;

إزالة الحدود الوطنية وتدمير النقابات العمالية .."الحلقة «66» 738

2009-12-08 04:24:18

أشرنا في
الحلقة السابقة إلى أنه من حق الأمريكيين الذين يعملون بشق الأنفس أن يكونوا مفعمين
بكل الشكوك. .
فهم يتحسسون أن ثمة شيئاً فاسداً.
وكذلك ألن غرينسبان فهو وأن
كان بحكم كونه رئيساً للمصرف المركزي الأمريكي قد لعن دوما سياسة إعادة التوزيع
الحكومية إلا أنه حذر في سياق استجوابه من قل البرلمان من تزايد اللامساواة

وذلك لأنها صارت "أكبر تهديد
لمجتمعنا" إلا أن أعظم تراجع حققه في الواقع ستيفان رواش رئيس الاقتصاديين لدى مصرف
مورجن ستانلي المصرف الرابع في قائمة أكبر مصارف مورجن ستانلي المصرف الرابع في
قائمة أكبر مصارف الاستثمار في نيويورك وكان رواش قد نال شهرة واسعة من خلال ما نشر
في عقد من الزمن من كتب ودراسات تناول أستر في محطات التلفزيون وفي الجامعات وفي
الكونجرس وفي الدورات التدريبية الخاصة بمديري المشروعات على ضرورة السعي إلى نقل
الإنتاج إلى الخارج وعلى أهمية القضاء المتطرف على التعقيد في هيكل المؤسسات إلا أن
زبائن المصرف تسلموا في يوم 16 مايو 1996 مذكرة أعلن فيها رواش على نحو لا يقوم به
عادة إلا أولئك المصلحون المنشقون على الكنيسة الكاثوليكية فقد كتب يقول: منذ سنوات
وأنا أشيد بحسنات رفع الإنتاجية. .
إلا أنه يتعين عليّ الاعتراف بأن أفكاري بهذا
الشأن قد تغيرت الآن وأني صرت أسأل نفسي عما إذا كان هذا يوصلنا فعلاً إلى الجنة
الموعودة".
وواصل حديثة في مذكرته فكتب إلى قراءة المذهولين بأن إعادة هيكلة
الاقتصادي الأمريكي تشبه ما يقوم به المزارعون البدائيون عندما يدمرون خصوبة التربة
من خلال إضرام النار في الأراضي الزراعية التي يعيشون من خلالها وذلك رغبة منهم في
الحصول على غلة أعلى في الأمد القصير.
كما أكد أن إستراتيجية تقليص فرص العمل
ليست سوى مأزق من هذا القبيل فإذا لم يعثر قادة المشروعات في البلاد على سبيل آخر
لا يقضى على معنويات القوة العاملة بل يزيدها ثقة بالنفس فإن أمريكا ستفتقر إلى
الموارد التي تمكنا من مجاراة السوق العالمية ولذا فإنه كتب قائلاً: لا يمكن
الاستمرار في عصر قوة العمل إلى ما لا نهاية فالتقلص المستمر لفرص العمل والتخفيض
الدائم للأجور ما هو في نهاية المطاف سوى نهج يدمر صناعتنا".
ولا ريب في أن ما
يقدمه المحذرون من أمثال رواش أو ماك أو رائش شأن ضرورة التوجه إلى زيادة فرص العمل
لا إلى تقليصها، لا يزيد في الواقع على كونه نداء موجهاً إلى كبار رجال الأعمال
يطالبهم بضرورة أن يأخذوا بعين الاعتبار ما يترتب على سلوكهم من نتائج اجتماعية
طويلة الأمد ولا شك في أن هذه النداءات تبقى صدى في واد فسيح فالمارد فك قيده
وأنطلق من عقاله وكانت صحيفة Financial Times قد أشارت إلى هذه الحقيقة عندما راحت
تقول معلقة على خطوة رواش:"أن الحقيقة المحزنة هي أن تقليص فرص العمل يخدم مصلحة
المساهمين وقادة المؤسسات أن وول ستريت تفضل كل دولار يقتصد في التكاليف على دولار
تحققه إيرادات إضافية"، وأكد هذا الحقيقة المتاجرون بالأسهم في بورصة في نيويورك
بعد يوم من المذكرة البالغة الأهمية التي قدمها اقتصادوا مؤسسة Morgan Stanly على
نحو بين بلا مراء فقد كانت قيادة المؤسسة العملاقة الناشطة هي أسواق المواد
الغذائية قد أعلنت عزمها على تسريح ستة آلاف وخمسمائة عامل وإغلاق تسعة وعشرين في
العام نفسه.
لقد كان هذا الخبر بحد ذاته كافياً لأن يرفع أسهم مؤسسة Con AGRA
ارتفاعاً تسبب في أن ترتفع قيمة المؤسسة في البورصة بمقدار خمسمائة مليون دولار في
غضون أربع وعشرين ساعة فقط وعلى هذا النحو تملي العلاقة القائمة بين سوق المال
وقيادات المؤسسات المأخوذة بخيارات الأسهم وردود الفعل السريعة الناجمة عن هذه
العلاقة الاستمرار في التنافس بلا رحمة أو هوادة على زيادة الجدارة وعلى العمل
الأرخص كلفة ولكن وحتى إن استطاع المرء في الولايات المتحدة الأمريكية كبح لجام
مقتنصي الأرباح ذوي الأرفق الضيق سواء من خلال القانون أو من خلال تغيير طرائق
تفكير المستثمرين من أبناء البلد فإنه لن يكون في الإمكان تعويض الانخفاض الحاصل في
الأجور وفي القوة الشرائية إلا بصعوبة.
فإلى أن تستعيد الطليعة الأمريكية رشدها
وتمعن في التفكير في البدائل ستكون الشركات الصناعية والمالية دولية النشاط في
البلدان الصناعية الأخرى المنضوية تحت راية منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي قد
قطعت شوطاً بعيداً على طريق المنافسة سببها ما هو سائد في الولايات المتحدة
الأمريكية فعلى نحو لا مناص منه على ما يبدو تنجرف أوروبا وبلدان آسيا المتطورة من
جانبها في تيار النمط الرأسمالي الأمريكي وما ينطوي عليه من انحدار نحو الأسفل
بالنسبة إلى فرص العمل والأجور ومع أن المنافسة في أسواق السلع ستعمل على نحو مضاعف
على تعزيز هذا التطور إلا أنها تبقى عاملاً غير مباشر إذ هناك آلية أخرى ستسبقها في
ذلك: أنها الشبكة الأممية.
هل يتبقى شيء ألماني الطابع في شركة هوكت؟ يصور
التحول السائد في المصانع المنتجة لسيارات السرعة المرعبة التي يخطوها التكامل
المعولم ولم يكن تقليص عدد العاملين في المصانع في عقد الثمانينيات سوى البداية فقط
فهي نقلت ولا تزال حتى هذا اليوم تنقل على نحو متنام فروعاً من الإنتاج إلى
الموردين الذين يزودونها الآن بأجزاء متكاملة ومعدة للتركيب.
من قبيل المحاور
Axles والمكيفات الهوائية ولوحات المفاتيح للسيارات أما المصانع الأمريكية الحديثة
لإنتاج السيارات فإنها لا تنتج سوى ثلث المعدات اللازمة تاركة إنتاج الباقي لموردين
أخذوا يسعون من جانبهم أيضاً بفعل الضغوط السعرية التي يمارسها عليهم زبائنهم تسبب
الآن في اندلاع عمليات تشابك وتبسيط للإنتاج عبر كل الحدود أعني الحدود الدولية
والحدود بين المشروعات أيضاً.
وفي ألمانيا لم تعد تنتج سوى سيارات من الطراز
الفاخر فمودين Polo الذي تنتجه مؤسسة فولكس فاجن وأن كان يجمع في مصانع المؤسسة في
مدينة فولسبرج يأتي ما يقرب من نصف معداته من الخارج وتشمل قائمة البلدان الموردة
على الجمهورية التشيكية وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد