;

حــــتى تغـيــروا مــا بأنفسـكــم 1091

2010-04-22 04:47:47

نبيل
مصطفى الدفعي


الاختلاف في الرأي أمر طبيعي ويعتبر
مناخاً صحياً لعملية معالجة أو إصلاح أو ميلاد أي قرار ، ولكن الاختلافات المصحوبة
بإثارة الفوضى والعنف والتخريب مرفوضة لا يقبل بها أي إنسان عاقل تهمه قبل كل شيء
مصلحة بلده، ولأنها لا تخدم إلا أعداء الوطن المتربصون والساعين إلى تدمير هذا
الوطن وشغله عن عملية التنمية والتقدم بهدف إرجاعه إلى ماضي التخلف والجهل والأنظمة
القديمة التي تخلص منها الوطن بعد تضحيات جسيمة لا مجال لذكرها هنا ولمعرفة الجميع
بكل تفاصيلها.

إن الأحداث و
التداعيات الجارية التي يشهدها الوطن اليمني الحبيب مسؤولة عنها كل الأحزاب
الموجودة في الساحة بما فيها الحزب الحاكم وكل المنظمات والنقابات والاتحادات وكل
المشتغلين بالسياسة بل وحتى الفئات الشعبية المختلفة لأن الوطن وطن الجميع والجميع
مسؤول عنه وما يصيب الوطن من مساوء لا قدر الله سيصيب وسينعكس على الجميع .
وهنا
أريد أن أسال المسؤولين عن هذه التداعيات حتى تنتهي كل هذه التداعيات والأحاديث
والأخبار عن الخلافات بينكم أنتم المسؤولين جميعاً عن هذه البلاد وحدكم.
تلك
الخلافات التي لا تكاد تختفي إلا لتظهر ولا تخفت نارها إلا وتمتد يد لتشعلها، أنتم
أعلم بها لتلقي، فيها مزيداً من الحطب! الغريب أن الناس يهزون أكتافهم لكل ما تنشره
الصحف وأجهزة الإعلام المختلفة الأخرى من أنباء هذه الخلافات التي تثور بينكم
ويبتسمون للاتهامات التي تتبادلونها وبين كل زعيم أو حزب فيكم يتهم الآخر بأنها
مسؤول عن كل ما يجري.
الناس يهزون أكتفاهم لهذا كله لأنهم وطنيون غيورتين قبل كل
شيء ومستعدون دائماً للدفاع عن وحدتهم وبلدهم ولا يشعرون بخلاف حقيقي بين مصالحهم
أكان ذلك في صنعاء أو عدن ،في حضرموت أو تعز، في لحج أو الحديدة، هم هنا يحلمون
بالحرية وبالاستقرار والتقدم والاتجاه نحو بناء الوطن والبعد عن أخطار الحروب
والفتن ونفس هذه الأحلام هي التي تطوف بمخيلة كل المواطنين في سائر الوطن.
إنكم
يا معشر هذه الجماعات ويا معشر السياسيين في غمرة هذه الخلافات وبين عشرات المشاكل
التي تثيرونها تنسون شيئاً بسيطاً جداً هو الرجوع إلى رأي غالبية الشعب وسؤال أصحاب
هذه البلاد..
ماذا يريدون بالضبط؟ أي المشروعات يرفضون وأيها يقبلون؟، وانتم إلى
جانب ذلك لا تلقون الضوء الكافي على الأخبار بحيث يرى الناس بوضوح الأيدي التي تحرك
والبواعث التي تدفع والأسباب التي تنفخ في هذا المشروع أو ذاك! هل تراكم غافلون عن
الحقيقة التي لا مناص منها وهي أنكم جميعاً زائلون وستبقى هذه الأمة ! هل تراكم
غافلون عن إخفاء الحقائق وعدم طرح المسائل بحذافيرها على الرأي العام، وهذا لا يؤدي
إلا إلى أن يجعلكم وحدكم في وادٍ...والشعب كله في وادٍ آخر؟، واعلموا أن هذه
الخلافات والتداعيات وهذا الشقاق لا يمكن أن يستفيد منه إلا أعداء الوطن والاستعمار
وأذناب الاستعمار، فالاستعمار لم يبرح بعد أرض البلاد العربية حتى تتفرغوا
لخلافاتكم ومنازعاتكم ومشاكلكم.
إن التلاميذ في المدارس الابتدائية يتعلمون تلك
القصة التي تتحدث عن أب عجوز اخضر أبناءه وهو على فراش الموت وأثبت لهم أن العصي
إذا كانت وحدها أمكن كسرها بسهولة فإذا اجتمعن العصي في ربطة واحدة أصبح كسرها
صعباً جداً وعسيراً..
فهل تراكم قد نسيتم تلك القصة التي تعلمتموها في المدارس
وانتم صغار؟ وهل تراكم في حاجة إلى من يذكركم بأن دعمكم وارتباطكم بالشعب وبالوحدة
هو الكفيل بأن يجعلكم كتلة صلبة مستعصية على قبضة أعداء الوطن والاستعمار وأذناب
الاستعمار؟، كما يجب أن تتذكروا قبل كل شيء قول الله تعالى في كتابه العزيز المحكم
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "صدق الله العظيم.
والله من
وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد