;

شاعر اليمن .. بداية تستحق الوقوف أمامها 1399

2010-05-18 05:50:32

علي محمد
الحزمي


بدأت المراحل الميدانية من المسابقة
الكبرى في مجال الشعر في وطننا الحبيب والتي أنفق القائمون عليها الكثير في الدعاية
والإعلان ومحاولة جذب الشعراء حتى بكتابة "شارك واربح" على اللافتات والتي جعلتنا
للوهلة الأولى نعتقد أنها مسابقة جمع أغطية الزبادي أو ويفر الأبطال ،واتضح لنا
بعدها أن المقصود هو حصول الفائزين على سيارات آخر موديل ومبالغ مالية وزيارة لدولة
شقيقة
للتعريف بموروثنا الأدبي
الكبير وجميل أن تقوم الهيئة الوطنية للتوعية بالتشارك مع قناة العقيق والتي من
المنتظر أن تبدأ بث برامجها تزامناً مع العيد الوطني العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية
الكبرى ، وبعداً كل البعد عن وزارة الثقافة التي لم تتعب نفسها حتى بوجود أي طرف من
قبلها حتى ولو كان حضوره صورياً فقط ، وكما هو الحال في مسابقة صدى القوافي والتي
يتميز فيها، كل عام المذيع المتألق جميل عز الدين في تقديمه للشعراء بطريقته الخاصة
وكذا العمل الجاد التي تقوم به المخرجة المتألقة نادية هزاع ، وهذا ما خلق جواً من
التنافس الجميل بعيداً عن لجنة التحكيم والتي يختلف أعضاؤها أحياناً على أسمائهم
ومناطق المشاركين بعيداً عن النظر في أمور القصيدة ، ولعل هذه البرامج بقدر ما تخدم
الشاعر والمجتمع وتعمل على إبراز المواهب إلا أنها ليست المقياس الأكمل، فمن مجرد
قصيدة أو مجرد أبيات كيف تستطيع أن تقيم مسيرة ومستوى شاعر، ولعل الحال يختلف في
دول الجوار والتي تعلن عن مسابقات شعرية تستحق أن يشارك بها الشاعر ليظفر حتى بأصغر
جوائزها وهي تأهيله إلى أولى المراحل والتي تضمن له الحصول على ما يعادل مبلغ خمسة
ملايين ريال يمني ونصف المليون إن لم يكن أكثر ، وهذا إن لم يصل إلى المراحل
المتقدمة والكبرى ومراحل التنافس المباشر ، ولكن هنا وجدنا أن المعنيين والقائمين
على مسابقة "شاعر اليمن" هذه المسابقة الوطنية الكبرى والتي تشعر كل من يشارك فيها
بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن يستغرب وجود نفس الأسماء التي كانت في صدى
القوافي من قبل لجنة التحكيم وهو علوان الجيلاني والذي أصبح هو الناقد الأول في
الوطن والمحكم الأول وصاحب الحضور الأول في كل فعالية متعلقة بالشعر وعلى قول أحد
محرري الزميلة صحيفة "14 أكتوبر" - بأنه أصبح متعهد حفلات الشعر في
بلادنا.
والجيلاني كونه شاعراً فصيحاً ملم ببيئته التهامية ومعرفته بشعرائها لا
تتيح له الاطلاع على موروث بلادنا الكبير الممتد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ولكل
مجتمع شعره وأدبه وموروثه ، فقد اعتمد المعنيون في شاعر اليمن على اختيار عضوين
للجنة في كل محطة من المحطات الميدانية التي قامت اللجنة بالنزول إليها ومقابلة
الشعراء ، وبالطبع كان التقييم والقبول والرفض مباشرة من هناك ، ولعل انعدام وجود
مفكرين في بلادنا ونقاد وأدباء يجعلنا نتساءل عن دور وزارة الثقافة ودور اتحاد
الأدباء ، وإذا كانت كل محافظة في وطننا تعج بالأدباء والنقاد المهضومين إعلامياً
ومعيشياً فإن أبسط ما تسمعه من القائمين على مسابقة "شاعر اليمن" هو لم نجد أحداً
غير الجيلاني ، وهو بالطبع شاعر فصيح يعمد إلى كتابة شعر الحداثة في كتاباته كما هو
الحال في دواوينه منها "حين تفتح الوردة سرتها- مراتب الألفة - وديوان الجنة" وهي
تعبر عن ثقافة صاحبها بالطبع وليس لزاماً أن تعبر عن ثقافة وطن ، ومن المعيب جداً
أن تجد فعالية كمسابقة صدى القوافي أو شاعر اليمن تحمل في معانيها الكثير من القيم
الوطنية والولاء وتعزيز روح الأخوة وتوطيد ثقافة اليمن الواحد ، فتجد السؤال الموجه
غالباً من أي المناطق أنت !! فهل يحتاج المشارك هذه المرة للتعريف بمنطقته وإن كانت
تقرب لأي من مناطق المذكورين في اللجنة من أجل حصوله على شرف التأهل ، وكذا شهادة
الإخوة في لجنة التحطيم والتي يترأسها ميدانياً الجيلاني؟ وبالطبع ستكون هي العادة
الغالبة على البرنامج من أوله لآخره، وإذا كان خبر المسؤولين عن المسابقة في
استقدام أعضاء من دول الجوار للتحكيم فهذا بحد ذاته سيكون قمة العجب ولأسباب
عديدة. .
أولاً أن الأستاذ الجيلاني يعتبر الشعر النبطي دخيلاً على مجتمعنا
اليمني في حين كل البحوث تؤكد أن نشأة وولادة الشعر النبطي كان في بداية القرن
التاسع الهجري في بلاد الشام وجنوب الجزيرة العربية اليمن، ومن ثم امتد إلى ما
بينهما وهذا لا يقبل النقاش عند كثير من المؤرخين ولعل أبسط مثال على ذلك قيام بعض
الباحثين في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج من المهتمين في طرح هذه
الحقيقة التي لم يتقبلها الجيلاني نفسه ويقول انه شعر دخيل!! الشيء الثاني كيف
تتوقعون وجود أشخاص يقولون أبغى وما أبغى وصح لسانك والأستاذ الجيلاني يعتبرها لهجة
دخيلة ، ثم ماذا لو سمعنا بعض الموروث التهامي في هذه الفعالية ألم يكن من الأحرى
استقدام ثلاثة مترجمين من الآن للتوضيح للمستمعين وشرح بعض المفردات ؟!! وإذا كان
الشعر الحميني يتميز بجودة وسهولة ألفاظه وله حضوره الكبير كما هو اللون اللجحي
والعدني والحضرمي في الساحة الخليجية. .
فلماذا يعتبرونه أصل الفن ولا يعتبرونه
دخيلاً إذا كان كلام الجيلاني صحيحاً حول أن الشعر النبطي دخيل؟؟! إلى هنا
والمسابقة تجري في بدايتها وهي فعالية تستحق من كل القنوات الإعلامية المرئية
والمسموعة والمقروءة تسليط الأضواء عليها من أجل أن نرقى بثقافتنا قبل أن نبحث عن
المردود المادي من ورائها. .
وتحية شكر أبعثها لكل القائمين على مسابقة شاعر
اليمن في سرعة التجاوب مع ما يطرح هنا وهناك حول لجنة التحكيم أو حول آلية المسابقة
وهي مناسبة جلية لتظهر لنا أسماءً شعرية جديدة بعيدة، كما هي فرصة لنبحث عن أسماء
جديدة من خبراء الأدب والشعر والنقاد وأصحاب الباع الطويل في هذا المجال بدلاً عن
الدوران حول هذه الأسماء المستهلكة والتي أصبحت تصيب المشارك بالإحباط حتى قبل
المشاركة ، وتجعل الشاعر عبارة عن أضحوكة على المسرح وهو ينازع لجنة التحكيم حول ما
طرحه أو حول القصيدة التي بترت ولم تسمع منها إلا خمس أبيات، وهكذا يكون التقييم من
وجهة نظرهم؟. .
أم ماذا؟.
على العموم لازلنا في بداية المشوار وطرح بعض النقاط
من الآن أفضل من طرحها بعد انتهاء المسابقة التي تحمل الاسم الأغلى على كل يمني
يحاول أن يضع اسم اليمن عالياً على كل هامة ، ودام اليمن شامخاً بشموخ أبناءه
البواسل ودمت عزيزاً شامخاً واحداً طول الزمن يا أغلى يمن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد