل الوطن وخارجه
ودور السافاك الإيراني في دعم الحوثيين بشكل علني من البداية .
ومع الهدنة الهشة
بين السلطة وعناصر التمرد الحوثي بصعدة منذ شباط الماضي، تستمر استفزازات الحوثي
وأتباعه الذين استغلوا فترة توقف الحرب في جلب المؤن وإعداد العدة وزرع ألغام
وأوكار جديدة استعداداً لخوض حرب سابعة، حملت مؤشراتها المواجهات التي حصلت في
الأسابيع الماضية، وإن لم تكن بدأت فالحرب الباردة وضعت أوزارها إلى حين، في ظل
أجواء معقدة لعدم حلحلة وإيجاد مخرج للأزمات وعودة الأمن والاستقرار إلى صعدة
السلام.
وعليه فإن الحوثي سيظل يراوغ بالهدنة والحرب في محاور صعدة وحرف سفيان
والجوف بين الكر والفر ومماطلة اللجان الإشرافية لتنفيذ النقاط الست وعدم تسليمها
المواقع والسلاح واتهامات واستفزازات متكررة في زرع الكمائن وقتل الأبرياء حتى تغدو
السلطة على شفا جرف هار ، فتؤدي واجبها الوطني كما تقول دائماً بخوض حرب جديدة
وقادم الأيام سيكشف حقيقة ذلك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد