;

الكهرباء .. ورحلة الشتاء والصيف 929

2009-12-28 04:16:25

د.
عبدالله الفضلي


كنا كمواطنين عاديين وساذجين قد صدقنا وآمنا بأن
الحكومة جادة وعازمة على سرعة تشغيل محطة مأرب المعتمدة على الغاز المسال لتحل
جزءاً من مشكلة الطاقة الكهربائية والتقليل من نسبة الإنطفاءات الكهربائية المتكررة
منذ سنوات.
وكان من المفترض تشغيل المحطة في شهر أغسطس
عام 2008م حسب البرنامج المعد ومضى عام 2008م ولم يتحقق شيء
من تلك الوعود، وجاء عام 2009م وقد أوشك على الانتهاء، ولم نلمس شيئاً من ذلك سوى
أن المحطة تفاقمت مشاكلها وتحولت إلى ما يشبه اللغز الذي حير أولى الألباب ولم تثبت
لنا الجهات المعنية بتشغيل المحطة وما الذي حصل بالضبط حيث كانت الحكومة قد حددت
مواعيد نهائية منذ منتصف عام 2009م بأن المحطة جاهزة للتشغيل والتدشين في أقرب وقت
ممكن وأن ظاهرة إنطفاءات الكهرباء على وشك الانتهاء.
وتم فعلاً البدء بتشغيل
المحطة ولكن المحطة رفضت التشغيل وأصرت على عدم تقبل أي نوع من الغاز المسال ، حيث
تبين أن الغاز الذي تم إدخاله إلى المحطة غاز مليء بالشوائب والأوساخ ، وقد اتضح
فيما بعد أن وزارة الكهرباء والطاقة ووزارة النفط والثروات المعدنية والشركة
الألمانية المنفذة للمحطة قد فشلوا فشلاً ذريعاً في تشغيل المحطة بعد الانتهاء من
تركيبها وتجهيزها بما في ذلك المحطة التحويلية وذلك لعدم تجريب المحطة بالغاز بكل
أنواعه الخفيف والثقيل والنقي وهنا الكارثة وتبين أن لا تنسيق مسبق بين الوزارتين
والشركة المنفذة وأن كل جهة تعمل بمفردها بلا تنسيق أو تعاون أو تفاهم وفشل المشروع
الحلم الذي انتظرنا إنجازه أكثر من "5" سنوات، ومن ثم اجتمعت الحكومة وقررت سرعة
معالجة الخلل وأكدوا لنا مرة أخرى أن الحكومة قد شكلت لجنة فنية عليا برئاسة رئيس
مجلس الوزراء وكان ذلك قبل شهر رمضان.
وقالوا لنا أطمئنوا أيها المواطنين الكرام
أنكم ستقضون ليالي شهر رمضان على أنوار محطة مأرب الغازية وأنكم ستنعمون بليالي
رمضانية كلها بيضاء وبلا سواد وكانت كارثة ثانية، إننا عشنا ليالي رمضان أسود من
ظلام البحر الميت وتعذب الناس وتعبوا وحاولوا معرفة ما يجري بالضبط فلم يصلوا إلى
نتيجة وقد تعطلت مصالح البلاد والعباد وخسروا مئات الملايين، وتقلصت دخول الناس
المعتمدة على الطاقة الكهربائية.
وبعد انتهاء شهر الصوم اجتمعت الحكومة وقررت
الاستمرار في الاجتماعات وإعطاء الوعود بقرب تشغيل المحطة ووضع الحلول الجذرية و
السريعة لتشغيل المحطة ، وانتظرنا خيراً ولكن دون جدوى وحتى كتابة هذه السطور لم
نسمع أو نقرأ شيئاً عن تحرك الحكومة أو عمل أي شيء في تشغيل المحطة أو التغلب على
المشكلات التي واجهت المشروع عند التشغيل، وكان هذا المشروع الكهربائي قد تحول إلى
مشروع وهمي أو سراب يحسبه الضمان ماءً، فإذا هو بئر معطل وصحراء قاحلة لا حياة
فيها.
فهل هذا المشروع الفاشل المتعثر سيتحول مع الأيام إلى أسطورة كأسطورة سد
مأرب ويصبح في حدوثه "كان يا ما كان في قديم الزمان مشروع كهربائي أسمه رعنان بن
جعنان ابن فلتان ابن نسيان ابن فشلان".
إنها حالة تُهنا فيها مع الكهرباء، فإلى
متى سيستمر هذا التوهان ، وهل نستحق أن تعذبنا الحكومة بهذا المشروع الوهمي ، حتى
نظل نعلق عليه أملاً طويلاً إلى ما لا نهاية، حتى نموت كمداً وقهراً وحسرة
وألماً.
لقد عمق فينا هذا المشروع شعوراً باليأس والإحباط وعدم الأمل في أي
شيء.
أجيبونا يرحمكم الله..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد