;

القدوة.. فقدناها في الإنسان.. ووجدناها في الحيوان !! 1503

2010-05-18 05:50:24

أحلام
القبيلي


عندما كنت أستعرض بعض دروس شقيقتي
الصغرى في فترة الاستذكار الخاصة بها- لفتت انتباهي تلك الوحدة الكاملة في كتاب
اللغة العربية والتي تندرج جميع الدروس فيها تحت عنوان " مبادئ سامية"، كل درس فيها
يحكي عن قيمة أخلاقية معينة مثل الوفاء، الأمانة، العزة الخوف من الله والغريب
والمخجل في آن واحد أن جميع النماذج التي كانت تعرضها الدروس كانت كلها نماذج

حيوانية مثل الكلب والعصفور والصقر
ولا يوجد نموذج واحد من الشخصيات البشرية، حقيقة لم استطع التعليق على مثل هذا
الموضوع سوى أن أتساءل هل فقدنا القدوة في أنفسنا إلى هذه الدرجة؟.
وإذا كان
المشرفون على تربية الأجيال في وزارة التربية والتعليم قد فقدوا الوسيلة في إيجاد
القدوة المناسبة حتى تركوا المجال لأولادنا في الاقتداء بالحيوانات في المثل والقيم
السامية. .
إن كانت هذه بغيتهم أقول أبشروا فقد أصبتم الهدف ولم يضع جهدكم سدى،
ففي نهاية أحد الدروس كان هناك سؤال ضمن الأسئلة المطروحة يقول س: إذا كان لديك
أشياء ثمينة عند من تضعها؟وجدت أختي قد كتبت الإجابة على النحو التالي: ج- عند
الكلب. .
مع العلم أن الإجابة كما أخبرتني كانت منقولة من زميلتها في
الفصل.
ثبات الحيوان وانحطاط الإنسان: وفي الوقت الذي تتوارث فيه الحيوانات
مبادئها السامية تفقد البشرية جزءاً من أخلاقها، شيئاً فشيئاً، يوماً بعد يوم، فما
زلنا نعهد منذ زمن وحتى الآن تقاليد الوفاء الزوجي عند الحمام ونبل الحصان في
ارتباطه بصاحبه حتى الموت وكبرياء الأسد وترفعه عن الهجوم على فريسته من الخلف ،،،،
إلخ. .
مبادئ وموروثات لم يتخلّ عنها جيل حيواني واحد والبشر في تنافس مستمر من
أجل الوقوع والانحطاط، جيل بعد جيل، فإذا كانت الحيوانات لا تؤمل من حياتها جنة تصل
إليها أو ناراً تفر منها فلعل إحدى الحكم من خلقها على وجه الأرض بعد تسخيرها
وتذليلها لمنفعة بني البشر هو أنه سيأتي زمان تعلمنا فيه تلك الحيوانات ما فقدناه
يوماً من المبادئ والأخلاق.
بدون تعليق: ذكر الدكتور/ مصطفى محمود في كتابه
"حوار مع صديقي الملحد" تلك الحادثة المؤثرة والتي رآها جمهور المشاهدين في السيرك
القومي بالقاهرة حينما قفز الأسد على مدربه من الخلف وأنشب مخالبه في كتفه وأصابه
بجرح قاتل في ثورة عارمة اجتاحته في لحظة والحكمة التي نسوقها في سياق هذه القصة هي
ما حدث بعد ذلك فقد روى موظفو السيرك أن الأسد بعد تلك الحادثة امتنع عن الطعام
وحبس نفسه في زنزانته لا يبرحها وعندما نقلوه إلى حديقة الحيوان وقدموا له أنثى
لتروح عنه ضربها وطردها وظل على صيامه ورفضه للطعام حتى انقض يوماً على يده الآثمة
فجأة وظل يمزقها حتى نزف ومات. .
حيوان ينتحر ندماً وتكفيراً عن جريمته. .
ترى
هل نجد بين بني البشر من يستشعر فداحة ما تقترفه يداه كما استشعر ذلك الحيوان
؟. .
أظننا نحن البشر أقدر على أن نقتل القتيل ونمشي في جنازته.
اشتم وقل يا
إنسان : الصور كثيرة ولا حصر لها، لا يزيدنا الغوص فيها إلا خزياً وعاراً وليت
الأمور وقفت عند حد موت المبادئ والأخلاق، بل ما صدمني حقاً هو أن تصل إلى حد تموت
فيه مشاعر الفطرة والتي كنا نعدها من الثوابت لا من المتغيرات، كيف لا وقد صار من
السهل على الأم بكل ما في الأمومة من معان سامية أن ترمي ولدها وفلذة كبدها بين
أحضان الشوارع دون أن تهتز لها شعرة واحدة في الوقت الذي نرى فيه أنثى الأسد بكل
وحشيتها وشراستها إذا ما انقلبت إلى صغارها صارت كالحمل الوديع وقد تخلت عن كل ما
يمت للوحشية بصلة إلا دفاعاً عن صغارها إذا ما شعرت بالخطر يتربص بهم.
ختاماً:
ترى هل يمكننا بعد هذا كله إذا ما أردنا أن نشتم إنساناً بأن نقول له يا حيوان، أظن
"لا" وخصوصاً وبعد كل ما قيل أن هذه الكلمة قد صارت رفعاً لقدر من توجه إليه وليس
حطاً من شأنه، والعذر كل العذر نلتمسه لوزارة التربية والتعليم.
إضاءة: في نهاية
الخمسينيات عندما زاد برنادشو في الكلام عن أمله في ظهور الروبورت سريعاً سألوه
لماذا ؟قال: لأني كلما عرفت الإنسان أزدت احتراماً لكلبي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد