بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
انبرى البعض ليرد على ما كتبت !!
فالبعض رد بالسب والشتم واللعن !! والبعض خاض بجهله فيما لا يعلم !! والبعض كرر ما
سبق أن رددت عليه في بحث سابق !!ومنها رسالة وصلتني يقول صاحبها بأن أم كلثوم بنت
علي رضي الله عنها لم تتزوج بعمر بن الخطاب رضي الله عنه !! فرأيت أن تكون لي معهم
وقفات بقدر الإمكان !! ولما كنت قد سبق لي الرد على رافضي جلد خدعه الاثنى
عشرية حول زواج أم كلثوم بعمر فجاء
ليخدع غيره !! وكنت قد نشرت نصف البحث فقط في "الديار" لذلك فأنني هنا سأنشره
كاملاً ليعلم المناظر الجديد أنه أضعف من سابقه !! ولكي نستفيد من أهم قضية تنسف كل
عقائد الاثنى عشرية في الصحابة رضي الله عنهم.
وها أنا أيضاً أكشف زيف سابقه في
هذه المناظرة لعله يعتبر ويتخلى عن هذه الشنشنة المكذوبة !! - وعندما أذكر الاثنى
عشرية فأنا لا أقصد العوام المساكين أبداً بل أقصد من كتب الكتب وراسل الصحف ليخدع
الآخرين - وبالله التوفيق والسداد.
ثالثاً / التدليس والكذب !! التدليس والكذب
والجهل من سمات الاثنى عشرية المميزة لهم عن سائر البرية !! ولا يخلو كتاب من كتبهم
من ذلك فما بالك بمقال هالك !! وإليك إثبات موجز يدل على الكذب والعجز.
1-
التدليس زعم أن كلامه الفاحش في حق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه منقول
من كلام السبط بن الجوزي ثم أورد رواية ساقطة والتي هي مذكورة عاليا بقوله ( وذكر
جدي في كتاب المنتظم ، أن عليا بعثها إلى عمر لينظرها ، وأن عمر كشف ساقها ولمسها
بيده. . . . . . . . . . . . ). ثم بعد ذلك قال : ( هذا كلام ابن الجوزي وقد ذكره في كتابه ((
تذكرة الخواص 288 )) وهو أحد أعلام العامة ، ولم تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى
يقال إنها من وضعهم ) !! فانظر أخي المسلم هذا التدليس البشع والذي ساقه بأسلوب لا
ينتبه له إلا من كان في العلم راسخ القدم !! أو من ركز في ما قال وأعاد النظر مرارا
وتكرارا بل وها هو هذا الشيعي الاثنى عشري يكذب كذبا يخجل منه العقلاء ( في المقابل
يشير إلى تدني المستوى الخلقي لعمر بن الخطاب ، إذ أن الكشف عن الساق ، والضم إلى
الصدر ، والتقبيل لا يتلاءم مع الفكر الإسلامي الأصيل ) !! ثم ساق الدليل على أفكه
هذا من سبط بن الجوزي فقال : (. . . . .
إن عليا بعثها إلى عمر لينظرها ، وإن عمر
كشف ساقها ومسها بيده ) !! ورغم أن كل ذلك كذب وهو من اختلاق من لا خلاق له إلا أن
صاحب المقال قد زاد من عنده فحشا قذرا ( الضم إلى الصدر والتقبيل ) ليثبت على نفسه
بأنه كذابا مدلسا !!فأين في رواية سبط ابن الجوزي الموضوعة والتي سقتها في مقالك
الهالك ( الضم إلى الصدر والتقبيل ) ؟!أصلح الله حالك وشفاك من هذا الكذب والافتراء
الحالك !! وكذب على ابن الجوزي رحمه الله تعالى عندما نسب كتاب (( تذكره الخواص ))
إليه ثم قال : ( ولم تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى يقال إنها من وضعهم ) وهي
كذبة أخرى صلعاء قرعاء يضحكون بأمثالها على البلهاء وهي الإتيان : ( بكتاب شيعي
إمامي أو لضعيف جاهل من أهل الأهواء ) ثم نسبة الكتاب ومؤلفه إلى أهل السنة أو
الزيدية وهذه عادة لم يستطيعوا الفكاك منها !! وزادت في هذه الأزمنة !! وسنذكر لها
مثالاً لاحقاً.
وعودة إلى ما قال تكشف لنا التزوير والتدليس فقد قال أولاً : (
ولو قرأت كلام السبط بن الجوزي. . . . .
) ثم بعد أن أورد روايته الفاجرة قال : (
هذا كلام ابن الجوزي وقد ذكره في كتابه تذكرة الخواص ، (288. . . . .
) وشتان ما
بين ابن الجوزي وسبط بن الجوزي !! ولكن قاتل الله الهوى فكم بسببه ظل كثير من البشر
فدلس وغوى !! 2- الفرق بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي يكشف الكذب !! هكذا هم
دائماً وعلى مدار التاريخ إما جهلة أو كذابون !! وقد سبقه إلى هذه الكذبة أسلافه
مثل ابن مطهر الحلي وقد رد عليه ابن تيمية في "منهاج السنة" 4/97 بقوله : (
. . . . .
إن أراد العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة أبا الفرج فهو كذب عليه
.
وإن أراد سبطه - أي ابن بنته - يوسف بن قز أوغلى صاحب التاريخ المسمى " بمِرآة
الزمان " وصاحب الكتاب المصنف في " الاثنى عشر " الذي سماه " إعلام الخواص " فهذا
الرجل يذكر في مصنفاته أنواعا من الغث والسمين ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة
وموضوعة. . .
).
وذكر الدكتور محمد رشاد سالم في الهامش ترجمة له فقال: (
. . . . .
ولد ببغداد سنة 581 وانتقل إلى دمشق وعاش فيها وتوفى بها سنة 654ه من
كتبه " مرآة الزمان " و " تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة " أو " تذكرة الخواص
" وطبع بالنجف عام 1383 / 1964.
ونقل ترجمة الذهبي له في ميزان الاعتدال وأنه
كان رافضياً ) فقاتل الله الكذب فسبط ابن الجوزي رافضي وكتابه " تذكرة الخواص " هو
عن الأئمة الاثنى عشر - الذين آخرهم معدوم موهوم لا أثر له ولا وجود - !! والكتاب
طبع بالنجف !! ومع ذلك يقول هذا الكذاب بكل بجاحة : ( وهو أحد أعلام العامة ، ولم
تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى يقال أنها من وضعهم ) وهكذا يكون الكذب والتدليس
وإلا لن يكون للشيعة الاثنى عشرية مذهب يخدعون به الأغرار الأغمار الذين لا يفرقون
بين ليل ونهار !!.
رابعاً / تناقضات !! الرافضة والاثنى عشرية يغيضهم قوله تعالى
: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح18.
ويغيضهم الفتوحات العظيمة
والانتصارات المذهلة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا أيام الخليفة الصديق أبو بكر
والخليفة الثاني الفاروق عمر رضي الله عنهما مصداقا لقوله تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ. . . . . . .
) آل عمران110 ووعده تعالى لهم في
حياة نبيهم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور55 ، وقد مكنهم الله تعالى فقهروا العرب
المرتدين والروم المشركين والفرس الكافرين وانتصروا على جميع الأمم وعندما عجزوا عن
هزيمتهم وكلوا أحفادهم ليقوموا بسبهم ولعنهم وهدفهم الطعن في النبي صلى الله عليه
وسلم كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى (( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في
النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال :رجل سوء ،
ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين )) ويغيضهم أكثر العلاقة الحميمة بين
الصحابة والقرابة والتي تجلت في المصاهرة فراحوا يكيدون كيدهم واستعانوا بشيطانهم
الذي أوحى لهم بالواهيات والضعيفات وزادهم من عنده بالمتناقضات حتى صاروا مضر ب
المثل في ذلك وهذا الرافضي دليل واقعي على ذلك وإليك هذا المثال.
1- أم كلثوم
موجودة !! في أول مقالة أثبت وجود أم كثوم بنت علي رضي الله عنها وعن أبيها وجعل
المشكلة فقط في زيد - رغم أني ما ذكرت زيدا أبدا - ( هل كان زيد أبناً لبنت جرول أو
لبنت علي ؟ وهل مات صبيا. . . . . .
) إلى آخر كلامه المذكور عاليا ثم أثبت الزواج
بقوله : ( إن القول بوقوع الزواج لا يسيء. . . . . .
) وأثبت وجودها من خلال نقله
لرواية سبط ابن الجوزي وفيها : ( إن عليا بعثها إلى عمر لينظرها. . . . .
) ثم ساق
من كيسه وكيس أسلافه الاثنى عشرية ما زعمه زوراً وبهتانا قيام عمر رضي الله عنه ب
( الكشف عن الساق والضم إلى الصدر ، والتقبيل ) ففي سبيل الإساءة إلى الفاروق عمر
بن الخطاب رضي الله عنه ( أم كلثوم موجودة !! بعثها علي والدها !! إلى عمر لينظرها
) !! فأم كلثوم موجودة فقط عندما أراد أن يسب الفاروق عمر !!.
2- أم كلثوم غير
موجودة !! كلامه السابق واضح واعتراف صريح بوجود " أم كلثوم " رضي الله عنها لكن لم
يكد حبر قلمه يجف وفي نفس المقالة حتى جن جنونه فاهتراء وأصابه الهذيان فجاء بأسئلة
تدل على خفة العقل والطيش بل بعضها يحتاج إلى أسئلة وليس إلى إجابات يقول الرافضي :
( إن أم كلثوم المُدعى الزواج بها ، فيها الكثير من الغموض : في أصل وجودها ؟
ومقدار عمرها ، ومن هم أزواجها ، وكيفية خطبة عمر لها ؟ ومن كان وليها الذي تولى
تزويجها ؟ وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة ؟ وهل ولدت أم لا ؟ ومن هم أولادها ؟ وهل
- حقا - أنها بنت علي أم ربيبته ؟ ولو كانت بنته ، فهل هي من فاطمة ، أو من غيرها
أو من أم ولد ، أو من غيرها ؟ ومتى ماتت وكيف ؟ ومن صلى عليها ؟؟ ) أقول أولاً ما
دامت هكذا فكيف صدقت الرواية الفاجرة السابق ذكرها وآمنت بها ثم طعنت في أخلاق عمر
رضي الله عنه ؟ وأسأت إلى علي رضي الله عنه !! ألا تخجل من هذا التناقض والكذب ؟
ثانياً / قد كان يكفيه - لو كان عنده مسكه عقل - السؤال الأول فقط ، في أصل وجودها
؟! وكان عليه أن يثبت وجودها أو ينكره !! فإن أثبت وجودها جاز له أن يسأل بعض
الأسئلة لا كلها !! وإن لم يثبت وجودها فما الداعي لهذه الأسئلة وانظر أخي المسلم
إلى أسئلته المضحكة والغريبة والتي هي بقصد التشويش والتطويل فيما لا فائدة فيه إلا
خداع الأغمار المساكين مثل : ومقدار عمرها ؟!!! نسأله نحن متى ؟! عندما ماتت ؟! أم
عندما تزوجها عمر رضي الله عنه ؟! ومن هم أزواجها ؟ أسئلة مضحكة تحتاج إلى أسئلة لا
إلى إجابات فنقول له : ما هذا السؤال ؟! وهل تقصد أزواجها قبل زواجها من عمر رضي
الله عنه أم بعد استشهاده على يد أبي لؤلؤة المجوسي ؟! حدد ونحن سنجيبك بالمفصل
. وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة ؟ أقول : خسئت وخسئ كل من يفتري أن عليا رضي لله
عنه زوج ابنته رهبة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهل هناك أوقح من هذا السؤال يا
أمة الإسلام ؟!ولو كانت بنته فهل هي من فاطمة أو من غيرها أو من أم ولد أو من غيرها
؟ أقول : فهمنا سؤالك من فاطمة أو من غيرها لكن ما يضحكنا ويجعلنا نسأل الله لكم
الهداية والبعد عن الغواية هو سؤالك : ( من أم ولد أو من غيرها ؟ ) من هم الرافضة
؟! في عام 122ه خرج الإمام العظيم زيد بن علي رحمه الله تعالى على هشام بن عبد
الملك وخرج معه آلاف من أهل الكوفة وقبل المعركة سألوه عن رأيه في شخصين وكانوا
يريدون منه أن يذمهما ويسبهما فقط !! حتى ولو بلسانه لتبقى معه هذه الألوف المؤلفة
ولا تتركه في ساحة المعركة لكنه رفض ذلك وفضل الموت في ساحة الوغى ومعه مئات فقط
على القتال والانتصار ومعه الألوف وقد سبهما فيا ترى من هذان الشخصان اللذان من
أجلهما هانت عنده الدنيا وفضل الموت على أن يسبهما أو على الأقل يتبرأ منهما فاستمع
إلى القصة كما رواها لنا كثير من أئمة الزيدية يقول العلامة الزيدي نشوان الحميري -
رحمه الله تعالى - في "الحور العين" ص238و239 : ( وسميت الرافضة من الشيعة : رافضة
لرفضهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتركهم الخروج معه حين سألوه
البراءة من أبي بكر وعمر ، فلم يجبهم إلى ذلك.
وروى عوانه بن الحكم قال : لما
استتب الأمر لزيد بن علي عليه السلام جمع أصحابه فخاطبهم وأمرهم بسيرة علي بن أبي
طالب في الحرب فقالوا : قد سمعنا مقالتك ، فما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فقال : وما
عسيت أن أقول فيهما ؟ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن الصحبة ، وهاجرا معه
، وجاهدا في الله حق جهاده ما سمعت أحد من أهل بيتي تبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا
خيرا. . . . . . . . .
قالوا إن برئت منهما وإلا رفضناك.
فقال زيد : الله أكبر
حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام إنه سيكون قوم
يَدعون حبنا لهم نبز يعرفون به فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون اذهبوا فإنكم
الرافضة ففارقوا زيدا يومئذ فسماهم الرافضة فجرى عليهم هذا الاسم ) وينقل الإمام
المهدي المرتضى وهو من أكابر أئمة الزيدية نفس القصة في كتابه المنية والأمل ص101
ومما سبق يكون التعريف الضابط للرافضة هو ( من يسب أو يطعن في الشيخين أبي بكر وعمر
رضي الله عنهما بحسب الروايات الثابتة عن الإمام العظيم زيد بن علي رحمه الله تعالى
) حتى لا يبقى للجدال مرتع ولا لقيل وقال متسع.
وغداً نكمل باقي المناظرة إن
شاء الله تعالى.
فيصل سعيد ومؤسسة السعيد في زيارتي إلى مدينة تعز العز احتفى بي
الأستاذ العزيز / نبيل البعداني - رجل العلاقات الأول بمدينة تعز العز - وبسبب شدة
محبته لي ولكتاباتي أصر على تعريفي بالكثير من الشخصيات العلمية وغيرها وكان منهم
الأستاذ الفاضل / فيصل سعيد فارع مدير مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ذلك الرجل
العملاق الذي أدهشني بحسن استماعه وطلبه للفائدة مني في موضوع تخصصي وبكل
تواضع.
لم يفعل كبعض الأخوة الذين يقحمون أنفسهم في موضوع إيران والاثنى عشرية
وهم لا يعرفون أي شيء لا عن إيران ولا عن الاثنى عشرية !! وعندما يكون مثل هذا
الرجل على رأس هذه المؤسسة فلا شك أن نجاحها سيكون عظيماً وباهراً وهو ما تلمسه
بشكل ظاهر للعيان في كل مكان.
وهذه الأيام أقامت المؤسسة معرض تعز الدولي للكتاب
من ضمن الفعاليات الثقافية والعلمية العديدة والتي تواكبت مع مرور 20 عاما على وفاة
رجل الأعمال والخير والبر هائل سعيد أنعم - رحمه الله تعالى - والذي خيره عم ربوع
اليمن وتعز على الأخص من باب "خيركم خيركم لأهله".
فالبعض رد بالسب والشتم واللعن !! والبعض خاض بجهله فيما لا يعلم !! والبعض كرر ما
سبق أن رددت عليه في بحث سابق !!ومنها رسالة وصلتني يقول صاحبها بأن أم كلثوم بنت
علي رضي الله عنها لم تتزوج بعمر بن الخطاب رضي الله عنه !! فرأيت أن تكون لي معهم
وقفات بقدر الإمكان !! ولما كنت قد سبق لي الرد على رافضي جلد خدعه الاثنى
عشرية حول زواج أم كلثوم بعمر فجاء
ليخدع غيره !! وكنت قد نشرت نصف البحث فقط في "الديار" لذلك فأنني هنا سأنشره
كاملاً ليعلم المناظر الجديد أنه أضعف من سابقه !! ولكي نستفيد من أهم قضية تنسف كل
عقائد الاثنى عشرية في الصحابة رضي الله عنهم.
وها أنا أيضاً أكشف زيف سابقه في
هذه المناظرة لعله يعتبر ويتخلى عن هذه الشنشنة المكذوبة !! - وعندما أذكر الاثنى
عشرية فأنا لا أقصد العوام المساكين أبداً بل أقصد من كتب الكتب وراسل الصحف ليخدع
الآخرين - وبالله التوفيق والسداد.
ثالثاً / التدليس والكذب !! التدليس والكذب
والجهل من سمات الاثنى عشرية المميزة لهم عن سائر البرية !! ولا يخلو كتاب من كتبهم
من ذلك فما بالك بمقال هالك !! وإليك إثبات موجز يدل على الكذب والعجز.
1-
التدليس زعم أن كلامه الفاحش في حق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه منقول
من كلام السبط بن الجوزي ثم أورد رواية ساقطة والتي هي مذكورة عاليا بقوله ( وذكر
جدي في كتاب المنتظم ، أن عليا بعثها إلى عمر لينظرها ، وأن عمر كشف ساقها ولمسها
بيده. . . . . . . . . . . . ). ثم بعد ذلك قال : ( هذا كلام ابن الجوزي وقد ذكره في كتابه ((
تذكرة الخواص 288 )) وهو أحد أعلام العامة ، ولم تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى
يقال إنها من وضعهم ) !! فانظر أخي المسلم هذا التدليس البشع والذي ساقه بأسلوب لا
ينتبه له إلا من كان في العلم راسخ القدم !! أو من ركز في ما قال وأعاد النظر مرارا
وتكرارا بل وها هو هذا الشيعي الاثنى عشري يكذب كذبا يخجل منه العقلاء ( في المقابل
يشير إلى تدني المستوى الخلقي لعمر بن الخطاب ، إذ أن الكشف عن الساق ، والضم إلى
الصدر ، والتقبيل لا يتلاءم مع الفكر الإسلامي الأصيل ) !! ثم ساق الدليل على أفكه
هذا من سبط بن الجوزي فقال : (. . . . .
إن عليا بعثها إلى عمر لينظرها ، وإن عمر
كشف ساقها ومسها بيده ) !! ورغم أن كل ذلك كذب وهو من اختلاق من لا خلاق له إلا أن
صاحب المقال قد زاد من عنده فحشا قذرا ( الضم إلى الصدر والتقبيل ) ليثبت على نفسه
بأنه كذابا مدلسا !!فأين في رواية سبط ابن الجوزي الموضوعة والتي سقتها في مقالك
الهالك ( الضم إلى الصدر والتقبيل ) ؟!أصلح الله حالك وشفاك من هذا الكذب والافتراء
الحالك !! وكذب على ابن الجوزي رحمه الله تعالى عندما نسب كتاب (( تذكره الخواص ))
إليه ثم قال : ( ولم تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى يقال إنها من وضعهم ) وهي
كذبة أخرى صلعاء قرعاء يضحكون بأمثالها على البلهاء وهي الإتيان : ( بكتاب شيعي
إمامي أو لضعيف جاهل من أهل الأهواء ) ثم نسبة الكتاب ومؤلفه إلى أهل السنة أو
الزيدية وهذه عادة لم يستطيعوا الفكاك منها !! وزادت في هذه الأزمنة !! وسنذكر لها
مثالاً لاحقاً.
وعودة إلى ما قال تكشف لنا التزوير والتدليس فقد قال أولاً : (
ولو قرأت كلام السبط بن الجوزي. . . . .
) ثم بعد أن أورد روايته الفاجرة قال : (
هذا كلام ابن الجوزي وقد ذكره في كتابه تذكرة الخواص ، (288. . . . .
) وشتان ما
بين ابن الجوزي وسبط بن الجوزي !! ولكن قاتل الله الهوى فكم بسببه ظل كثير من البشر
فدلس وغوى !! 2- الفرق بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي يكشف الكذب !! هكذا هم
دائماً وعلى مدار التاريخ إما جهلة أو كذابون !! وقد سبقه إلى هذه الكذبة أسلافه
مثل ابن مطهر الحلي وقد رد عليه ابن تيمية في "منهاج السنة" 4/97 بقوله : (
. . . . .
إن أراد العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة أبا الفرج فهو كذب عليه
.
وإن أراد سبطه - أي ابن بنته - يوسف بن قز أوغلى صاحب التاريخ المسمى " بمِرآة
الزمان " وصاحب الكتاب المصنف في " الاثنى عشر " الذي سماه " إعلام الخواص " فهذا
الرجل يذكر في مصنفاته أنواعا من الغث والسمين ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة
وموضوعة. . .
).
وذكر الدكتور محمد رشاد سالم في الهامش ترجمة له فقال: (
. . . . .
ولد ببغداد سنة 581 وانتقل إلى دمشق وعاش فيها وتوفى بها سنة 654ه من
كتبه " مرآة الزمان " و " تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة " أو " تذكرة الخواص
" وطبع بالنجف عام 1383 / 1964.
ونقل ترجمة الذهبي له في ميزان الاعتدال وأنه
كان رافضياً ) فقاتل الله الكذب فسبط ابن الجوزي رافضي وكتابه " تذكرة الخواص " هو
عن الأئمة الاثنى عشر - الذين آخرهم معدوم موهوم لا أثر له ولا وجود - !! والكتاب
طبع بالنجف !! ومع ذلك يقول هذا الكذاب بكل بجاحة : ( وهو أحد أعلام العامة ، ولم
تأت تلك النصوص في كتب الشيعة حتى يقال أنها من وضعهم ) وهكذا يكون الكذب والتدليس
وإلا لن يكون للشيعة الاثنى عشرية مذهب يخدعون به الأغرار الأغمار الذين لا يفرقون
بين ليل ونهار !!.
رابعاً / تناقضات !! الرافضة والاثنى عشرية يغيضهم قوله تعالى
: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح18.
ويغيضهم الفتوحات العظيمة
والانتصارات المذهلة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا أيام الخليفة الصديق أبو بكر
والخليفة الثاني الفاروق عمر رضي الله عنهما مصداقا لقوله تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ. . . . . . .
) آل عمران110 ووعده تعالى لهم في
حياة نبيهم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور55 ، وقد مكنهم الله تعالى فقهروا العرب
المرتدين والروم المشركين والفرس الكافرين وانتصروا على جميع الأمم وعندما عجزوا عن
هزيمتهم وكلوا أحفادهم ليقوموا بسبهم ولعنهم وهدفهم الطعن في النبي صلى الله عليه
وسلم كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى (( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في
النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال :رجل سوء ،
ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين )) ويغيضهم أكثر العلاقة الحميمة بين
الصحابة والقرابة والتي تجلت في المصاهرة فراحوا يكيدون كيدهم واستعانوا بشيطانهم
الذي أوحى لهم بالواهيات والضعيفات وزادهم من عنده بالمتناقضات حتى صاروا مضر ب
المثل في ذلك وهذا الرافضي دليل واقعي على ذلك وإليك هذا المثال.
1- أم كلثوم
موجودة !! في أول مقالة أثبت وجود أم كثوم بنت علي رضي الله عنها وعن أبيها وجعل
المشكلة فقط في زيد - رغم أني ما ذكرت زيدا أبدا - ( هل كان زيد أبناً لبنت جرول أو
لبنت علي ؟ وهل مات صبيا. . . . . .
) إلى آخر كلامه المذكور عاليا ثم أثبت الزواج
بقوله : ( إن القول بوقوع الزواج لا يسيء. . . . . .
) وأثبت وجودها من خلال نقله
لرواية سبط ابن الجوزي وفيها : ( إن عليا بعثها إلى عمر لينظرها. . . . .
) ثم ساق
من كيسه وكيس أسلافه الاثنى عشرية ما زعمه زوراً وبهتانا قيام عمر رضي الله عنه ب
( الكشف عن الساق والضم إلى الصدر ، والتقبيل ) ففي سبيل الإساءة إلى الفاروق عمر
بن الخطاب رضي الله عنه ( أم كلثوم موجودة !! بعثها علي والدها !! إلى عمر لينظرها
) !! فأم كلثوم موجودة فقط عندما أراد أن يسب الفاروق عمر !!.
2- أم كلثوم غير
موجودة !! كلامه السابق واضح واعتراف صريح بوجود " أم كلثوم " رضي الله عنها لكن لم
يكد حبر قلمه يجف وفي نفس المقالة حتى جن جنونه فاهتراء وأصابه الهذيان فجاء بأسئلة
تدل على خفة العقل والطيش بل بعضها يحتاج إلى أسئلة وليس إلى إجابات يقول الرافضي :
( إن أم كلثوم المُدعى الزواج بها ، فيها الكثير من الغموض : في أصل وجودها ؟
ومقدار عمرها ، ومن هم أزواجها ، وكيفية خطبة عمر لها ؟ ومن كان وليها الذي تولى
تزويجها ؟ وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة ؟ وهل ولدت أم لا ؟ ومن هم أولادها ؟ وهل
- حقا - أنها بنت علي أم ربيبته ؟ ولو كانت بنته ، فهل هي من فاطمة ، أو من غيرها
أو من أم ولد ، أو من غيرها ؟ ومتى ماتت وكيف ؟ ومن صلى عليها ؟؟ ) أقول أولاً ما
دامت هكذا فكيف صدقت الرواية الفاجرة السابق ذكرها وآمنت بها ثم طعنت في أخلاق عمر
رضي الله عنه ؟ وأسأت إلى علي رضي الله عنه !! ألا تخجل من هذا التناقض والكذب ؟
ثانياً / قد كان يكفيه - لو كان عنده مسكه عقل - السؤال الأول فقط ، في أصل وجودها
؟! وكان عليه أن يثبت وجودها أو ينكره !! فإن أثبت وجودها جاز له أن يسأل بعض
الأسئلة لا كلها !! وإن لم يثبت وجودها فما الداعي لهذه الأسئلة وانظر أخي المسلم
إلى أسئلته المضحكة والغريبة والتي هي بقصد التشويش والتطويل فيما لا فائدة فيه إلا
خداع الأغمار المساكين مثل : ومقدار عمرها ؟!!! نسأله نحن متى ؟! عندما ماتت ؟! أم
عندما تزوجها عمر رضي الله عنه ؟! ومن هم أزواجها ؟ أسئلة مضحكة تحتاج إلى أسئلة لا
إلى إجابات فنقول له : ما هذا السؤال ؟! وهل تقصد أزواجها قبل زواجها من عمر رضي
الله عنه أم بعد استشهاده على يد أبي لؤلؤة المجوسي ؟! حدد ونحن سنجيبك بالمفصل
. وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة ؟ أقول : خسئت وخسئ كل من يفتري أن عليا رضي لله
عنه زوج ابنته رهبة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهل هناك أوقح من هذا السؤال يا
أمة الإسلام ؟!ولو كانت بنته فهل هي من فاطمة أو من غيرها أو من أم ولد أو من غيرها
؟ أقول : فهمنا سؤالك من فاطمة أو من غيرها لكن ما يضحكنا ويجعلنا نسأل الله لكم
الهداية والبعد عن الغواية هو سؤالك : ( من أم ولد أو من غيرها ؟ ) من هم الرافضة
؟! في عام 122ه خرج الإمام العظيم زيد بن علي رحمه الله تعالى على هشام بن عبد
الملك وخرج معه آلاف من أهل الكوفة وقبل المعركة سألوه عن رأيه في شخصين وكانوا
يريدون منه أن يذمهما ويسبهما فقط !! حتى ولو بلسانه لتبقى معه هذه الألوف المؤلفة
ولا تتركه في ساحة المعركة لكنه رفض ذلك وفضل الموت في ساحة الوغى ومعه مئات فقط
على القتال والانتصار ومعه الألوف وقد سبهما فيا ترى من هذان الشخصان اللذان من
أجلهما هانت عنده الدنيا وفضل الموت على أن يسبهما أو على الأقل يتبرأ منهما فاستمع
إلى القصة كما رواها لنا كثير من أئمة الزيدية يقول العلامة الزيدي نشوان الحميري -
رحمه الله تعالى - في "الحور العين" ص238و239 : ( وسميت الرافضة من الشيعة : رافضة
لرفضهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتركهم الخروج معه حين سألوه
البراءة من أبي بكر وعمر ، فلم يجبهم إلى ذلك.
وروى عوانه بن الحكم قال : لما
استتب الأمر لزيد بن علي عليه السلام جمع أصحابه فخاطبهم وأمرهم بسيرة علي بن أبي
طالب في الحرب فقالوا : قد سمعنا مقالتك ، فما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فقال : وما
عسيت أن أقول فيهما ؟ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن الصحبة ، وهاجرا معه
، وجاهدا في الله حق جهاده ما سمعت أحد من أهل بيتي تبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا
خيرا. . . . . . . . .
قالوا إن برئت منهما وإلا رفضناك.
فقال زيد : الله أكبر
حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام إنه سيكون قوم
يَدعون حبنا لهم نبز يعرفون به فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون اذهبوا فإنكم
الرافضة ففارقوا زيدا يومئذ فسماهم الرافضة فجرى عليهم هذا الاسم ) وينقل الإمام
المهدي المرتضى وهو من أكابر أئمة الزيدية نفس القصة في كتابه المنية والأمل ص101
ومما سبق يكون التعريف الضابط للرافضة هو ( من يسب أو يطعن في الشيخين أبي بكر وعمر
رضي الله عنهما بحسب الروايات الثابتة عن الإمام العظيم زيد بن علي رحمه الله تعالى
) حتى لا يبقى للجدال مرتع ولا لقيل وقال متسع.
وغداً نكمل باقي المناظرة إن
شاء الله تعالى.
فيصل سعيد ومؤسسة السعيد في زيارتي إلى مدينة تعز العز احتفى بي
الأستاذ العزيز / نبيل البعداني - رجل العلاقات الأول بمدينة تعز العز - وبسبب شدة
محبته لي ولكتاباتي أصر على تعريفي بالكثير من الشخصيات العلمية وغيرها وكان منهم
الأستاذ الفاضل / فيصل سعيد فارع مدير مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ذلك الرجل
العملاق الذي أدهشني بحسن استماعه وطلبه للفائدة مني في موضوع تخصصي وبكل
تواضع.
لم يفعل كبعض الأخوة الذين يقحمون أنفسهم في موضوع إيران والاثنى عشرية
وهم لا يعرفون أي شيء لا عن إيران ولا عن الاثنى عشرية !! وعندما يكون مثل هذا
الرجل على رأس هذه المؤسسة فلا شك أن نجاحها سيكون عظيماً وباهراً وهو ما تلمسه
بشكل ظاهر للعيان في كل مكان.
وهذه الأيام أقامت المؤسسة معرض تعز الدولي للكتاب
من ضمن الفعاليات الثقافية والعلمية العديدة والتي تواكبت مع مرور 20 عاما على وفاة
رجل الأعمال والخير والبر هائل سعيد أنعم - رحمه الله تعالى - والذي خيره عم ربوع
اليمن وتعز على الأخص من باب "خيركم خيركم لأهله".
