;

أمطار العاصمة تتحول إلى كارثة 1013

2010-05-09 11:48:32

علي محمد الحزمي

نعم تحولت إلى كارثة، أمطار الأربعاء الماضي والتي منّ الله بها علينا من خيره وعطائه سبحانه وتعالى، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم حوالينا ولا علينا) في حال حدوث كارثة مصاحبة لنعمة جاد بها الله على عباده، وتخيلوا لماذا كارثة لأنها ذهبت ضحيتها أرواح بريئة وأكثر من 500 منزل تضررت كذلك وما يقارب 250 سيارة جراء السيول التي حدثت وذلك مابين جرف وتعطل وانقلاب وتصادم وإتلاف ، كل هذا في يوم واحد ، وأين؟ في العاصمة صنعاء، وفي أجمل منجز انتظرنا إكماله كثيراً وهو مشروع السائلة التي تقوم بعمل المجرى المائي الذي يعمل على تصريف المياه المتجمعة من أنحاء العاصمة المختلفة لتذهب هباءً منثوراً، وكثيراً ما تحدثنا عن استغلال هذا المشروع بعمل سد مائي في منطقة الجراف أو حتى في دارس في حال وصول مشروع طريق السائلة إلى هناك، ومن العجيب أن تسمع تصريح مسؤول أخبرنا عن اكتشافه العظيم وهو ضيق احد المنافذ الخاصة بالمياه والذي يقع جوار الهيئة العامة للطيران والأرصاد، وانه السبب المباشر في تجمع المياه، وكأنه يتحدث عن "ماسورة مياه" أو مجرى مائي عادي ولا يتحدث عن تلك الكمية الكبيرة من السيول المتدفقة والتي وصلت إلى أعلى قمة السائلة في حادثة تعد الأولى من نوعها منذ إكمال مشروع السائلة العظيم ، ولعل توجيه العتب إلى المواطنين على أنهم تصرفوا بلا وعي حين تركوا سياراتهم في السائلة جعلنا نتساءل فمن متى كانت السائلة موقفاً للسيارات في أيام الجفاف قبل أيام الأمطار؟! ومن المؤكد أن بعض السيارات التي تعطلت وحاول أصحابها إخراجها قبل أن يأتي السيل الجارف هو ما حصل حسب تعبير بعض المتضررين ممن تسنى لنا سؤالهم ، ويبرز هنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل كانت السيول بقدر كافٍ لتسد جميع المخارج والمنافذ التي نهايتها بمنطقة الحصبة ليرتفع منسوب المياه بتلك الصورة التي جعلت المشاهد يعتقد أنه أمام سد مائي وليس مجرد مجرى مائي؟!! وهل للمخلفات التي تركتها الأمطار السابقة خلال الأيام القليلة الفائتة علاقة في جرف المخلفات البلاستيكية لتسد هذه المنافذ؟ وأين كانت أمانة العاصمة من هذا وهم يعرفون أن السائلة تعتبر هي المجرى المائي الوحيد الذي يقوم بتصريف مياه الأمطار في العاصمة صنعاء؟ ونحن أمام كارثة كانت مجرد مشكلة ونحن بالطبع لا نفكر بالحلول إلا في حين تصبح المشكلة كارثة وحينها نبدأ بالتفكير بالحلول، فمتى سيبدأ المعنيون في بلادنا وبالذات في أمانة العاصمة بالتفكير في إنشاء حاجز مائي في نهاية السائلة والتي تقع في حي الحصبة أو في المساحات الواسعة القريبة من تلك المناطق باتجاه المطار في الجراف أو دارس أو حتى قريب من الحصبة، والمسألة ليست بالمستحيلة، فكما كان إنشاء السائلة وجعلها مشروعاً على الواقع بإمكان من قاموا بهذا العمل الجبار والمنجز العظيم عمل قنوات تصريف تحول مجرى المياه إلى مناطق خارج الأحياء السكنية كالجراف مثلاً أو دارس وإنشاء حاجز مائي كي يستفيد منه أصحاب الأراضي المجاورة والتي هي بالطبع أراض زراعية إلى يومنا هذا!!

وإذا كانت الأمطار قد تركت مخلفاتها في كثير من الشوارع والأحياء وبالذات الأحياء الفقيرة ومدن الصفيح وأحياء خارج العاصمة أو داخلها ومنازل من التراب وبيوت من الصفيح والزنك والبلك ،فإن العوض بالطبع لن يأتي من الحكومة الغارقة في فشلها في إدارة أمور البلاد الاقتصادية والأمنية ، فكيف بها للنظر في ما جرى أو حتى مجرد التفكير بمسألة التعويض سواء بالبناء أو بالتعويض المادي لبعض الأسر من أجل إعادة بناء منازلها التي تضررت من السيول إن لم تكن تدمرت، فهي تعيش في وادٍ والشعب في وادٍ آخر حتى لو كان ما جرى في العاصمة نفسها، إلا إذا تقدم أحد الأذكياء باقتراح جرعة جديدة تفرضها الحكومة على الشعب من أجل مساعدة متضرري السيول كما هو الحال في تصاريحها بعد أي إجراء حين تتحدث عن محاربة البطالة وزيادة الضمان الاجتماعي والعمل على تحسين أوضاع المواطن المعيشية ،وهذا بالطبع ما تعودنا عليه كثيراً من حكومتنا الرشيدة ، ولعل الأمل في الله كبير وثم الأمل في قلب والدنا الكبير الزعيم/ علي عبدالله صالح والذي قام بنفسه بزيارة بعض المناطق والتقى المواطنين واطمأن على أحوالهم وبانتظار ما عودنا عليه من سرعة معالجة الأمور والعمل على تجنب حدوث مثل هذه الكارثة في حال منّ المولى علينا بنعمه وخيراته.

وعوداً لكارثة السيول فكثير من الأحياء داخل العاصمة لازالت تعاني بقاء بحيرات المياه فيها فترات طويلة حتى لو توقفت الأمطار وهذا بالطبع له مردود سلبي على البيئة والمجتمع ولعل الحفريات التي تظهر مع كل موسم أمطار أضحت هذا العام أمام مرأى الجميع في أغلب الشوارع ولم تعد تسلم حتى الأحياء الراقية والمرتفعة بترابها وإيجاراتها من الحفريات التي تظهر بسبب الأمطار ، ولكن ما يدعو للغرابة هو لماذا تقوم بعض المجالس المحلية في بعض المناطق بتكسير الشوارع ولا تقوم بإصلاحها أو تركها حتى على ما كانت عليه ، وهذا قبيل كل موسم أمطار وكأنهم يعمدون إجبارنا على العيش في فوضى الطين ومحاربة المواطنين بكل السبل وإلا لماذا هذا الوقت ؟ ولماذا لا يتم الانتهاء من إصلاحها ؟وجزآكم الله خير الجزاء.

في تناولات عديدة سابقة تطرقنا إلى عدد من المناطق داخل العاصمة صنعاء وبالاسم والمكان ولم يتبقَ إلا أن ننزل للشارع ونقوم بتمتير الشوارع ورفعها في إحدى الأطروحات أو الكتابات من أجل أن نختصر الوقت للمسؤولين بدلاً من المناقصات وإرسال المختصين والمهندسين، والأدهى هو أن نجد بعض المعدات المخصصة للسفلتة في بعض الأحياء تنزل وتقوم بمسح الشارع الترابي وتجد الدكاكات تعمل بسرعة في منطقة لاتصل حتى إلى الربع كيلو وبالنهاية يتوقف كل شيء ويرحلون، فلا تجد من تسأل وإذا سألت لن تجد الإجابة من احد، وإذا وجدت الإجابة فبالطبع ستكون عبارة سخرية يقولها احد العاملين هناك أو المشرفين عليهم أو ببرود ستسمع. . . (وأنت ما عليك. . . ليش تسأل)!!

نحمد الله حمداً كثيراً على نعمه ونشكره عدد ما أنزل علينا من خيره وبركاته ونثني عليه ونسأله أن يهدي مسؤولينا إلى ما فيه الخير ويجعل في قلوبهم قليلاً من الرحمة والإنسانية للتفكير بأحوال رعيتهم وللنزول إلى الشوارع ولو يوماً في الأسبوع أو في الشهر أو حتى في العام وسنكون ممتنين بدلاً من نزولهم ليل نهار في كل انتخابات وزياراتهم للأسواق والمنازل والسؤال عن الحاضر والغائب والحي والميت من أجل الحصول على ثقتهم وترشيحهم ومن ثم لا تجد لهم أثراً ولا تسمع عنهم إلا في حال وجود خلاف بين الأغلبية والمعارضة أو خلاف حول الحوار أو الانتحار وما إلى ذلك. . فمتى بالله عليكم سيعي المسؤولون حقيقة المسؤولية الملقاة على عاتقهم. . متى؟؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد