;

هل يستحقون إعادة الثقة؟؟! 931

2010-05-09 11:27:56

علي محمد الحزمي

تنشغل الأوساط السياسية وأصحاب الأقلية والأكثرية البرلمانية هذه الأيام بالحديث عن الانتخابات الداخلية للمجالس المحلية في المديريات وأمناء العموم،وأعضاء الهيئات الإدارية، في وقت يعيش المواطن في خضم آخر جرعات الحكومة والتي لم يجف حبرها على ورق أجساد الشعب الضحية الآن، وإذا كانت كما هو متوقعاً تسيد الحاجة زكية على تلك الفعالية من خلال التزكية الجماعية للأعضاء السابقين وعملاً بحكمة (ديمة خلفنا بابها)وكما هو الحال السائد في كل شيء في وطننا بكل الفعالية الديمقراطية، ولعل المجالس المحلية والتي كانت في إطار تطبيق الحكم المحلي والفيدرالية الموهومة والتي أزعجوا أسماعنا بها وحكاية الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال هذه الانتخابات، فإن لا شيء جديد سوى الجرعات على طريقة الموت البطيء والتي تستحدثها حكومتنا الرشيدة وبأسلوب "أبومية في الدبة وأبو خمسة في اللتر"، وبالطبع فإن تصريحات رئيس الحكومة التي جاء بها قبل أيام في حديثه حول أسباب الفساد من وجهة نظره هو دعم المشتقات النفطية، وكأن حكومات دول الجوار والإقليمية والعالمية كلها فاسدة لأنها تدعم المشتقات النفطية ولا تبيعه لشعبها بنفس السعر التي يتم التضارب عليه في أوبك،وإذا كان إحساسنا بالقهر والعجز في آن واحد حين نسمع تصريحات رئيس الحكومة ونحن مسلمين بالأمر ومستسلمين لكل أفكار حكومة الفشل، نجد أن المؤلم أكثر هو انشغال المواطنين بالبحث عن قوت يومهم، وانشغال الحزب الحاكم بالانتخابات التي لاتسمن ولا تغني من جوع، والمعارضة وأحزاب اللقاء المشترك من نعول عليهم كثيرا نحن معشر المستضعفين في الأرض في النظر بما يحصل فينا، منشغلون بالحوار أو الانتحار حسب قولهم.

ولا أحد يسأل عنا ولا ينظر لحالنا غير رب العرش من عينه لا تنام ومن نسأله الرحمة والعطف بعباده، وإن من الله علينا بخيره وعطائه في الأمطار تجدها تذهب هباءً منثوراً بسبب عدم التخطيط للاستفادة من مياه الأمطار والتي تذهب إلى قاع العراء وإلى البحار ولا يستفاد منها، ونحن من نمتدح أنفسنا أن جدودنا ابتكروا السدود من أجل حفظ المياه ونحن بتاريخنا الطويل وفخرنا الشامخ وهو سد مأرب انتظرنا إلى أن جاء المرحوم زايد بن سلطان رحمه الله وتكفل بإعادة ترميمه وإصلاحه، وأما عن السدود التي يقال عنها هنا وهناك فهي عبارة عن برك يصورها لنا الإعلام على أنها سدود والواحدة منها لا تكفي لري مساحة أرض المنطقة التي تقع فيها، وكما هو الحال في المطبات التي يعملونها ويقولون لنا جسور حسب كلام عادل إمام.

والمجالس المحلية هي عبارة عن مجالس لا حول لها ولا قولة ولتسألوهم ولو لمرة ماذا عملتم، إن لم يكن التوجه من قبل الحكومة أو من قبل نائب المنطقة إن كان وطنياً يقوم بخدمة منطقته ومديريته ودائرته التي وضعت ثقتها فيه فهو يحاول أن يعمل من أجل حصول مواطني هذه الدوائر على بعض الخدمات الأساسية والإنسانية، في حين يكون دور المجلس المحلي مقتصراً على ورود اسمه في فواتير الكهرباء والماء وتراخيص البناء والمحلات وكل الفواتير التي يتم تحصيلها من قبل المواطنين، وإذا قمنا بحساب هذه المبالغ المضافة إلى كل الفواتير التي نعيش معها جنباً إلى جنب كأننا إخوان في الرضاعة وإخوان في الدم والمصير والتراب الواحد، فلا تجد لهم أي دور يذكر باستثناء الوساطات التي يقوم بها بعض أعضاء هذه المجالس في حال تحصيل الضرائب من تاجر معروف أو الواجبات الزكوية أو غيرها، وإذا تطرقنا للحديث عن بعض المجالس المحلية في أمانة العاصمة فستشتكي شوارعها من الحفريات والمطبات القديمة والمستحدثة بفعل بعض الذين أو همومنا بأنه سيعاد إصلاحها ولكن يبدو أنه بعد حين، فلا تزال شوارع مثل شارع 16بمديرية معين وشارع هائل، وشوارع القاع وأحياء الجامعة القديمة، والزائر إلى مديرية الأصبحي سيعتقد انه في لعبة بلايستيشن حين يقوم أصحاب السيارات بالدوار والالتفاف يميناً ويساراً هروباً من تلك الحفر التي تقع في حي المقالح وما حوله وكأن المجالس المحلية تنتظر فقط الانتخابات من اجل تجديد الثقة فيها ويبدو أنهم ينوون إكمال ما تبقى من إسفلت الشوارع وكأننا لا ندري ما عملهم أو أين تذهب الموارد المقرة لهم وماذا أنجزوا ؟

في مديرية بعدان بمحافظة إب قام القائمون على الأرض الواقعة في سوق الخميس -المحشاش والمعروفة بصلبة السيدة أروى بمناشدة وزير الأوقاف بعد أن قدموا شكواهم إلى المجلس المحلي من أجل إيقاف كل من تسول له نفسه الاستيلاء على الأرض والتي هي عبارة عن وقف لله تعالى،ولكن لا حياة لمن تنادي.

في مديرية حزم العدين بعد أن كان وصول الطريق الإسفلتي إلى مركز المديرية انجازاً بحد ذاته للوالد القدير /محمد نجيب الحزمي، إلى جانب منجزات المياه والكهرباء،إلا أنه لا يزال حلم إكمال هذا الطريق ولو للربط قرى مركز المديرية القريبة ببعضها البعض ولو على طريقة الرصف والتعبيد الإسمنتي كما هو الحال في الطريق الذي يربط قرية الصوافي بسوق الاثنين،وهو حلم يراود الكثير من أبناء هذه المديرية بإكمال ما تبقى للربط بين قرى النجادي ونيدان والمحطة بشكل دائري على مركز المديرية وربطها بسوقها الشهير، ولو من واجب المجلس المحلي العمل بجدية من أجل اكتمال الجهود مع النائب المحب لأبناء دائرته وعشيرته والحكاية كلها لا تتعدى كيلومترين إن لم تكن أقل،وتجعل الجميع يتساءل أين دور المجلس المحلي؟

وإذا كانت العديد والعديد من مديريات محافظات وطننا الحبيب لا تعي الأهمية التي تعول على المجالس المحلية فإن الدولة تحاول توفير كل ما يمكن توفيره من أجل نجاح هذه المجالس والقيام بمهامها، ولعل فشل الحكومة في سحب الثقة من أي محافظ أو أمين عام أو حتى سحب الثقة من مجلس محلي لأي مديرية فإن هذا مؤشر يشجع الكثير من هذه المجالس على إهمال الأمانة الملقاة على عاتقها وهي أمانة والأمانة تبرأت منها السماوات والأرض والجبال وصرنا في زمن نجد الإنسان كذلك أصبح يتبرأ منها وهي في عنقه بل ويعتبر المنصب تشريفاً قبل أن يكون تكليفاً والتزكية في الانتخابات الحاصلة ستكون بديهي جداً والفساد يبدأ من أكبر مرفق داخل حكومتنا إلى أصغر مرفق. . فراعوا ضمائركم واتقوا الله وارحموا أبناء وطنكم وشعبكم ونحن نعلم أن طاعة ولي الأمر واجبة بقوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولوي الأمر منكم) صدق الله العظيم، وإذا كان شيء من اللوم يقع على ولاة الأمور فلنتذكر دوماً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (كيفما تكونوا يولّ عليكم) صدق رسول الله، وسننتظر الغد لعله يكون أجمل وكفى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد