;

مؤسسات الإقتصاد والقدر القاسي ؟؟"الحلقة «51» 944

2009-11-21 05:01:15

تطرقنا
إلى أن ما وصفته مجلة اقتصادية ب"الثورة لدى فورد" لم يتحقق بسبب ضغوط أفرزتها
مشكلة مالية معينة، فالمشكلة كانت قد جنت في عام 1994 أرباحاً تجاوزت ستة مليارات
دولار، إن "تروتمان وفريقه" الإداري في قيادة المؤسسة حققوا ما أتاحه لهم استخدام
أحداث تكنولوجيا في شبكه الربط الشمولية،ولاشك أن الجميع سيقتفون خطى هذا التطور
وليس قطاع السيارات فقط.

فبالنسبة
لكل قطاع وكل مهنة هناك ثورة جذرية في عالم ثورة لن يسلم منها أحد إلا بصعوبة ولقد
ضاعت سدى كل الجهود التي بذلها السياسيون والاقتصاديون للعثور على بدائل لفوضى
العمل الضائعة في مؤسسة بناء السفن فولكان ومصانع إنتاج الطائرات "داسا"، أو في
مصانع "فولكس فاجن" لإنتاج السيارات كما أنتشر الخوف من ضياع فرصة العمل بين
العاملين من المكاتب أيضاً وراح يلقي بظلاله حتى على تلك القطاعات الاقتصادية التي
كانت إلى حين من الزمن من منأى من مغبته.
وأوضحت الأعمال التي كان المرء يرى
فيها مهنة سيستمر العمر كله في تأديتها فرصاً مؤقتة ومن كان في الأمس متخصصاً بمهنة
ذات مستقبل براق صار مهدداً بأن تتحول كل كفاءاته بين ليلة وضحاها إلى قدرات لا
قيمة لها.
وعلى هذا النحو تلبدت السماء بالغيوم بالنسبة لما يقارب نصف المليون
مستخدم في قطاعي المصارف والتأمين فمنذ أن بدأت مؤسسات الاقتصاد المالي تتصارع فيما
بينها على المستوى العالمي صارت المنافسة العالمية تنذرهم بقدر قاس لم يعشه من قبل
سوى العاملين في قطاع النسيج فقط وكانت هذه التحولات قد بدأت بادئ ذي بدء باستخدام
وسائل السحب الآلي وبإدخال أجهز الطبع التي يأخذ الزبون منها بنفسه كمشرفي حسابه من
ناحية أخرى أخذت الآن بعض المصارف وشركات التأمين وصناديق الاستثمار تدخل أسواق
الادخار والقروض الأوروبية عامة والألماني منها على وجه الخصوص فعلى سبيل المثال
تعطي American Express منذ عام 1995 على ما لديها من حسابات جارية فوائد أعلى من
الفوائد التي يحصل عليها أصحاب دفاتر الادخار كما بوسع زبونها أن يكلفها على مدار
الساعة وبواسطة الهاتف أو عن طريق ما لديه من كمبيوتر بإنجاز كل ما يحتاج إليه من
خدمات مصرفية فنقل مدخراته لديها من مجال إلى أخر ذي فائدة أعلى لا يستغرق سوى
دقائق لا بل بوسعه أن يطلب منها أن ترسل له المبلغ الذي يحتاج إليه نقد إلى المنزل
وكذلك Fidelity Investemts التي يقع مركزها الرئيسي في مدينة بوست في ولاية
Massachusetts الأمريكية التي هي أكبر صندوق استثمار في العالم فهي أيضاً تبيع من
فرعها الكائن في لوكسمبورغ أوراقها المالية هاتفياً في كل أرجاء الاتحاد الأوروبي
ولا ريب في أن استراتيجيات التسويق هذه قد قلبت الهياكل التقليدية في المعاملات
المصرفية رأساً على عقب فإذا كان التوسع في شبكات الفروع قد بشر فيما مضى من الزمن
بالخير وذلك لأنه كان يضمن تغطية أكبر عدد ممكن من الزبائن فإنه غدا الآن عبئاً
مالياً وضرراً فادحاً في القوة التنافسية ولذا راحت كل بيوت المال الألمانية الكبرى
تنشئ مؤسسات مستقلة عن المؤسسة الأم شبيهة بمصرف الأربع والعشرين ساعة أو أدفا نسي
بنك Advance اللتين يقف وراءهما فرانيسبنك وذلك بقية تغطية المعاملات التي تتم عبر
وسال الاتصالات الالكترونية الحديثة وبالتالي فسيعقب البدايات الأولى تقليص متطرف
للفروع في السنوات القادمة ومعنى هذا أن الكثير من المختصين بالعمل المصرفي من حملة
شهادة البكالوريا أو من خريجي المدارس المهنية سيفقدون عملهم ولن تكون هناك حاجة
إلا إلى عدد قليل منهم على الرغم من كل برامج التدريب المكثفة التي نالوها والتي
حققت لهم رواتب عالية حتى الآن، لقد فقدت هذه المهنة الكثيرة من صيتها التقليدي
حينما كان الناس ينظرون إلى الموظف في المصرف على أنه جار لطيف المعشر وذو دخل
معتبر فعلى سبيل المثال لم يعد المصرف المسمى Dlaloy VB وهو مصرف مباشر Direkbank
أي مصرف يجري التعامل معه عبر قنوات الاتصال الإلكترونية والبريد فقط، وتابع لمصرف
Vereinsbemk Bayerische يأخذ بمستويات الأجور المتفق عليه مع النقابة العمالية،
فبدلاً من الثلاثة والعشرين إلى الثلاثين ماركا المتعارف عليها لا يحصل العاملون
لديه إلا على ستة عشر ماركاً فقط في الساعة أي أقل من الأجر المتعارف عليه في مهن
التنظيف.
أضف إلى هذا أن هذا المصرف البافاري الكبير قد ألغى بالنسبة إلى
العاملين الجدد المكافآت السنوية التي تدفع إلى المستخدمين القدماء إبان الإجازة
السنوية وأعياد الميلاد من ناحية أخرى يتعين على المستخدمين أن يكونوا متأهبين
للعمل على مدار الساعة وحتى في عطله الأسبوع دونما مكافأة أضافية وأخذت السماء
تتلبد بالغيوم حتى بالنسبة إلى الخبراء الذين يقومون بفضل خبرتهم الواسعة وتخصصهم
الدقيق بإرشاد عملاء وزبائن عظيمي الثراء وبالنسبة إلى ملايين البهلونات في سوق
المال العالمية المستخدمة لأحدث تقنية الكترونية فخمسة من بيوت المال الألمانية
أشترت في لندن حصصاً في بعض مصارف ا لاستثمار بغية تركيز عملياتها الكبرى هناك ومع
هذا فإن فرصة النجاح لمواطن ألماني راغب في العمل لدى Kleinwort Banson أو Morgan
Grenfell اللذين شارك في ملكيتهما كل من المصرفين الألمانيين Deutsche Bank
Dresdmer على التوالي فرصة ضئيلة جداً حتى وإن كان هذا المواطن مستخدماً في المصرف
الألماني المالك نفسه فأرباب العمل هناك يفضلون استخدام المواطنين الأنجلو
سكسونيين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد