دكتور/عبدالعزيز المقالح
لم يعد خافياً أن حالة بعض الطرق
الطويلة في بلادنا تدعو إلى الرثاء، وإلى التوقف طويلاً للتفكير فيما آلت إليه هذه
الطرق مما يدعو إلى الإسراع في وضع آليات جديدة لإصلاح ما تبقى منها أو إعادة بناء
ما بدأ يتلف أو يتكسر وترميمه ، بعد أن طمسته السنوات وعجلات السيارات وجنازير
الدبابات ، ولا أظن أن هناك طرقاً في العالم أدت واجبها وتجاوزت عمرها الافتراضي
كطريق الحديدة - صنعاء ، هذا الشريان
الحيوي الذي كان أول طريق تم إنشاؤه في بداية الستينيات من القرن الماضي بقرض من
جمهورية الصين الشعبية ، وبفضل هذه الطريق انتصرت ثورة سبتمبر ، وكان لها دورها
المنقطع النظير في التواصل بين صنعاء وبقية المناطق ، قبل أن يتم شق طريق تعز -
صنعاء، وقد باتت ، هي الأخرى في وضع لا يحسد عليه .
ولا يستطيع أحد أن ينكر
الاهتمام الواضح في شق الطرقات داخل المدن وعلى السواحل المترامية الأطراف ، ولربط
حضرموت بصنعاء ، وربط المحافظات الأخرى ببعضها، بطرق مسفلتة جديدة ، إلاَّ أن هذا
لا ينفي إهمال بعض الطرق الطويلة القديمة ، وطريق الحديدة - صنعاء خاصة، تعد واحدة
من هذه الطرق التي لم تعد بحاجة إلى تجديد وتوسعة فحسب ، وإنما باتت أحوج ما تكون
إلى خط مواز يخفف الضغط على الخط الواحد ويمنع الحوادث الجسيمة ، وهذه الطريق ،
وطريق تعز - صنعاء بحاجة إلى طريقين: أحدهما صاعد والآخر هابط ، وإلى تنفيذ طريق
صعود أو هبوط لمنطقة سمارة ، التي تم تخطيطها في منتصف الستينيات لتستوعب عشرات
السيارات لا عشرات الآلاف منها، لا تعرف التوقف ليلاً ولا نهاراً .
وتلقيت منذ
أيام ، رسالة حول وضع طريق الحديدة - صنعاء من الأخ العقيد (متقاعد) أحمد الحبابي
جاء فيها : " أحرر هذه الرسالة وقلبي موجع وأليم مما رأيت عليه حال طريق الحديدة -
صنعاء وكيف أصبحت هذه الطريق التي كانت السند والعون لنا وللثورة والجمهورية منذ
البداية الأولى للثورة وحتى نهاية حصار السبعين يوماً ".
ويضيف العقيد أحمد في
رسالته قائلاً : " كاتب هذه السطور تخرج من الكلية الحربية عام 1963م برتبة ملازم
ثان ، وتعين في سلاح المدرعات ، وأسندت إليه مهمة استلام الدبابات والمدفعية وبعض
الأسلحة من ميناء الحديدة وإيصالها إلى العرضي في صنعاء .
وكان طريق الحديدة ،
هو المنفذ الوحيد لتزويد الجيش بالأسلحة وإمدادهم بالعتاد العسكري ، وقد أطلعنا
عشرات الدبابات والمدافع عبر هذا الطريق، وكان كل سائق دبابة يتعامل مع هذا الطريق
بحنان وحرص أن لا يجرح أو يدكُّ الأسفلت بجنازير الدبابات حرصاً على هذا المتنفس
الوحيد للجمهورية والجمهوريين " .
ويختم العقيد أحمد الحبابي رسالته بالفقرة
الحزينة الآتية : " في الأسبوع الماضي ذهبت إلى الحديدة لزيارة بعض الأرحام، فلم
أصدق ما رأيته بأُم عيني، وكيف أصبح حال هذه الطريق وما وصلت إليه من تكسير وتجريف
للأسفلت، والإهانة لهذه الطريق التي ظلت سنداً لنا ومعنا خلال المقاومة من أول طلقة
وإلى آخر رصاصة .
وفي سفرتي هذه المرة إلى الحديدة شعرت وكأن الطريق تعاتبني
وتعاتب أصحاب القرار وكل حرٍّ أبيٍّ قائلة : " أهكذا يكون جزائي بعد أن وصل الجميع
إلى بر الأمان ؟! لقد أصبحت طريق الحديدة - صنعاء كخطوط الخريطة المشتتة ، ولم يعد
للأسفلت أي وجود ، وأصبح خطراً على الإنسان والسيارات ، ولو أن وزارة الأشغال اهتمت
بهذه الطريق بدلاً من الطرق الثانوية لكان أفضل ".
ولا أدري ماذا في مقدور القلم
أن يكتب بعد هذه الصرخة الوطنية الصادقة ، الصادرة عن مواطن يحب بلده ، ويتمنى أن
لا ينسى أصحاب القرار كل من قدّم خدمة للوطن في أحرج الظروف ، حتى الطريق التي نسير
عليها مشاة راجلين أو راكبين .
الشاعر أحمد غالب قحطان في ديوانه الأول : تبدو
العلاقة في غالب الأحيان وثيقة الصلة ، بين عنوان الديوان وموضوعاته وحياة صاحبه
وقربه من القضايا التي يتناولها .
وعنوان ديوان الشاعر أحمد غالب قحطان هو :
"وجهي والرصيف" دلالة على اهتمامه بهموم الناس الذين يرمز إليهم الشاعر بالرصيف
.
يضم الديوان 32 قصيدة في موضوعات وطنية وقومية وعاطفية ، تسبقها مقدمة نقدية
متميزة بقلم الشاعر الكبير الحارث بن الفضل .
والديوان من منشورات سلسلة
"إبداعات يمانية" في مركز عبادي للدراسات والنشر .
تأملات شعرية : أحمل نصفها في
يدي اليمنى ، ونصفها الآخر في دمي .
في كبدي أحمل صوتها المجروح بالشجن ! تلك
التي أرضعت الأشجار والأحجار والأزهار وارتوى وجداننا من فيض حبها تلك بلادنا
اليمنْ .
الطويلة في بلادنا تدعو إلى الرثاء، وإلى التوقف طويلاً للتفكير فيما آلت إليه هذه
الطرق مما يدعو إلى الإسراع في وضع آليات جديدة لإصلاح ما تبقى منها أو إعادة بناء
ما بدأ يتلف أو يتكسر وترميمه ، بعد أن طمسته السنوات وعجلات السيارات وجنازير
الدبابات ، ولا أظن أن هناك طرقاً في العالم أدت واجبها وتجاوزت عمرها الافتراضي
كطريق الحديدة - صنعاء ، هذا الشريان
الحيوي الذي كان أول طريق تم إنشاؤه في بداية الستينيات من القرن الماضي بقرض من
جمهورية الصين الشعبية ، وبفضل هذه الطريق انتصرت ثورة سبتمبر ، وكان لها دورها
المنقطع النظير في التواصل بين صنعاء وبقية المناطق ، قبل أن يتم شق طريق تعز -
صنعاء، وقد باتت ، هي الأخرى في وضع لا يحسد عليه .
ولا يستطيع أحد أن ينكر
الاهتمام الواضح في شق الطرقات داخل المدن وعلى السواحل المترامية الأطراف ، ولربط
حضرموت بصنعاء ، وربط المحافظات الأخرى ببعضها، بطرق مسفلتة جديدة ، إلاَّ أن هذا
لا ينفي إهمال بعض الطرق الطويلة القديمة ، وطريق الحديدة - صنعاء خاصة، تعد واحدة
من هذه الطرق التي لم تعد بحاجة إلى تجديد وتوسعة فحسب ، وإنما باتت أحوج ما تكون
إلى خط مواز يخفف الضغط على الخط الواحد ويمنع الحوادث الجسيمة ، وهذه الطريق ،
وطريق تعز - صنعاء بحاجة إلى طريقين: أحدهما صاعد والآخر هابط ، وإلى تنفيذ طريق
صعود أو هبوط لمنطقة سمارة ، التي تم تخطيطها في منتصف الستينيات لتستوعب عشرات
السيارات لا عشرات الآلاف منها، لا تعرف التوقف ليلاً ولا نهاراً .
وتلقيت منذ
أيام ، رسالة حول وضع طريق الحديدة - صنعاء من الأخ العقيد (متقاعد) أحمد الحبابي
جاء فيها : " أحرر هذه الرسالة وقلبي موجع وأليم مما رأيت عليه حال طريق الحديدة -
صنعاء وكيف أصبحت هذه الطريق التي كانت السند والعون لنا وللثورة والجمهورية منذ
البداية الأولى للثورة وحتى نهاية حصار السبعين يوماً ".
ويضيف العقيد أحمد في
رسالته قائلاً : " كاتب هذه السطور تخرج من الكلية الحربية عام 1963م برتبة ملازم
ثان ، وتعين في سلاح المدرعات ، وأسندت إليه مهمة استلام الدبابات والمدفعية وبعض
الأسلحة من ميناء الحديدة وإيصالها إلى العرضي في صنعاء .
وكان طريق الحديدة ،
هو المنفذ الوحيد لتزويد الجيش بالأسلحة وإمدادهم بالعتاد العسكري ، وقد أطلعنا
عشرات الدبابات والمدافع عبر هذا الطريق، وكان كل سائق دبابة يتعامل مع هذا الطريق
بحنان وحرص أن لا يجرح أو يدكُّ الأسفلت بجنازير الدبابات حرصاً على هذا المتنفس
الوحيد للجمهورية والجمهوريين " .
ويختم العقيد أحمد الحبابي رسالته بالفقرة
الحزينة الآتية : " في الأسبوع الماضي ذهبت إلى الحديدة لزيارة بعض الأرحام، فلم
أصدق ما رأيته بأُم عيني، وكيف أصبح حال هذه الطريق وما وصلت إليه من تكسير وتجريف
للأسفلت، والإهانة لهذه الطريق التي ظلت سنداً لنا ومعنا خلال المقاومة من أول طلقة
وإلى آخر رصاصة .
وفي سفرتي هذه المرة إلى الحديدة شعرت وكأن الطريق تعاتبني
وتعاتب أصحاب القرار وكل حرٍّ أبيٍّ قائلة : " أهكذا يكون جزائي بعد أن وصل الجميع
إلى بر الأمان ؟! لقد أصبحت طريق الحديدة - صنعاء كخطوط الخريطة المشتتة ، ولم يعد
للأسفلت أي وجود ، وأصبح خطراً على الإنسان والسيارات ، ولو أن وزارة الأشغال اهتمت
بهذه الطريق بدلاً من الطرق الثانوية لكان أفضل ".
ولا أدري ماذا في مقدور القلم
أن يكتب بعد هذه الصرخة الوطنية الصادقة ، الصادرة عن مواطن يحب بلده ، ويتمنى أن
لا ينسى أصحاب القرار كل من قدّم خدمة للوطن في أحرج الظروف ، حتى الطريق التي نسير
عليها مشاة راجلين أو راكبين .
الشاعر أحمد غالب قحطان في ديوانه الأول : تبدو
العلاقة في غالب الأحيان وثيقة الصلة ، بين عنوان الديوان وموضوعاته وحياة صاحبه
وقربه من القضايا التي يتناولها .
وعنوان ديوان الشاعر أحمد غالب قحطان هو :
"وجهي والرصيف" دلالة على اهتمامه بهموم الناس الذين يرمز إليهم الشاعر بالرصيف
.
يضم الديوان 32 قصيدة في موضوعات وطنية وقومية وعاطفية ، تسبقها مقدمة نقدية
متميزة بقلم الشاعر الكبير الحارث بن الفضل .
والديوان من منشورات سلسلة
"إبداعات يمانية" في مركز عبادي للدراسات والنشر .
تأملات شعرية : أحمل نصفها في
يدي اليمنى ، ونصفها الآخر في دمي .
في كبدي أحمل صوتها المجروح بالشجن ! تلك
التي أرضعت الأشجار والأحجار والأزهار وارتوى وجداننا من فيض حبها تلك بلادنا
اليمنْ .