كفى محمد سليمان الشوكاني
قد يقول القائل وحق له أن يقول لماذا الكلام على الخميني ودولته؟ بل وتكثرون من الكلام فيه بما لا ينبغي؟ بل يجب السكوت عنه والتقاضي عن الهفوات والزلات الحاصلات منه ومن بعض آيات دولته؟ أقول أن الكلام على الخميني وطهران يعود إلى أمرين أساسيين:
الأول أن عقائد هذه الدولة مخالفة لشرع الله فيما ستراه وأنها طرحت بلسان الخميني ونص دستورها فكرة جديددة في محيط التشيع الاثنى عشري، أثارت جدلاً بين شيوخ الشيعة بين مؤيد ومعارض تلك هي فكرة نقل وظائف المهدي وصلاحياته المحبوس في طرابلس عند القذافي بعد طول غيبته وتآخر خروجه إلى الفقيه الشيعي بالكامل كما سيأتي تفصيله في هذه الحلقات والحديث عن آثاره، حيث أن الخميني استولى تماماً على وظائف مهديهم المنتظر بعد قيام دولته.
الأمر الثاني: بأنه قيل إن هذه الدولة هي التي تمثل الإسلام في هذا العصر، وشيوخها هم المراجع للمسلمين، ومؤسسها من المجددين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وراج هذا على بعض المسلمين وقيل بعد قيام دولتهم بأنه قد عاد "المذهب الشيعي إلى نقائه الأصيل ولاء لله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحباً لآل البيت حباً صادقاً لوجه الله لا يفقد صاحبه احترام غيرهم من المسلمين وخصوصاً صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء ذلك في مجلة البلاغ الكويتية العدد "512" 9 ذي القعدة 1399ه.
وزعمت بعض الصحف أن ردود الفعل التي أحدثتها حركة خميني كان مبعثها أن حركة الخميني حركة إسلامية مائة في المائة كما في مجلة الاعتصام المصرية العدد الخامس سنة 1399ه في ربيع أول.
ورشحت مجلة المعرفة التونسية في عددها التاسع ذي الحجة 1399ه الخميني لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ومضت على هذا النهج مجلات أخرى كالرائد الألمانية في عددها "34" ذي الحجة 1398ه "ص25-26" والدعوة الإسلامية المصرية العدد "30" 1398ه والرسالة اللبنانية العدد "29" 1399ه والأمان اللبنانية "31" 1399ه وغيرها وهذه المجلات كلها منتسبة لأهل السنة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد كتب بعض المنتمين لأهل السنة كتابات عن الخميني وثورته يشيد بها ويعدها المثال الصادق للحكومة الإسلامية وأصدرت بعض الحركات الإسلامية بيانات تثني وتؤيد المنهج الخميني حتى جاء في بيان التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وصف حكم الخميني بأنه الحكم الإسلامي الوحيد في العالم أصول مذهب الشيعة" للغفاري "3/13771379".
وما دروا أن الخميني يصرح بهذا الكفر السحيق بل ويتهم به كل مواطنيه في إيران حيث يقول كما في "كشف الأستار" "99":" إن طهران يوجد فيها مشتر لكل متاع، وإن أحداً لو ادعى الألوهية فإنه سيجد من يتبعه" وقد مهد لهذا الادعاء الذي ادعاه هو حيث قال: "إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناءً شامخاً للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه كما في "كشف الأسرار" "123".
وأما ادعاءه الألوهية فكما يقول الدكتور موسى الموسوي: أن الخميني ادخل اسمه في أذان الصلوات وقدم اسمه على اسم النبي الكريم فأذان الصلوات في إيران بعد استلام الخميني للحكم وفي كل جوامعها كما يلي: "الله أكبر، الله أكبر "خميني رهبر" أي أن الخميني هو القائد، ثم أشهد أن محمداً رسول الله، الثورة البائسة "162163" بل لم تذكر شهادة أن لا إله إلا الله أصلاً وقد يكون هذا سهواً من الموسوي رحمه الله كما قال الغفاري في أصول مذهب الشيعة "3/1392".
وإذا كان شيخهم ابن بابويه في القرن الرابع يرى أن قول الشيعة في الأذان "أشهد أن علياً ولي الله" هو من وضع المفوضة لعنهم الله تعالى كما في كتابه "من لا يحضره الفقيه" "1/188189" والمفوضة من غلاة الشيعة زعموا أن الله خلق محمداً ثم فوض له خلق العالم وتدبيره، ثم فوض محمد تدبير العالم إلى علي فهو المدبر الثاني وانظر عن المفوضة مقالات الإسلاميين" للأشعري "1/88" و"الفرق بين الفرق" للبغدادي "251".
ويقول قلب الله الخميني: "لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن وهو نحن ونحن هو" "مصباح الهداية" "114" ناقلاً له عن أحد أئمته وقال في "مصباح الهداية" "145" تحت قوله تعالى: "يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون" قال: أي ربكم الذي هو الإمام وهذا الكلام تأليه صريح لعلي ولو كان علي موجوداً لأحرقهم بالنار ولقتلهم أشد قتلة كما فعل بأسلافهم السبئية.
وسيأتي مزيد تفصيل وبيان في باقي الأيام.
