;

بين القوت والقات .. هكذا حياتنا!! 1373

2010-04-24 04:37:55

علي محمد
الحزمي


عادة ما تكون حياتنا نحن اليمنيين
مرتكزة جل أهدافها على شيئين وهما القوت والقات ، بتقديم الثاني على الأول أحياناً
،ومابين القوت اليومي والقات اليومي تظهر آثار سلبية إن طغى أحدهما على الآخر
،فكلاهما يعتبر قوتاً ضرورياً.

في
إحدى الحكومات السابقة جاء قرار بمحاربة زراعة القات واستبداله بزراعة الفواكه ومنع
استيراد الفواكه وهذا بالطبع كان له مردود إلى يومنا هذا ، ولو أنه قرار ضعيف وغير
جدي إلا أن استحداثه في تلك الفترة ومحاولة تطبيقه قدر الإمكان جعل مردود زراعة
الفواكه المحلية كبيراً وهو ما ينعكس جلياً في فترات الصيف من خلال الصادرات
الزراعية اليمنية الى دول الجوار ومن خلال الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي ومع ندرة
بعض الأصناف، ولكن يظل القات هو القات فالمزارع الذي يقضي نصف النهار في الحقل
لتوفير قوته يقضي النصف الثاني زائداً الثلث الأول من الليل في المقيل ، والعامل
الذي يصحو باكراً من أجل البحث عن عمل ليس بالضرورة أن يكون من أجل القوت بقدر ما
هو من أجل القات ، والموظف الذي يلف مكاتب المؤسسة التي يعمل بها خلال النصف الأول
من يومه بالطبع من أجل توفير القات قبل القوت ، والصحفي لا ينجز مهامه إلا في مجلس
قات ليحصل على قوت يومه ، وبما أن علاقة القوت والقات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً لا
يمكن تجاهله فإن القات أصبح يندرج ضمن القوت اليومي في حياتنا ومهما كثرت الأصوات
المطالبة بمحاربة زراعة وتناول القات إلا أنها غير فاعلة وغالباً لا تجد لها صدى
،وأحياناً تحتاج إلى مناقشة أضرار القات في جلسة مقيل وتخزينة من أجل الخروج بفكرة
عن أهداف هذه الحملة المزمع إعلانها وأهدافها.
العجيب أن الكثير من أرباب الأسر
يقدم القات على قوت أسرته بل ويكتفي بشراء كيس خبز وعلبة زبادي وبخمسين
(سحاوق)كوجبة غداء له ولأسرته وتخزينته تتجاوز الألفين ريال..
أوليس القات له
الأولوية قبل القوت؟؟!!.
وفي مطعم شعبي يجلس سبعة أشخاص من عمال البناء وعرقهم
لم يجف وثيابهم تحمل آثار العمل ليطلبوا نفر سلتة 15طاسة مرق عشرين كدمة
وسحاوق،واللقمة اللي تكفي واحد أكيد تكفي عشرة واهم شيء البركة مع أن البركة
المذكورة غير معترف بها في القات فيتوجه كل واحد منهم لشراء تخزينته التي تصل إلى
خمسمائة ريال على أقل تقدير !! فالعامل يتعلل بالشغل وأنه لا يستطيع العمل بدون قات
والموظف يتحجج بأن القات هو الذي يحمسه لانجاز العمل وصاحب الباص لا يعمل إلا وهو
مخزن وإلا سينام وسواق التاكسي كذلك وكل من يعمل لابد أن يخزن وإلا فالعمل لا يتم
انجازه حسب اعتقادهم ، وللآخرين منطق مغاير إذ يقول احدهم إذا لم أخزن أين سأذهب
؟والحقيقة إن البدائل كثيرة فقط ابدأوا بالتفكير بجدية عن التوقف عن تعاطي القات
والبدائل ستأتي كثيراً وتباعاً وستلحظون بأنفسكم .
مما يشجع أرباب الأسر على
تفضيل القات على القوت هو تناول ربات الأسر للقات فيعمد رب الزوج إلى شراء أفضل
أنواع القات لزوجته ولو بكمية قليلة حسب زعمه وبنفس القيمة التي أنفقها على شراء
القات الخاص به، وأحياناً قد تفوقها وهذا يجعل ربات البيوت تكف عن مطالبة راعي
الأسرة باحتياجات البيت والأطفال ويشجع أرباب الأسر على الإهمال في مصاريف من
يعولهم ،ليصبح القات ليس ضمن القوت اليومي فحسب بل سلعة ضرورية أساسية للرجل
والمرأة وأفراد الأسرة وتعليلاً بأنه يخلق جواً من الألفة والتواصل بين الأهل ليصل
تعاطي القات إلى الأطفال أحياناً ، حين يعطي بعض القات لابنه ليضمن عدم خروجه
للشارع أو لكي يستطيع مذاكرة دروسه حسب زعمه .
وإذا كنا نحن المستضعفين في الأرض
أصبحنا نحارب من أجل القات قبل القوت فعلى الدنيا السلام ، وهو ما يتطلب منا جميعاً
أن نعي خطر هذه المشكلة التي تستولي على أغلب مدخراتنا وتهدر طاقاتنا الاقتصادية
والاجتماعية والجسدية ، وعلى حساب وطننا ومجتمعنا وأنفسنا والضحية نحن لا سوانا ولن
تتوقف عندنا فقط بل ستمتد آثارها لتطال أجيال المستقبل القادمة ولنتوقف على حديث
خير الخلق حين قال ((كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول))صدق رسول الله - صلى الله
عليه وسلم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد