;

المسؤول في ميزان الإسلام 947

2009-10-31 06:32:31

الشيخ/
هاني كرد


المسؤولية في الإسلام تكليف لا تشريف، وهي أداء
للواجب وإعطاء للحق لا يصلح للإنسان أن يزكي نفسه في طلب القيام بالمسؤولية لقوله
تعالى: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"، بل إن الإنسان إذا طلب المسؤولية
والمنصب وتشوقت نفسه إليه حرم منه، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت
على النبي أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر
مثله، فقال: إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه".

ومن هنا نعلم أن شروط اختيار المسؤول الذي يتم اختياره لوزارة
أو إدارة أو أي منصب يخدم مصلحة الناس ويعنى بشؤونهم أن يتصفوا بعدة صفات وشروط
منها: 1- الأمانة والقوة حتى لا يخون فيما قد أؤتمن عليه ولا يغش فيما قد استنصح
فيه وحتى لا يكون ضعيفاً يخل بمباشرة العمل ومتابعة التنفيذ قال تعالى: "إن خير من
استئجرت القوي الأمين".
2- صدق اللهجة وحسن السيرة حتى يوثق بخبرة فيما يؤديه
ويعمل على قوله فيما ينهيه، فلا يعد الناس بتحقيق مطالبهم ثم ينكث ولا يمنيهم بخدمة
لا تتم ولا منفعة لا تحصل ويسعى جاهداً في إنفاذ مطالبهم أو شيء منها فإن لم يستطع
فلا يبخل عليهم بكلمة طيبة ونصيحة مخلصة.
3- قلة الطمع حتى لا يرتشي فيما يلي
ولا ينخدع فيتساهل ومن أعظم مساوئ المسئول أن يجعل من منصبه مغنماً يحقق من خلاله
مصالحه الشخصية ورغباته الذاتية كما هو حال الكثير من مسئولينا في هذه الأيام فمن
ضيع أمانة أو خان وظلم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد استرعاه الله
رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة".
ولقوله: "ينادي منادٍ يوم القيامة:
أين الظلمة وأعوان الظلمة فيجتمعون كلهم حتى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة
فيجمعون ويلقون في النار".
4- أن يصفي ما بينه وبين الناس من عداوة وشحناء فإن
العداوة تمنع التعاطف وتسد باب التعاون فمن كان مكروهاً لا يصلح إماماً
للصلاة.
5- أن يكون فاهماً لعمله مدركاً لواجباته قال تعالى: "قال اجعلني على
خزائن الأرض إني حفيظ عليم"، فالكفاءة في العمل والقدرة على الإدارة من أسباب
التوفيق.
6- أن يكون المسؤول ذكياً فطناً حتى لا تدلس عليه الأمور فتشتبه ولا
تموه عليه فتلتبس. .
وفي الحديث الصحيح: "المؤمن كيس فطن".
7- أن لا يكون من
أهل الأهواء فيخرجه الهوى من الحق إلى الباطل فيؤدي ذلك إلى ضياع الحقوق.
8- أن
يملك قدراً من الحنكة والتجربة التي تؤدي إلى صحة الرأي وصواب التدبير فإن التجارب
خبرة لعواقب الأمور.
9- إن تولى المسؤولية لأهل الصلاح والتقى والعفة والنزاهة
فلا يجوز تولية المفسد والسفيه الفاجر لقوله تعالى: "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع
دينكم"؛ لأنه لا يؤمن المكر والشر من المخالفين للدين.
وهكذا نجد أن المسؤول
الذي يقع عليه الاختيار في تحمل أي مسؤولية لا بد أن يستوفي هذه الشروط أو أكثرها
وهو بحصوله عليها لا يعتبر أفضل الناس بل أكثرهم حملاً وأثقلهم واجباً يزاد في
ثوابه ومقامه بقدر أدائه لتلك الواجبات.
فإن طبقت هذه الشروط في أي مسؤول انخفضت
الشكاوى والمشاكل، وإذا انعدمت هذه الشروط في المسؤولين كثرت المشاكل والشكاوى
وأكبر شاهد على ذلك الواقع الذي نعيشه.
فهناك شكاوى كثيرة عن تفشي ظواهر مرضية
عند كثير من الإداريين والموظفين والمسؤولين ومن هذه الشكاوى انتشار الأنانية والغش
والخداع في المعاملة والتسيب في الإدارة واستغلال المناصب لمنافع شخصية ومآرب ذاتية
وهناك شكوى خيانة بعض المسؤولين وأنهم غير مخلصين وأنهم لا يتقنون أعمالهم
،والإسلام قد وضع مبادئ صحيحة لحماية العمل من الغش والخيانة ومن ذلك: اختيار
الموظفين الأمناء "الرجل المناسب في المكان المناسب".
تحريم أكل أموال الناس
بالباطل وإعطاء العمال أجورهم.
تحريم الغش في الأعمال.
تحريم أكل الأموال
العامة واستغلال المناصب من أجل المنافع الشخصية.
على المسؤول عدم قبول
العطايا والهدايا.
فهل مسئولونا قد انتهبوا إلى هذه الأمور؟ وهل مسؤولونا من
الصف الأول الذي علم فعمل بما يرضي الله أم أنهم من الذين علموا ولم يعملوا أم أنهم
من الذين علموا وعملوا بخلافه؟ إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة
أعظم وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد