;

حوار الطرشان!! 1240

2010-01-27 04:07:18

سعد علي
الحفاشي


أعجبني جرأة وشجاعة بعض الزملاء والكتاب الذين
كتبوا حول مؤتمر الحوار الوطني وزحمة المشاركين المقرر حضورهم للحوار في هذا
المؤتمر الهام الذي يمثل مستقبل اليمن وتحوله وملاذ التجاوز الأزمة والصراع والضياع
والحرب السلب و. . . . . إلخ.

وكيف أن
المتحاورين الذين سيحتضنهم هذا المؤتمر وبسبب زحمة وكثافة عددهم والضجة الدوي
الهائل الذي ستزدحم به صالة المؤتمر أو ساحة الاستاد الرياضي والصالة الرياضية
المغلقة أن صدق ظني بسبب ذلك الزحام الكبير وا لذي يجعل من المشاركين منشغلين
بقضاياهم وحواراتهم الجانبية أكثر من اهتمامهم بقضية الحوار وهموم اليمن التي جاؤوا
يتحاورون من أجلها خصوصاً وكم كبير من المشاركين في المؤتمر سيكون حضورهم لمجرد
الدعاية الإعلامية والمزاحمة على البدل المالي الذي سيصرف للمشاركين وعلى عدسة
كاميرا التلفاز!!.
والبعض لا هم ولا قصد له من المؤتمر إلا لكي يقال عنه أن فلان
شارك في مؤتمر الحوار الوطني في كبار القوم ووجهاء اليمن وغيرهم كثيرون سجلت
أسماؤهم في قوائم المشاركين لمجرد رغبات أو إرضاءات معينة ومصالح خاصة ، حيث سمعت
مثلاًَ إن موظفين عاديين مستويات وظيفية لا تذكر ليس لهم أي صفات قيادية أو
اجتماعية أو سياسية أو غيره في كثير من المحافظات أدخلت اسماؤهم في قوائم المشاركين
في المؤتمر بقصد إرضاءات لشخصيات معينة ونافذين كبار في المحافظات والبعض لأهواء
ورغبات خاصة في نفوس بعض المحافظين - وهذا يعني أن كثيرين من المشاركين في المؤتمر
لا لزمة لوجودهم ولا ضرورة لهم لأنهم لن يقدموا نفعاً وهم أعجز من أن يتفقوا مع
أنفسهم.
أقول ذلك معبراً عن عدم قناعتي وعدم رضائي ببدعة توسيع نطاق المشاركين
في هذا المؤتمر الوطني للحوار والذي سيزيد عددهم عن ستة آلاف مشارك ومشاركة ليس
لأني مع من سبقوني من الزملاء الذين كتبوا عن بدعة ذلك العدد الهائل بسبب الكلفة
المالية الباهضة التي سيكلفها هذا المؤتمر على حساب قوت الشعب بل لأني مقتنع أن ما
سينفق على المؤتمر وعلى المشاركين المستنفعين والمستفيدين منه مواطنين يمنيين-
فاعتراض ينطلق من مبعث إدراكي أن ستة آلاف مواطن لا يمكن أن يتحاوروا حواراً جاداً
ويتمكنوا من تناول كل القضايا والموضوعات والتحديات الراهنة التي دعوا من أجلها فكل
مشارك في المؤتمر يفترض أن يتحدث ويدلي بدلوه ويعبر عن رأيه ويطرح ما هي الحلول
والمقترحات ، حتى يكون المؤتمر ناجحاً ويخرج بحلول حقيقية وناجعة لمشكلات اليمن
وهمومه.
لكن ستة آلاف واحد لا يمكن أن يستوعبهم المكان وللنظام ولا الزمان
المحدد للمؤتمر وبالتالي فالمؤتمر حين يكون بهذه الكثافة الهائلة ومحدد في وقت زمني
لن يتجاوز 3-4 أيام في أكبر الاحتمالات لن يكون إلا عبارة من ظاهرة صوته وفعالية
جماهيرية وإعلامية لا داعي لها - بل الأفضل عدم إيجادها لأن فشل هذا المؤتمر وخيبة
المشاركين فيه عن الخروج بأي حلول ومعالجات تعني نكبة جديدة من نكبات الضياع
والتردي التي تزيده عناء وبؤس هذا الوطن.
والغريب أن من قاموا بالاعتداء
والترتيب والتهيئة لهذا المؤتمر هم حكماء وعقلاء الوطن "مجلس الشورى" وكان من
المفترض أن يدققوا في كل صغيرة وكبيرة ويدرسون الأمر بجدية ومصداقية وعقلانية لضمان
نجاح هذا المؤتمر الوطني الهام ، لأني أؤكد لكم أن ستة آلاف شخصية لا يمكن أن
يقدموا حتى رأياً نافعاً ورؤية واضحة وقيمة لأصغر قضية وسيكون المؤتمر نتيجة لهذه
الكثافة الهائلة وغوغائية المشاركة مجرد ظاهرة إعلامية بصوت المشاركين على قرارات
وتصورات وحلول ومقترحات غير ملبية لطموح الشعب، أعدت سلفاً من الزمرة وذوي المصالح
والمنافع من نكبات الوطن.
لذلك أقولها بالفم المليان والصوت العالي لا داعي
لهذا المؤتمر يا هؤلاء ما لم يتم تدارك أمر المشاركة المطلوبة فيه ويقتصر الأمر على
الأطراف المتصارعة من الأحزاب السياسية ومن لهم مصلحة في أزمة البلاد وضياعها ومعهم
قلة من كبار القوم وأصحاب الحل والعقد في البلاد يتم اختيارهم من كل المحافظات بما
لا يزيد عددهم عن 203 شخصاً فقط من كل محافظة.
يقوم هؤلاء مجتمعين بالجلوس على
طاولة الحوار تحت سقف مجلس الشورى وتحت عيون أعضاء الشورى بوصفهم حكما و عقلاء
وخبراء اليمن ليساعدوهم على اقتراح الحلول وتوضيح ما يخفى على المتجاورين من الأمور
ويتم الحوار على كل صغيرة وكبيرة ويتم الاتفاق من المتحاورين على معالجات لجميع
القضايا حتى النهاية حتى وإن استمرت فترة الحوار شهوراً وسنوات لأن هذا الأسلوب من
الحوار هو الذي سينقذ البلاد من محنتها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد