;

لماذا نكتب؟ وهم لا يقرؤون!! 1100

2010-05-12 03:34:15

علي محمد
الحزمي


جرعة جديدة، مشكلة جديدة، كارثة
جديدة، وكل شيء جديد، إلا اليمن ليس بجديد وليس المستقبل أفضل إطلاقا ولا زلنا
بالطبع نكتب، في حين أنهم لا يجهدون أنفسهم حتى بالقراءة ! حين يمسك أحدنا قلمه
ويفترش أوراقه ويستجمع أفكاره،يحاول أن يضع التمهيد المناسب للدخول للمشكلة وطرحها
ومن ثم اقتراح الحلول الممكنة من وجهة نظره وترك مجال اقتراح الحلول من

وجهة نظر القارئ الكريم والمتابع،
وإذا كانت الكتابة هي سلاح العصر ورسالة الإعلام الهادف لنهضة الشعوب إلا أن البعض
يمتهن الكتابة ويجعلها كمصدر دخل في حين أن البعض الآخر يعتبرها هواية يحاول فيها
أن يعايش مجتمعه وبطريقته الخاصة،ولعل الكثير ممن يتوجهون إلى الكتابة لغرض زيادة
الدخل كما هو الحاصل في أيامنا هذه وتجعل الكثير يلهثون وراء الوسائل الإعلامية
المقروءة ومن ثم تجده في اليوم الثاني وهو يجري وراء ما يعطون له من مقابل وكل هذا
يسميه بفخر ''نتاج فكري وأدبي'' وإن كان حتى في غنى عن ذلك بحكم وضعه الميسور
ووظيفته المحترمة ومكانته المعروفة، وبالمقابل هناك من يبحث عن القارئ وعن هموم
المواطن ومشاكل الوطن ليضعها أمام المسؤلين إن كان هناك فعلا مسؤلين يقرؤون ما
يكتب..
ولعل الكتابة في وطننا تكون أقرب إلى المناسباتية في حال وجود فعالية أو
حدث يستحق الذكر من وجهة نظر الكثيرين،وكما هي المناسبة فتجد المبدعين والمتبدعين
هنا وهناك يكتبون في كل شيء وعن كل شيء وكأنهم لم يحسوا بآلام المواطن إلا يومها
ولم يعايشوا حدثا وطنيا أو يعرفوا قيمة الوطن إلا في المناسبات فقط، والأدهى أن تجد
من يجري ليل نهار من صحيفة إلى صحيفة وهو يطلب حق الغثاء الذي ساقه إليهم وجعل
القارئ يصاب بشيء من خيبة الأمل، وكأنه -هذا الكاتب- قد وضع دستور الوحدة المباركة
أو ميثاق الأمم المتحدة أو بنود معاهدة جنيف أو شريعة حمو رابي، والمبدعون وحدهم من
يعانون فالإبداع يخلق من رحم المعاناة، فتجد المبدع يجلس في الظلام يكتب بصمت
ويتألم لكل معاناة يكتبها، فلا تعجبه الأضواء المبهرة ولا المديح، بل وغالبا ما
يتوارى عن الأنظار لأنه لا يملك قيمة المظهر اللائق الذي يتيح له الحضور والتباهي،
وينتظر إن ساق الله له رزقا حمده وشكره، وإن لم يشأ ربك حمد الله وشكره أيضا، فلا
هو الذي ينتظر إحسانا ولا هو الذي يريد عطفا، فالرسالة التي يحملها بعاتقه أكبر من
أن يكون لها مقابل، وسمو فكره وأدبه أرقى من أن يتناول مأساة المواطن ليقتات هو
منها..
وإذا كانت الكتابة من منظوري الشخصي هي أقل ما يمكن تقديمه في زمن الكلام
ولكن لعل بعض الكلام يجلو الهموم ويطيب الخاطر ويشفي الجرح، ولعل للكتابة اتجاهات
عديدة، فأحيانا تكون للبوح بمشاعر ما تخالج النفس ليل نهار حتى تطفو وتصبح سطورا
على صفحات المآسي،وأحيانا تكون الكتابة للمحاباة ومحاولة التقرب من بعض الشخوص
المؤثرين في الحياة، وفي أغلب الأحيان تظل الكتابة هي السلاح الأمثل لمواجهة
الاستبداد والتخلف والجهل، فلم تقم ثورة في أي بلد من بلدان العالم إلا وكان وقودها
القلم قبل أن يكون البارود، ولعل الكتابة ذات الطابع الثوري تكون لها إقبالا لدى
الجماهير،فغالبا ما تجد فئة من الشعب تحس الغلب والقهر والظلم، ولا تجد من يطفئ
نيران حقدها إلا بالكتابة، وإذا كانت التوجهات الفكرية والأدبية في بلادنا مختلفة
باختلاف المجتمع الذي تعيش فيه فإن بعض الكتابات تعمد إلى قاعدة (خالف تعرف)وهذا
بالطبع بمنظوريه السلبي والإيجابي..
فتجد أحدهم يتجه إلى الخروج عن قواعد ديننا
الحنيف وأخلاقنا ومثلنا العليا السامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وهدي
الخلفاء الراشدين من بعده، ليثيرزوبعة من الردود وسط المجتمع ومن ثم يحظى بشيء من
الإعلام الزائف الذي سرعان ما يزول، والبعض يتجه إلى الكتابة المناهضة لكل ما تقوم
به الحكومة في محاولة منه لإبراز اسمه لكي يكون ممن يستحقون الوطنية وحين يتحصل على
وظيفة ما في مركز ما فإنه ينسى كل المبادئ التي كان عليها مسبقا، وكأنه وجد حلولا
لكل المشاكل التي كان يطرحها، وهو في الحقيقة إنسان أناني فقط، بالمقابل هناك
الأقلام التي سخرت لتمجيد وتبجيل وتسليط الضوء على بعض الشخصيات التي تسعى للحفاظ
على مراكزها المرموقة في الدولة، فتجده يكتب وكأنه يعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة،
وللكتابة والطرح أمانة فرويدك يا قلمي فالكلمة أمانة، وليعلم كل من اختار صاحبة
الجلالة أنه مسؤول أمام الله عن كل ما يدور حوله ويستحق الطرح، ويترك المحاباة
والمجاملة ولا ضير في ذكر ما يستحق الذكر من محاسن وإيجابيات، ولعل وزارة الثقافة
في وطننا هي المعني الأكبر قبل أن تكون وزارة الإعلام هي صاحبة الشأن في هذا
المجال، ولعل اهتمام وزارة الثقافة لابد أن يتوسع ليخرج من دائرة المناسباتية
والاهتمام المؤقت بكل ما يتعلق بالثقافة في وطننا في كل وقت وعلى مدار العام وليس
لمدة أيام فقط بحكم المناسبة، ولا يقتصر الاهتمام فقط بشيء على حساب شيء آخر
فالإنسان هو المعني الأول ومن يستحق الاهتمام ومن ثم تأتي الحجر والشجر والموروث
والتأريخ، ولن يصلح الحال ما دمنا لا نذكر المبدعين إلا بعد وفاتهم هذا ان كانت
الظروف مواتية حتى لذكرهم وإلا فالكثير من المبدعين عاشوا وماتوا ورحلوا
بصمت..
ولم يذكرهم أحد لا في حياتهم ولا بعد موتهم، وإذا كنا نعايش عصر التطور
الحديث بتكنولوجيا المعلومات العصرية فالكثير من المواقع عبر شبكة الإنترنت والتي
تعمل على تقديم خدمة للمبدعين باحتضانهم تظل خدماتها محدودة ودعمها شخصي وليس لأي
جهة حكومة الفضل في الاهتمام بها والمتصفح لبعض المواقع سيجد أن هناك مواقع يمنية
استطاعت أن تقوم بعمل يفوق ما تقوم به وزارة الثقافة في بلدنا بالاهتمام ومتابعة
المبدعين وخدمتهم بتقديم دواوين الكترونية وإبرازهم بالشكل المطلوب أمام العالم
أجمع ولعل مما يستحق الذكر (الساحة اليمنية للمواهب الأدبية) والتي يقوم على
إدارتها مجموعة من الشباب الغيورين على وطنهم والذين يعملون ليل نهار من أجل
التواصل والعمل الوطني ونشر ثقافة الوطن الواحد بين الجميع بعيدا عن التعصب الأعمى
والانجرار وراء الأفكار الهدامة التي يذهب ضحيتها الوطن لا محالة، ويكفي أن هذا
الموقع استطاع في فترة وجيزة عمل الكثير مما لم تستطع وزارة الثقافة القيام به في
أعوام من خلال إصدار موسوعة شعرية الكترونية لشعراء اليمن الشباب وبعض الشعراء
المناضلين والكثير الكثير في قادم الأيام، فبالله عليكم مجهود كهذا ألا يستحق الدعم
؟؟!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد