;

خواطر قلم 931

2010-02-25 03:52:02

نبيل
مصطفى الدفعي


يبدوا أن الذين يمتلكون حق إصدار
القرار لا يعرفون التاريخ جيداً، أما الذين يعرفون التاريخ جيداً ليس بيدهم القرار،
وليس كالتاريخ عبرة، أليس هو وعاء للتجارب الإنسانية؟! هذه الكارثة التي ألمت بآخر
خلفاء العصر العباسي حين أحاط التتار ببغداد، فأخذ الخليفة يبكي ويقول لهفي على ملك
ضائع ! فنظر وزيره إليه شزراً..
وقال له يا أمير المؤمنين من ترك الصغير حتى
يكبر والقليل حتى
يكثر وأجل ما كان
يجب أن يقوم به بالأمس إلى الغد..
استحق هذا وأكثر"، أجهش الخليفة بالبكاء وقال
والله إن هذا القول أشد علي من فقد الخلافة ، وبعد بضعة أيام دخل التتار عليه-
الخليفة- وذبحوه، وسقطت بغداد، كما أن هناك عبارة أخرى قالها لمبروزو وهي أن المجرم
الحقيقي هو المجتمع وما هؤلاء المساكين حسب قوله إلا أدواته في تنفيذ جريمته.
إن
ما يحدث في هذا الوطن من تدمير للبنيان الاقتصادي وغيره وما يحدث من عمليات قتل
وإرهاب وقطع الطرق واعتداء وخطف للناس وشغل الدولة عن عملية التنمية وإقلاق وزعزعة
للأمن والاستقرار والتعمد في تشويه سمعة الوطن داخلياً وخارجياً وغيرها من الأعمال
الخارجة عن الدستور والقانون والأعراف التي تقوم بها بعض الجماعات الضالة والخارجة
عن القانون كجماعات التمرد الحوثية وبعض الجماعات الإرهابية المتطرفة وبعض الفئات
الحاقدة التي فقدت مصالحها الساعية بكل جهدها وبمختلف السبل الوحشية واللا أخلاقية
من أجل تحقيق أكبر قدر من الثراء وعلى حساب الوطن، كل ما يحدث هذا وإلى الآن ما هو
إلا وكما نعتقده جرس إنذار خطير قد يكون الأخير لهذه الدولة الطيبة المتسامحة في
هذا الوطن اليمني الحبيب والذي نرجوا أن لا ينسى أو يتناسى مختلف الأعمال التخريبية
والتدميرية والإرهابية التي قام بها والتي نعتقد أنه سيكررها بنذالة ما يسمى
بالمتمرد الحوثي وجماعته خلال الفترة الماضية وذهب ضحيتها آلاف الشهداء الأبرار
والأبطال، بالإضافة إلى ما تركته من تخريب وتدمير بحق الوطن الجماعات الإرهابية
والمتآمرة والحاقدة الأخرى، وليس غريباً أن يعلق على ذلك بعض العشرات من المعارضين
وبعض ممن اشتهروا بذوي الوجهين "وجه مع السلطة ووجه آخر ضد"جميعهم يعلقون على ما
حدث ويحدث أنه عرض رياضي وأفعال صبيانية، وأن الدولة تضخم الأمور وأن الأمور سقطت
من يدها..
كل ذلك ونحن نيام كأهل الكهف.
إن النعامة تدفن رأسها في الرمال حتى
تسمع وقع أقدام العباد فتهرب إلى الاتجاه المعاكس لأن انتقال الصوت خلال الأرض أقوى
من الهواء ونحن لا نفيق إلا بعد الكارثة ليتنا كنا في حكمة النعامة.
إن القبض
على بضع عشرات من المجرمين أو مئات من المتمردين ثم الإفراج عنهم تماماً كطرد عشرات
أو مئات من البعوض من منزلك، لا تلبث أن تعود لأن المستنقع والبرك التي بجوار دارك
أنت لا تفكر في ردمها.
فنقول أخيراً يجب أن لا تتغاضى هذه الدولة وهذا الوطن
الطيب والمتسامح على كل ما ارتكبوه بحقه من أنشطة وأعمال معادية تخريبية وإرهابية
ومنذ بداية أعمالهم المعادية والتخريبية حتى الفكرية والإعلامية المعادية التي بثت
ثقافة التخلف والكراهية بين الإخوة وضد وحدة الوطن لتمزيقه وإرجاع عجلة التاريخ إلى
الوراء ولكنهم فشلوا فشلاً كبيراً كمن سبقهم أمام إرادة الشعب، إن كل هذه الأعمال
التي يقومو بها احتاجت إلى أموال طائلة والدولة تعلم ذلك فيجب عدم الصمت عن ذلك
واستمراره فالصمت هنا جريمة لأنه صمت على أكبر جريمة وهي تدمير وتخريب أمة
ووطن.
فلا صمت بعد اليوم على كل ما يرتكب من جرائم بحق الأمة والوطن، فالأمة
والوطن قد نفد صبرهما، والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد