بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
أكثر حسين الحوثي من الكلام بلا علم !! وقلما سلم
مكثار أو أقيل له عثار !! وقد اغتر الكثير بزخرف مقاله دون النظر والتدقيق فيما
قاله !! ولقد هالني ما قرأت في ملازمه من كبائر !! وها أنا أنقل بعضها لنكون على
بصيرة منها فنحذرها وقد قيل من بصر فما قصر ومن حذر كمن بشر: نساء النبي من حاشية
أهل البيت !!!! حتى يسهل له الطعن في
نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد اعتبرهن من حاشية أهل البيت فقال في ملزمته
"مسئولية أهل البيت (ع) ص10" : (وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد هدد نساء النبي صلى
الله عليه وآله وسلم "من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين" لأنهن من
حاشية أهل البيت فأهل البيت بالأولى إذا ما ضيعوا وقصروا وعصوا ، ودنسوا ساحتهم
فعلاً ستكون جريمتهم أكبر لأنهم هداة. ) !!! وهذه أول مرة أسمع فيها عن وجود حاشية
لأهل البيت رضي الله عنهم !! فأصخ إلى القرآن كيف يرد على هذا البهتان واحترس من كل
مخادع لك ممن أشرب البلادة وهام في أودية الضلالة بسبب جهله الذي أتعس حاله هو
والكثير من أمثاله الذين سأكشف للناس تهافت كلامهم بسبب بعدهم عن فهم وتدبر آيات
الذكر الحكيم وسأبدأ بذكر الإشكال الذي يثيرونه حول آيات التطهير لنطوي ذكرهم كطي
السماء للسحاب ونكشف للأمة أنهم قد ضرب بينهم وبين العلم بسور ليس له باب
!!.
إشكال حول آية التطهير !! البعض يورد إشكالاً فيقول لماذا قال تعالى : (منكن
، أتقيتن ، تخضعن ، بيوتكن ، تبرجن ،. . ) وكلها بنون النسوة فلما وصل عند آية
التطهير قال (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ولم يقل عنكن ويطهركن ؟!
والجواب بسيط جدا لمن كان يعقل الخطاب وكان من أولي الألباب أذكره باختصار : 1- كل
الآيات الحديث فيها عنهن قبل آية التطهير وبعد الآية فلا شك عند كل عاقل أنهن
المخاطبات رأساً بآية التطهير قال تعالى : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً(34)) الأحزاب
.
ولاحظ كيف يقوم أهل الأهواء والغلو بسل هذه الآية من موضعها وتوجيهها وجهه
معينة من أجل البدعة التي جعلتهم يخترعون معصومين غير الرسول صلى الله عليه وسلم
!!! ودخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية هو الثابت بنص القرآن هذا
الدخول يبطل كل ما روجوه حول المعصومين المزعومين !! بل يرتكبون خيانة علمية
اشتهروا بها حتى أصبحت من خصائصهم وهي بتر الآية عن ما قبلها وما بعدها أثناء
ترويجهم لباطلهم !! بل بتر آخر الآية عن أولها لأن ذكر نساء النبي صلى الله عليه
وسلم يعصف ويدمر كل باطلهم ، ولا تجد أحداً منهم يعلم في أي سورة هذه الآية !! فكيف
يعلم بما قبلها وما بعدها ؟! ورغم كثرة مشاهدتي لهم في التلفاز وقراءتي لكتبهم لم
أجد أحداً منهم يقرأ الآية كاملة كما وردت في كتاب الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ
الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً) لأن العاقل سيقول لهم بداهة : إنها تتكلم عن نساء النبي صلى الله عليه
وسلم فإن كانت دالة على عصمة أحد فلا يكون إلا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم !!
وعلى العموم الآية تدل على فضل أهل البيت على العموم ولا تدل على عصمة أحد فلا
معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- إن الأوامر والنواهي خاصة بنساء النبي
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقط فكان الخطاب بنون النسوة.
3- إن آية التطهير
تتحدث عن بيت هو بيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهذا البيت فيه أهل هن
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقط - حيث أن بناته صلى الله عليه وصحبه وسلم في
بيوت أزواجهن وأبناءه الذكور ماتوا - فكانت الآية لسيد البيت صلى الله عليه وسلم
وزوجاته فمن البديهي أن يكون الخطاب بقوله (عنكم ، يطهركم) وهذا لا يعني عدم دخول
غيرهن لكن المقصود أنهن المخاطبات أصالة في الآيات السابقات بما فيها آية التطهير
هذا أولاً.
أهل البيت في القرآن إن أصر البعض ولم يقنع بما سبق قلنا له : القرآن
الكريم قد ورد فيه ذكر أهل البيت وكان المقصود به الزوجة فقط ، قال تعالى (وَلَقَدْ
جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ
فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ
تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ
إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا
وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)) هود
.
ولم يكن مع إبراهيم عليه السلام سوى زوجته وخوطبت بقوله تعالى : (رَحْمَتُ
اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) وفي قصة موسى عليه السلام قصد
بأهل البيت أم موسى قال تعالى : (وحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ
فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا
تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ (13)) القصص.
والكلام واضح لا يحتاج إلى نقل كلام أهل العلم بل يكفي
تدبر الآيات الواضحات وترك التعسفات.
ثالثاً : في اللغة جاء من معاني كلمة أهل
"الزوجة" وكذلك من معاني كلمة بيت "الزوجة" كما سبق ونقلنا من لسان العرب أما
القرآن الكريم فقد جاء فيه ذكر الأهل إشارة إلى الزوجة فقط في أكثر من موضع قال
تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ
عَلَى النَّارِ هُدًى(10)) طه وقال تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي
آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ) النمل / 7 وقال تعالى (فَلَمَّا قَضَى
مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً)القصص29
وغير ذلك ، ومن المعروف المتواتر أن موسى عليه السلام لم يكن معه أحد سوى زوجته فقط
.
وكذلك إبراهيم عليه السلام لم يكن معه سوى زوجته عندما جاءته الملائكة قال
تعالى : (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ) الذاريات26 رابعاً : إن
بيت الرجل يكون بيتا للزوجة فيقال بيتها رغم عدم ملكيتها له قال تعالى
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ. . . . . ) يوسف23 وقال تعالى
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى) الأحزاب /33 والمقصود طبعا القرار في بيت الزوج وقال تعالى : (لا
تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ) الطلاق /1 وذلك أمر واضح لمن تدبر القرآن وأبعد
من صدره وساوس الشيطان.
خامساً : قد ورد ذكر الأهل في القرآن الكريم وقصد به
أقرباء الأنبياء كالأولاد والزوجة قال تعالى : (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ
امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) الأعراف /83 فتم استثنائها من النجاة ولم
تستثن من الأهل.
سادساً : في قصة يوسف عليه السلام جاء قوله تعالى على لسان
امرأة العزيز (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا
سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً
إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) يوسف25 وقد تعجب شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى من الذين أخرجوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وفي
نفس الوقت أدخلوا امرأة إبراهيم عليه السلام - وغيره من الأنبياء - في أهل بيته
فقال : (والصحيح أن أزواجه من آله فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه علمهم
الصلاة عليه : "اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته" ولأن امرأة إبراهيم من آله وأهل
بيته وامرأة لوط من آله وأهل بيته بدلالة القرآن فكيف لا يكون أزواج محمد من آله
وأهل بيته ؛ ولأن هذه الآيات : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ
بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ
صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً *
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ
قَوْلاً مَّعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فالخطاب كله لأزواج النبي [ ومعهن الأمر
والنهي والوعد الوعيد. . . . . ) فيا لله كل زوجة في الأرض هي من أهل بيت زوجها إلا
نساء نبينا صلى الله عليه وسلم فهن من الحاشية ؟!! تلك والله من الرزايا والبلايا
التي عمت وطمت بسبب الجهل أو الغلو أو قصد النيل من زوجات الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد إخراجهن من أهل بيته !! بل قد وقع في هذا بعض الفضلاء بحسن نية فتابعوا
أهل الغلو الجهلاء !! وما كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها !!.
قلة أدب مع
الله عز وجل أدركته أصابع الشيطان فسول له أقوالاً منكرة قالها دون أن تهتز له شعرة
وأكثر منها حتى أصبحت ظاهرة متفشية في ملازمه وهاك بعضها: 1- ذابوا في الله !!!!
اللهم اغفر لي وسامحني وأنا أنقل هذه الأقوال التي تسيء إلى عظمتك وجلالك وأستغفرك
من روايتها ولكن عذري أني أكشف هذا الباطل وأدل الناس ليعرفوا حقيقة هذا العاطل من
العلم والوقار والذي يقول في ملزمته "في ظلال مكارم الأخلاق - الدرس الأول ص11"
(الكل بحاجة إلي أن يذوبوا في الله. ) !!!!! وهذه مقالة بشعة جداً لا تقال للبارئ
عز وجل ولم يسبقه إليها عاقل !! ثم أعادها من جديد لا يزويه خجل ولا يثنيه وجل فقال
في نفس الصفحة : (الناس إذا ذابوا في الله سبحانه وتعالى قبلوا جميعاً كلمته
الواحدة هديه الواحد) !!!!!.
2- قتلنا القرآن !!! دعوة للجهل مع قلة أدب منقطعة
النظير في استخدام الألفاظ عند حديثه عن كل مقدساتنا ومنها حديثه عن القرآن الكريم
وأصول الفقه حيث يقول في ملزمته "الثقافة القرآنية" ص17 : (أصول الفقه هو فن يضرب
القرآن ضربه قاضية ، يضرب القرآن ضربه شديدة ، يضرب فطرتك ، يضرب توجهك نحو القرآن
، يضع مقاييس غير صحيحة تدخل إلى القرآن والقرآن بشكل آخر، ولهذا نجد أنفسنا كيف أن
القرآن لم يعمل عمله فينا، لم يستطع القرآن لأننا وضعنا عوائق أمام فهمنا له ، أمام
اهتدائنا به ، أشياء كثيرة حالت بيننا وبين أن نفهمه ، وبالتالي قتلناه ، وأصبحنا
أمة ميتة أصبحنا أمة ميتة ، أسأنا إلى أنفسنا ، وأسأنا إلى القرآن الذي هو أعظم
نعمة من الله علينا. . ) !!!! فها هو يملخ في الباطل ملخاً ويقول في القرآن كلمة لو
مزجت بماء البحر لمزجته (قتلناه) !! وأما أصول الفقه فهو من أعظم العلوم التي يفر
من تعلمها الجهال ولا يتقنها إلا الراسخون في العلم.
3- عبارة غير مؤدبة !!!
يعترف باستخدام العبارات غير المؤدبة مع الله عز وجل فيقول في ملزمته "دروس من سورة
آل عمران - الدرس الأول ص12: (نحن حتى عندما نؤمن بالثقلين كتاب الله وعترة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ربما - وإن كانت عبارة غير مؤدبة - لكن لنعرف نفهم
نحن أنا نحن المظلومون لم تصبح وضعيتنا كوضعية من كان في حياة النبي صلوات الله
عليه وعلى آله ، ونحن في زمان أطول ، ونحن من وُوجهنا من قبل أعداء أشد خبثاء وأكثر
قوة ، أليس هذا الذي حصل ؟ لو نريد أن نُقاصي الله ، ولولا أنه يعلم أن في المسألة
كفاية لكان بالإمكان أن نقول : كان تنعكس القضية كان اجعل محمداً يأتي في القرن
العشرين وقت الشدة وقت الأزمات ، لكن لا ؛ لأن الله يعلم أن في المسألة كفاية وفوق
الكفاية ، أن عترته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم كفاية وفوق الكفاية ، أن يكونوا
أعلام للأمة ومع هذا نقول : لم تسوغ لنا المسألة ، ولا نريدهم. ) !! فها أنت أخي
القارئ قد سمعت اعترافه بأن العبارة غير مؤدبة فكيف جاز له استخدامها ؟!! والعبارة
هي : (لو نريد أن نُقاصي الله) !! والمقاصاة لا تكون إلا بين الأنداد فهل أصبح هو
ومن معه أنداداً لله عز وجل حتى يقاصيه ؟ (. . .
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) الكهف 5 4- الابتذال !! لا يكتفي
بالكذب لترويج باطله !! بل يضيف إلى ذلك كلمات بذيئة تمجها الأسماع وتنفر عنها
الطباع ومنها ما قاله في ملزمته "الثقافة القرآنية ص13" : (فعندما نتعامل مع القرآن
لا نتعامل معه بابتذال وكأن كل شخص يستطيع أن يفسره هو بمفرده، بل يكون همك هو أن
تتدبر أنت وتتذكر أنت، تقرأ القرآن للناس كما قال الله عن رسوله "وأن أتلوا القرآن"
(النمل: من الآية 92) القرآن بظاهرة يعطي الكثير للناس، ولأن الناس قد تأثرت نظرتهم
للقرآن سلباً أعط تعليقات كمقدمات بسيطة حول الموضوع ثم تأتي بالآيات القرآنية ، لا
تنطلق كمفسر من انطلقوا كمفسرين لم يقدموا القرآن بالشكل الصحيح ، عندما تقرأ
(الكشاف) للزمخشري ، أو تقرأ (تفسير الطبري) أو تقرأ تفاسير أخرى تراهم يغفلون
الحديث عن آيات مهمة جداً، نحن أحوج ما نكون إلى فهمها اليوم ، فهي مرتبطة بواقع
الناس ، مرتبطة بحياة الناس ، مهمة جداً ، يقفز عليها وانتهى الموضوع ، ينطلق ليفسر
مفرداته وإذا كان هناك حكم معين يستنبطه أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى
الموضوع. ) فاللهم إنا نعوذ بك من شره اللسان وفضول الهذر وأي هذر أكبر من هذا الهذر
(فعندما نتعامل مع القرآن لا نتعامل معه بابتذال) ؟! وهل يليق بالقرآن أن تُستخدم
معه هذه الكلمة (الابتذال) ؟ ومن الذي يتعامل مع القرآن بابتذال ؟ إنهم كما يقول
هذا الضال الزمخشري والطبري وغيرهم من المفسرين !! ثم ساق كذبة أوهن من بيت
العنكبوت ليدلل على تعامل المفسرين بابتذال مع القرآن - وأعوذ بالله من هذا الهذيان
- وهي قوله : (أو تقرأ تفاسير أخرى تراهم يغفلون الحديث عن آيات مهمة جداً ،
. . .
يقفز عليها وانتهى الموضوع ، ينطلق ليفسر مفرداته وإذا كان هناك حكم معين
يستنبطه أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى الموضوع. ) !!! فلو كان صادقاً
لذكر أمثلة من الآيات التي غفل عنها المفسرون ؟ ولساق أدلة يثبت بها أن المفسرين
قفزوا وتجاوزوها ؟ ولاحظ قوله الباطل : (يقفز عليها) !! والخلاصة أنه يأمر من كان
على شاكلته وشكله بالإعراض عن كتب التفسير ولهم أن يفسروا القرآن الكريم كما يريدون
فليعتبر العاقل بحالهم وليحذر من سلوك طريقهم!!.
مكثار أو أقيل له عثار !! وقد اغتر الكثير بزخرف مقاله دون النظر والتدقيق فيما
قاله !! ولقد هالني ما قرأت في ملازمه من كبائر !! وها أنا أنقل بعضها لنكون على
بصيرة منها فنحذرها وقد قيل من بصر فما قصر ومن حذر كمن بشر: نساء النبي من حاشية
أهل البيت !!!! حتى يسهل له الطعن في
نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد اعتبرهن من حاشية أهل البيت فقال في ملزمته
"مسئولية أهل البيت (ع) ص10" : (وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد هدد نساء النبي صلى
الله عليه وآله وسلم "من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين" لأنهن من
حاشية أهل البيت فأهل البيت بالأولى إذا ما ضيعوا وقصروا وعصوا ، ودنسوا ساحتهم
فعلاً ستكون جريمتهم أكبر لأنهم هداة. ) !!! وهذه أول مرة أسمع فيها عن وجود حاشية
لأهل البيت رضي الله عنهم !! فأصخ إلى القرآن كيف يرد على هذا البهتان واحترس من كل
مخادع لك ممن أشرب البلادة وهام في أودية الضلالة بسبب جهله الذي أتعس حاله هو
والكثير من أمثاله الذين سأكشف للناس تهافت كلامهم بسبب بعدهم عن فهم وتدبر آيات
الذكر الحكيم وسأبدأ بذكر الإشكال الذي يثيرونه حول آيات التطهير لنطوي ذكرهم كطي
السماء للسحاب ونكشف للأمة أنهم قد ضرب بينهم وبين العلم بسور ليس له باب
!!.
إشكال حول آية التطهير !! البعض يورد إشكالاً فيقول لماذا قال تعالى : (منكن
، أتقيتن ، تخضعن ، بيوتكن ، تبرجن ،. . ) وكلها بنون النسوة فلما وصل عند آية
التطهير قال (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ولم يقل عنكن ويطهركن ؟!
والجواب بسيط جدا لمن كان يعقل الخطاب وكان من أولي الألباب أذكره باختصار : 1- كل
الآيات الحديث فيها عنهن قبل آية التطهير وبعد الآية فلا شك عند كل عاقل أنهن
المخاطبات رأساً بآية التطهير قال تعالى : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً(34)) الأحزاب
.
ولاحظ كيف يقوم أهل الأهواء والغلو بسل هذه الآية من موضعها وتوجيهها وجهه
معينة من أجل البدعة التي جعلتهم يخترعون معصومين غير الرسول صلى الله عليه وسلم
!!! ودخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية هو الثابت بنص القرآن هذا
الدخول يبطل كل ما روجوه حول المعصومين المزعومين !! بل يرتكبون خيانة علمية
اشتهروا بها حتى أصبحت من خصائصهم وهي بتر الآية عن ما قبلها وما بعدها أثناء
ترويجهم لباطلهم !! بل بتر آخر الآية عن أولها لأن ذكر نساء النبي صلى الله عليه
وسلم يعصف ويدمر كل باطلهم ، ولا تجد أحداً منهم يعلم في أي سورة هذه الآية !! فكيف
يعلم بما قبلها وما بعدها ؟! ورغم كثرة مشاهدتي لهم في التلفاز وقراءتي لكتبهم لم
أجد أحداً منهم يقرأ الآية كاملة كما وردت في كتاب الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ
الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً) لأن العاقل سيقول لهم بداهة : إنها تتكلم عن نساء النبي صلى الله عليه
وسلم فإن كانت دالة على عصمة أحد فلا يكون إلا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم !!
وعلى العموم الآية تدل على فضل أهل البيت على العموم ولا تدل على عصمة أحد فلا
معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- إن الأوامر والنواهي خاصة بنساء النبي
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقط فكان الخطاب بنون النسوة.
3- إن آية التطهير
تتحدث عن بيت هو بيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهذا البيت فيه أهل هن
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقط - حيث أن بناته صلى الله عليه وصحبه وسلم في
بيوت أزواجهن وأبناءه الذكور ماتوا - فكانت الآية لسيد البيت صلى الله عليه وسلم
وزوجاته فمن البديهي أن يكون الخطاب بقوله (عنكم ، يطهركم) وهذا لا يعني عدم دخول
غيرهن لكن المقصود أنهن المخاطبات أصالة في الآيات السابقات بما فيها آية التطهير
هذا أولاً.
أهل البيت في القرآن إن أصر البعض ولم يقنع بما سبق قلنا له : القرآن
الكريم قد ورد فيه ذكر أهل البيت وكان المقصود به الزوجة فقط ، قال تعالى (وَلَقَدْ
جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ
فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ
تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ
إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا
وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)) هود
.
ولم يكن مع إبراهيم عليه السلام سوى زوجته وخوطبت بقوله تعالى : (رَحْمَتُ
اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) وفي قصة موسى عليه السلام قصد
بأهل البيت أم موسى قال تعالى : (وحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ
فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا
تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ (13)) القصص.
والكلام واضح لا يحتاج إلى نقل كلام أهل العلم بل يكفي
تدبر الآيات الواضحات وترك التعسفات.
ثالثاً : في اللغة جاء من معاني كلمة أهل
"الزوجة" وكذلك من معاني كلمة بيت "الزوجة" كما سبق ونقلنا من لسان العرب أما
القرآن الكريم فقد جاء فيه ذكر الأهل إشارة إلى الزوجة فقط في أكثر من موضع قال
تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ
عَلَى النَّارِ هُدًى(10)) طه وقال تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي
آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ) النمل / 7 وقال تعالى (فَلَمَّا قَضَى
مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً)القصص29
وغير ذلك ، ومن المعروف المتواتر أن موسى عليه السلام لم يكن معه أحد سوى زوجته فقط
.
وكذلك إبراهيم عليه السلام لم يكن معه سوى زوجته عندما جاءته الملائكة قال
تعالى : (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ) الذاريات26 رابعاً : إن
بيت الرجل يكون بيتا للزوجة فيقال بيتها رغم عدم ملكيتها له قال تعالى
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ. . . . . ) يوسف23 وقال تعالى
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى) الأحزاب /33 والمقصود طبعا القرار في بيت الزوج وقال تعالى : (لا
تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ) الطلاق /1 وذلك أمر واضح لمن تدبر القرآن وأبعد
من صدره وساوس الشيطان.
خامساً : قد ورد ذكر الأهل في القرآن الكريم وقصد به
أقرباء الأنبياء كالأولاد والزوجة قال تعالى : (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ
امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) الأعراف /83 فتم استثنائها من النجاة ولم
تستثن من الأهل.
سادساً : في قصة يوسف عليه السلام جاء قوله تعالى على لسان
امرأة العزيز (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا
سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً
إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) يوسف25 وقد تعجب شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى من الذين أخرجوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وفي
نفس الوقت أدخلوا امرأة إبراهيم عليه السلام - وغيره من الأنبياء - في أهل بيته
فقال : (والصحيح أن أزواجه من آله فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه علمهم
الصلاة عليه : "اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته" ولأن امرأة إبراهيم من آله وأهل
بيته وامرأة لوط من آله وأهل بيته بدلالة القرآن فكيف لا يكون أزواج محمد من آله
وأهل بيته ؛ ولأن هذه الآيات : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ
بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ
صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً *
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ
قَوْلاً مَّعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فالخطاب كله لأزواج النبي [ ومعهن الأمر
والنهي والوعد الوعيد. . . . . ) فيا لله كل زوجة في الأرض هي من أهل بيت زوجها إلا
نساء نبينا صلى الله عليه وسلم فهن من الحاشية ؟!! تلك والله من الرزايا والبلايا
التي عمت وطمت بسبب الجهل أو الغلو أو قصد النيل من زوجات الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد إخراجهن من أهل بيته !! بل قد وقع في هذا بعض الفضلاء بحسن نية فتابعوا
أهل الغلو الجهلاء !! وما كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها !!.
قلة أدب مع
الله عز وجل أدركته أصابع الشيطان فسول له أقوالاً منكرة قالها دون أن تهتز له شعرة
وأكثر منها حتى أصبحت ظاهرة متفشية في ملازمه وهاك بعضها: 1- ذابوا في الله !!!!
اللهم اغفر لي وسامحني وأنا أنقل هذه الأقوال التي تسيء إلى عظمتك وجلالك وأستغفرك
من روايتها ولكن عذري أني أكشف هذا الباطل وأدل الناس ليعرفوا حقيقة هذا العاطل من
العلم والوقار والذي يقول في ملزمته "في ظلال مكارم الأخلاق - الدرس الأول ص11"
(الكل بحاجة إلي أن يذوبوا في الله. ) !!!!! وهذه مقالة بشعة جداً لا تقال للبارئ
عز وجل ولم يسبقه إليها عاقل !! ثم أعادها من جديد لا يزويه خجل ولا يثنيه وجل فقال
في نفس الصفحة : (الناس إذا ذابوا في الله سبحانه وتعالى قبلوا جميعاً كلمته
الواحدة هديه الواحد) !!!!!.
2- قتلنا القرآن !!! دعوة للجهل مع قلة أدب منقطعة
النظير في استخدام الألفاظ عند حديثه عن كل مقدساتنا ومنها حديثه عن القرآن الكريم
وأصول الفقه حيث يقول في ملزمته "الثقافة القرآنية" ص17 : (أصول الفقه هو فن يضرب
القرآن ضربه قاضية ، يضرب القرآن ضربه شديدة ، يضرب فطرتك ، يضرب توجهك نحو القرآن
، يضع مقاييس غير صحيحة تدخل إلى القرآن والقرآن بشكل آخر، ولهذا نجد أنفسنا كيف أن
القرآن لم يعمل عمله فينا، لم يستطع القرآن لأننا وضعنا عوائق أمام فهمنا له ، أمام
اهتدائنا به ، أشياء كثيرة حالت بيننا وبين أن نفهمه ، وبالتالي قتلناه ، وأصبحنا
أمة ميتة أصبحنا أمة ميتة ، أسأنا إلى أنفسنا ، وأسأنا إلى القرآن الذي هو أعظم
نعمة من الله علينا. . ) !!!! فها هو يملخ في الباطل ملخاً ويقول في القرآن كلمة لو
مزجت بماء البحر لمزجته (قتلناه) !! وأما أصول الفقه فهو من أعظم العلوم التي يفر
من تعلمها الجهال ولا يتقنها إلا الراسخون في العلم.
3- عبارة غير مؤدبة !!!
يعترف باستخدام العبارات غير المؤدبة مع الله عز وجل فيقول في ملزمته "دروس من سورة
آل عمران - الدرس الأول ص12: (نحن حتى عندما نؤمن بالثقلين كتاب الله وعترة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ربما - وإن كانت عبارة غير مؤدبة - لكن لنعرف نفهم
نحن أنا نحن المظلومون لم تصبح وضعيتنا كوضعية من كان في حياة النبي صلوات الله
عليه وعلى آله ، ونحن في زمان أطول ، ونحن من وُوجهنا من قبل أعداء أشد خبثاء وأكثر
قوة ، أليس هذا الذي حصل ؟ لو نريد أن نُقاصي الله ، ولولا أنه يعلم أن في المسألة
كفاية لكان بالإمكان أن نقول : كان تنعكس القضية كان اجعل محمداً يأتي في القرن
العشرين وقت الشدة وقت الأزمات ، لكن لا ؛ لأن الله يعلم أن في المسألة كفاية وفوق
الكفاية ، أن عترته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم كفاية وفوق الكفاية ، أن يكونوا
أعلام للأمة ومع هذا نقول : لم تسوغ لنا المسألة ، ولا نريدهم. ) !! فها أنت أخي
القارئ قد سمعت اعترافه بأن العبارة غير مؤدبة فكيف جاز له استخدامها ؟!! والعبارة
هي : (لو نريد أن نُقاصي الله) !! والمقاصاة لا تكون إلا بين الأنداد فهل أصبح هو
ومن معه أنداداً لله عز وجل حتى يقاصيه ؟ (. . .
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) الكهف 5 4- الابتذال !! لا يكتفي
بالكذب لترويج باطله !! بل يضيف إلى ذلك كلمات بذيئة تمجها الأسماع وتنفر عنها
الطباع ومنها ما قاله في ملزمته "الثقافة القرآنية ص13" : (فعندما نتعامل مع القرآن
لا نتعامل معه بابتذال وكأن كل شخص يستطيع أن يفسره هو بمفرده، بل يكون همك هو أن
تتدبر أنت وتتذكر أنت، تقرأ القرآن للناس كما قال الله عن رسوله "وأن أتلوا القرآن"
(النمل: من الآية 92) القرآن بظاهرة يعطي الكثير للناس، ولأن الناس قد تأثرت نظرتهم
للقرآن سلباً أعط تعليقات كمقدمات بسيطة حول الموضوع ثم تأتي بالآيات القرآنية ، لا
تنطلق كمفسر من انطلقوا كمفسرين لم يقدموا القرآن بالشكل الصحيح ، عندما تقرأ
(الكشاف) للزمخشري ، أو تقرأ (تفسير الطبري) أو تقرأ تفاسير أخرى تراهم يغفلون
الحديث عن آيات مهمة جداً، نحن أحوج ما نكون إلى فهمها اليوم ، فهي مرتبطة بواقع
الناس ، مرتبطة بحياة الناس ، مهمة جداً ، يقفز عليها وانتهى الموضوع ، ينطلق ليفسر
مفرداته وإذا كان هناك حكم معين يستنبطه أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى
الموضوع. ) فاللهم إنا نعوذ بك من شره اللسان وفضول الهذر وأي هذر أكبر من هذا الهذر
(فعندما نتعامل مع القرآن لا نتعامل معه بابتذال) ؟! وهل يليق بالقرآن أن تُستخدم
معه هذه الكلمة (الابتذال) ؟ ومن الذي يتعامل مع القرآن بابتذال ؟ إنهم كما يقول
هذا الضال الزمخشري والطبري وغيرهم من المفسرين !! ثم ساق كذبة أوهن من بيت
العنكبوت ليدلل على تعامل المفسرين بابتذال مع القرآن - وأعوذ بالله من هذا الهذيان
- وهي قوله : (أو تقرأ تفاسير أخرى تراهم يغفلون الحديث عن آيات مهمة جداً ،
. . .
يقفز عليها وانتهى الموضوع ، ينطلق ليفسر مفرداته وإذا كان هناك حكم معين
يستنبطه أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى الموضوع. ) !!! فلو كان صادقاً
لذكر أمثلة من الآيات التي غفل عنها المفسرون ؟ ولساق أدلة يثبت بها أن المفسرين
قفزوا وتجاوزوها ؟ ولاحظ قوله الباطل : (يقفز عليها) !! والخلاصة أنه يأمر من كان
على شاكلته وشكله بالإعراض عن كتب التفسير ولهم أن يفسروا القرآن الكريم كما يريدون
فليعتبر العاقل بحالهم وليحذر من سلوك طريقهم!!.
