;

حكاية من المقاهي 769

2009-04-30 05:11:30

نبيل مصطفى الدفعي

بداية أود الإشارة إلى أن جميع الأسماء الذي أذكرها في مقالاتي حكاية من المقاهي هي أسماء غير حقيقية وذلك حفاظاً على سرية الأسماء الحقيقية وذلك بناء على طلبهم واحتراماً لأخلاق المهنة.

موضوع اليوم في حكاية من المقاهي موضوع ظريف وبنفس الوقت حماسي يتعلق بكرامة الإنسان "عندما تحس من شخص أجنبي يحتل وطنك".

كان الناس جلوساً في المقهى فدخل عليهم الوالد أنيس ليسلم على الحاج سالم وبعد السلام والسؤال عن الصحة والأحوال والأهل وأطمئنان كل واحد على الآخر انتقل الحديث إلى مواضع متشعبة وأختتم بعباراة مداعبة من الحاج سالم للوالد أنيس قائلاً له هالطمت الأنجليزي مكانها توجعك، فأجاب الوالد أنيس بشتمة للحاج سالم وخرج من المقهى مسرعاً وكأنه لا يريد أحداً أن يلاحظه.

كل ذلك جرى وأنا أنظر اليهم وأستمع لحديثهم بحكم قرب طاولة جلوسي في المقهى منهم.

هذا بالإضافة إلى أن وضع مقاهي عدن يجعلك وغصباً عنك وبدون قصد تستمع لأحاديث الجالسين في المقهى لسبب أن أغلب الطاولات كبيرة ويشترك في الجلوس عليها عدد من رواد المقهى أوضحت ذلك حتى لا يقول أحد علي بأني فضولي وأسترق السمع.

عموماً كنت أعرف الحاج سالم ونشأت علاقة طيبة بيننا بحكم ترددنا على المقهى فأنتقلت لأجلس بجانبه لنتبادل الحديث وخلال ذلك سألته ما قصة الإنجليزي مع الوالد أنيس!

ضحك الحاج سالم ضحكة كبيرة وقال لي محذراً أولاً سأقول لأننا لا نريد ذلك الموضوع قد أنتهى زمن من أيام الأحتلال الانجليزي وثانياً فيه احراج.

الحكاية ياأبني وقعت أيام الاحتلال البريطاني لعدن وكنا أنا والوالد أنيس أصدقاء منذ الصغر وكان عمرنا عشر سنوات وقررنا نروح نتسبح في واحد من بحور عدن سكته من أهلنا, قول رحنا إلى الشاطئ وخلعنا ملابسنا وبقينا بسروال السباحة وخفنا على ثيابنا من السرقة فدفناها بحفرة وخلينا واحداً من صنادلنا فوق الحفرة أماره، وذهبنا للبحر للسباحة ولعبنا وسبحنا وعندما خرجنا نريد ثيابنا لم نجد حاجة أي سرقت فقررنا نروح بثياب السباحة وكنا مستحيين من الناس واتفقنا نقول عندما يسألنا أحد فين ثيابنا نقول نحن نتمرن لمسابقة المدرسة وهكذا مر الحال ولكن عند عودتنا وأجهتنا دورية جنود الاحتلال البريطاني في مدخل شارع رئيسي فقررنا أن نمر من جانبهم, فنحن أطفال ولكن استوقفنا أحد الجنود وبدأ يكلم واحداً من الجنود الآخرين وهو يضحك, فلم نفهم، وصاح علينا مع إشارة توضح أنه يريد أن نخلع السراويل القصيرة ونبقى عاريين، فخفنا، فخلعنا السراويل واصبحنا عاريين, فأمرونا بالذهاب وهم يضحكون.

وهكذا واصلنا حتى بيوتنا التي استقبلنا فيها أهلنا بالضرب أيضاً لعدم حيائنا وفي هذه الحادثة أصبح الوالد أنيس يكره الانجليز وشارك في الكثير من المظاهرات.. هذه الحادثة أيقضت شرارة نضاله ومقاومته لهم لإحتلالهم وطبعاً عندما نمزح معه نقول له حاربت الأنجليز لأنهم لطموك وأخذوا سروالك وخلوك عريان وهذا ما يجعله يزعل ويشتم. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد