;

البوابة الجنوبية للشرق الأوسط الكبير 1107

2010-05-13 05:45:09

عبدالوارث النجري


في العام 2007م كنت أظن أن الدول
التي تعكف حالياً على تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير"
في العام 2007م كنت أظن أن
الدول التي تعكف حالياً على تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير" قد اختارت لبنان
الشقيق موقعاً لتدشينه، لكنني مؤخراً أدركت أن مخططي المشروع قد قاموا بالفعل في
تدشين هذا المشروع، ولكن ليس من وسط العاصمة بيروت بل في جميع دول الشرق الأوسط
وفي
مقدمتها اليمن وفلسطين والسودان والعراق ولاحقاً مصر ودول الخليج، هذا
المشروع وإن كانت قد أعلنت عن ميلاده وزيرة الخارجية الأميركية السابقة رايس، إلا
أنه يندرج ضمن مخطط عالمي ترسم له الدول ذات المشاريع التوسعية وفي مقدمتها
الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وإسرائيل وإيران، وهذه بالفعل هي الدول الوحيدة
التي لمصالحها ارتباط مباشر في منطقة الشرق الأوسط، والصراع حول السيطرة على خيرات
ومقدرات تلك البقعة من العالم، وهو صراع تاريخي وليس وليد اللحظة وقد أعلن عن ذلك
صراحة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عقب أحداث ال 11 من سبتمبر، عندما
ربط الحادثة بما أسماه صراع الحضارات ولعلنا ندرك تماماً كيف كان الصراع على أشده
قبل الإسلام بين الحضارتين الرومانية والفارسية على دول المنطقة، ولذا فإن من يرى
أن المشروع النووي الإيراني يصب في خدمة الإسلام والدول الإسلامية في المنطقة أو
غيرها واهم لا يدرك أبعاد ما يتم رسمه اليوم للمنطقة وإعادة تشكيلها من جديد، لكن
من يدرك خفايا ما يدور بين الغرب وإيران حول مشروع الأخيرة النووي يكتشف أنه يصب في
مصالح الدول الغربية وإسرائيل أكثر من خدمة أو مصلحة أي دولة عربية بهدف تشكيل
كيانين نوويين في المنطقة، الكيان الصهيوني ومن خلفه الغرب والكيان الفارسي، أما
الكيان العربي أو الكيان الإسلامي فقد انتهى بعد القضاء على النظام العراقي وكل ما
كان يمتلكه بداية المشروع، فبالقضاء على نظام صدام حسين استطاعت إيران وإسرائيل
ودول الغرب بشكل عام الشروع في رسم خطط وتدشين مشاريعها التوسعية في المنطقة ، حتى
المشروع النووي الباكستاني فإنه إلى جانب ما يهدده من تحدٍ للمشروع الهندي الذي
تربطه علاقة جيدة مع إسرائيل والغرب، فإنه حالياً قد أقحم في حرب استنزاف في
المناطق القبلية الهدف منها ليس القضاء على طالبان والقاعدة فحسب بل وإنهاك
الاقتصاد الباكستاني إلى الحضيض ليبدأ في مفاوضة التخلي عن المشروع النووي مقابل
كسرة خبز، كما يتم التعامل حالياً مع المشروع النووي في كوريا الشمالية، فلو كانت
الولايات المتحدة والغرب وحتى إسرائيل تخشى من المشروع النووي الإيراني لكانت قد
شرعت في القضاء عليه قبل التفكير في القضاء على نظام صدام حسين في العراق، لكن
الغرب ومعه إسرائيل مثلما استعان بالنظام الإيراني للقضاء على نظام صدام، ها هو
اليوم يستعين بالمشروع النووي الفارسي لممارسة المزيد من الابتزاز لدول النفط في
المنطقة وأخذ مساحات واسعة على أراضيها كقواعد عسكرية ثابتة تحت مسمى الإعداد
والتحضير لمواجهة نظام طهران والقضاء على مشروعها النووي، وتحت ذريعة الخطر النووي
الإيراني يمارس الغرب المزيد من الضغوطات على دول المنطقة لتقديم التنازلات بداية
من القضية الفلسطينية وإنتهاءً بالقيم والتعاليم والإسلامية السمحاء، خاصة بعد أن
استغلت ما يسمى بالقاعدة وتفجيراتها وأعمالها الوحشية للإساءة إلى الإسلام وإلصاق
تهمة التطرف والإرهاب به، وكون اليمن تعد البوابة الجنوبية لمشروع الشرق الأوسط
الكبير ولما يتميز به هذا الجزء من كثافة سكانية ووعورة جبيلة وانتشار السلاح بين
أوساط المواطنين والقبائل إلى جانب تمسك سكانه بالتعاليم الإسلامية والعادات
والتقاليد الحميدة، فإن أصحاب مخطط الشرق الأوسط قد استقدموا العديد من الأساطيل
الحربية والغواصات إلى مياهه الإقليمية لفرض المزيد من الضغوطات على نظام صنعاء
لتقديم المزيد من التنازلات باسم الحرية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب وحرية المرأة
وغيرها من المسميات، هذا إلى جانب العمل على بث روح الكراهية والعداوة بين أبناء
الوطن الواحد تحت الكثير من المسميات من حراك وعلمانية وقاعدة وحوثييون وغيرها كي
ينشغل اليمن بمشاكله الداخلية واستمرار المشاكل والحروب لتوصيل البلاد إلى اللادولة
وذروة الفوضى، ومن ثم نقل مثل تلك المشاكل والخلافات والتناحر إلى الجوار ليتم
بعدها تجزئة الدولة الواحدة إلى عدة دول وفق مطالب سكانها وتحت مسمى الحرية وحقوق
الإنسان وتصبح الأنظمة مجرد ديكورات لتنفيذ المزيد من التنازلات على حساب الهوية
والأرض والثروات، وحينها فقط يسهل لأصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير تقاسم الكعكة
كل حسب قوته ونفوذه في المنطقة وتصبح دويلات هذا الشرق الأوسط تحت وصاية تلك
المشاريع التوسعية، وبعدها ضم كل من دول الشام والقرن الإفريقي ومصر وغيرها في إطار
هذا المشروع التوسعي الشرق الأوسط الكبير في ثرواته وكثرة الدويلات الصغيرة في
قراراته وإرادته وقوته، وللوقوف في وجه هذا المخطط التآمري وحفاظاً على ما تبقى من
ثروات دول المنطقة وقيم وتعاليم يرى الكثير بأن الحل بسرعة دمج اليمن بشكل نهائي
ضمن دول مجلس التعاون الخليجي للعمل سوياً في الحفاظ على هذا الكيان العربي المسلم
الذي يواجه اليوم أكبر مؤامرة عالمية تستهدف الأرض والثروة والإنسان والدين والقيم
والتعاليم وكل شيئ جميل فيه.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد