;

المحافظون ...عام ونيف من انتخابهم ... ماذا حققوا.؟ 773

2009-12-05 04:45:08

علي منصور
مقراط


عام ونيف وأكثر مضى منذ أجريت أول انتخابات
لمحافظي المحافظات الحاليين وأمين العاصمة وهذه الانتخابات التي اعتبرها المراقبون
والمهتمون بالشأن السياسي والنهج الديمقراطي إضافة جديدة لتطوير التجربة
الديمقراطية في بلادنا، فقد أستبشر فيها المواطنون الذين ينتخبون فيها ممثليهم
بالهيئات الناخبة محافظاً لهم من أوساطهم لقيادة محافظتهم..
لكن وعلى الأرجح أن
هذه
المدة التي هي ليس بالقليله فإن
المتابع لعمل ونشاط محافظينا الحاليين ويقيس النجاحات والإنجازات التي حققوها
لمواطنيهم خلال هذه الفترة فإن بعضهم استطاع أن يقدم عملاً ملموساً لا يستطيع أحد
إنكاره فيما محافظين جاءوا إلى كرسي المحافظة في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد
واقل ما نصفها بالصفيح الساخن الأمر الذي عرقل مشاريعهم وأحبط أجندتهم...
ولكم
أن تتصوروا المشهد الأمني المنفلت الذي وصلت إليه محافظات أبين ولحج والضالع
وانتشار الفوضى وأعمال العنف والنهب والتخريب والتقطع واختطاف السيارات هذه الفوضى
العارمة من عصابات إجرامية تبلغ انحطاطها إلى حد ارتكاب جرائم القتل وسك دماء
الأبرياء وتدمير البنى التحتية القائمة لمديريات أصبحت في خبر كان..
هناك من
يشارك هذه العصابات مثل عناصر الحراك وقوى المعارضة التي تدفع بذلك انتقاماً من
النظام دون استشعار بالمسؤولية.
* أمام تراجيديا هذه الأحداث المتسارعة والفلتان
الأمني ماذا باستطاعة محافظ لحج الأستاذ/ محسن النقيب أن يقدمه أو لينجزه من مشاريع
خدمية بعد أن وقفت عناصر الشر والإجرام حجر عثرة أمام سير العمل بالمشاريع والمعروف
أنه لا تنمية بدون أمن واستقرار ولو محسن النقيب وصل إلى كرسي المحافظ في زمن آخر
لكان من المحافظين الناجحين نظراً لتجربته الطويلة بالعمل الإداري وملكاته القيادية
وبالمثل يصعب على اللواء علي قاسم طالب محافظ الضالع أنجاز مشاريع البرنامج
الاستثماري والضالع أصبحت ساحة الحراك المسلح الذي وصل إلى قتل الجنود الأبرياء في
الأزارق وقيام العصابات بمهاجمة المراكز الأمنية وزاد المكاتب والقيادات الأمنية
والإدارية في هذه الأوضاع الحرجة ستتعطل كثير من المشاريع.
والحال لا يختلف عند
محافظ أبين م.
أحمد الميسري الذي رقم حماسه وحيويته كمسؤل شاب ونزيه ومخلص إلا
انه وصل على ملفات شائكة ومتراكمة وفساد متأصل ومراكز قوى نافذة ورقم دخوله في صراع
غير متكافئ معها التنفيذ مشروعه الإصلاحي واحداث التغيير إلا أنه واجه مصاعب ومخاطر
دشنت بتوجيه صاروخ آر.
بي جي.
إلى منزله بدار السمه ليلاً وأعقب ذلك تدهور
الأوضاع الأمنية ثم شنت عاصر الحراك في تحالف خفي مع مركز فساد ونفوذ حملتها
الواسطة وسقطت جعار بأيدي عصابات خارجة عن النظام وحين نفذت حملة أمنية فيها لم
يكتب لها الاستمرار في إعادة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها لأسابيع وعادت إلى نفس
المشهد التدميري تلاء ذلك تحول مركز المحافظة وعاصمتها زنجبار إلى ساحة للفوضى
والعنف والمظاهر المسلحة والنهب والتخريب وكان أسوأها قتامة اليوم 23 يوليو الدامي
كل ذلك يصعب وصفه وقلنا كثيراً وكررنا النداءات بتفعيل الأداء الأمني لردع عصابات
التخريب التي روعت سكان المدينة المدنيين المسالمين..
لكن لم نجد أية مؤشرات أمل
لعودة السكينة إلى زنجبار فيما المديريات الريفية الأخرى صارت تغرد خارج
السرب..
واللافت للنظر أن كثيراً من المسؤلين يعملون بشريحتين والمحافظ يعمل
لوحده ولا داع لنكران هذا القول عن الظروف المؤسفة التي يعمل فيها محافظ أبين
م.أحمد الميسري..
ولكم أن تتصوروا في مثل ذلك ماذا باستطاعة الرجل فعله فيما
لوبي الفساد ينخر المحافظة والحراك بعناصر الهمجية يستهدف إزاحت الميسري ولولا
عزيمته وقوة إرادته لقدم استقالته فيما برزت الأحداث المؤسفة في محافظة شبوة مؤخراً
إلى الواجهة وهي محافظة منكوبة بالثأر القبلي ومع الأخ المحافظ علي الأحمدي مسؤل
مجرب وعاقل..لكن سباق العواطف لن تسعفه على السيطرة كما نقيس بنص الواقع وتصاعد
المشكلات بتداعياتها المعقدة والفلتان الذي تعيشه.
* حسناً لم أبالغ في تصوير
المشهد في المحافظات الأربع بهذه القتامة..
لكن الحقائق صارت هكذا، تقول فيما
لازال محافظ عدن د/ عدنان الجفري يعمل على نار هادئة في محافظة نعتبرها قلب اليمن
النابض يواجه المشكلات المتفجرة محافظ حضرموت وكذا محافظ المهرة الذي قيل أنه يتخذ
من صنعاء مقراً لإقامته لظروف استثنائية.
* بقي القول وأنا لم اعرج على بقية
محافظات البلاد في هذه التناوله الخاطفة أننا لن نعفي المحافظين من مسئولياتهم وعلى
حد تعبير الكاتب الصحافي المتمكن عبدالله الصعفاني فإن المحافظ يمثل رئيس الجمهورية
ورئيس الوزراء في محافظته فهو يشرف ويقود جميع المكاتب والمصالح وكل آليات العمل
ويرعى المواطنين ويتحمل شكاويهم ومظالمهم ويصرف شؤونهم وينصفهم ويعرف المبدعين
والمخلصين ويلفت إلى الفقراء والمحتاجين فإن قام بهذه المهمة كاملة نجحت وظائف
وأدوار الدولة بالمحافظة وأن تقاعس وأهمل واغلق على مكتبة بالضبة والمفتاح انهارت
الأوضاع واستوطن الفساد وعشعش وعمت الشكاوي والصرخات الصاعدة بسب الإهمال والانغلاق
على الذات الانفتاح على الواجهات والشلل والمقربين على حساب الوظيفة العامة والدور
العام وضمير المسؤولية..
والأرجح إذا لم يقم المحافظ بذلك الدور فيما هو عمله
وما هو دوره ماذا تبقى لوظيفة المحافظ من المعنى والمبنى وإذا لم يكن نشاطه محط
تقدير واحترام مواطني المحافظة فأين الاحترام للذات والتقدير للثقة التي منحت له في
الانتخابات والقيادة صاحبة القرار.
* مسك الختام ولهذا الموضوع بقية في
تناولاتنا القادمة لكي نمر على بقية المحافظين إلا أنني أدعوا المحافظين وانصحهم
بأن يفتحوا صدورهم للمجالس المحلية ومنها الهيئات الإدارية وفي الأول نوابهم الامنا
العامين الذين يجب أن يكونوا محل ثقة للعمل المتماسك معهم وعدم تهميشهم وتحجيم
صلاحياتهم وان تكون كلمتهم مسموعة كونهم منتخبون من قبل الشعب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد