إسماعيل صالح السلامي
كثيراً ما نسمع عن الحراك الجنوبي وكل فرد جنوبي أياً كان وفي أي مكان صار يدعى بالانفصالي أو أعداء الوحدة عن طريق مجموعة من الكتاب والإعلاميين الذين تقودهم المادة للكذب والدجل لتغطية الحقيقة فقد صار من يطالب بحقوق شرعية ويخرج إلى الشارع يبحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة يلقب بالانفصالي والخارج عن القانون والإرهابي وووو... إلخ.. متجاهلين أننا الجنوبيين كنا وحدويين أكثر من أولئك الذين يلقبون أنفسهم بصانعي الوحدة اليمنية على حد قولهم حيث تنازلنا عن دولة وشعب بأكمله لنخضع للنظام والقانون والمصلحة العامة للوطن والمواطن فالوحدة المباركة كانت بأيدينا وتنازلانا من أجل الوطن وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل سندعي إلى الانفصال لنقضي على عمل أيدينا؟ ومع ذلك فها نحن حالياً نعيش محرومين من حق المواطنة وكأننا مستوردون من الخارج كعبيد لهم وليس لنا أي حق من خيرات الوطن أو حتى المطالبة بذلك ومن طالب فقد خرج عن القانون ليغتنم الفرصة المنافقون لتحقيق أهدافهم المادية فيبثون أكاذيبهم ودعاوى الانفصال لكل أبناء الجنوبيين بدون استثناء.
فنأكد مجدداً بأن أبناء الضالع الوحدويين لا يطالبون بالانفصال ولم يفكروا بذلك وما حدث في محافظة الضالع من مظاهرات فإن هدفهم هو لفت اهتمام الدولة لتلبية مطالبهم الشرعية ولكن الإعلاميين ومع احترامي لهم باتوا يخرجون عن الحقيقة ويبالغون بالأحداث بل ويعطون أحداثاً لم تحدث دون أن يدركوا عواقب ذلك فكلمة انفصال التي باتت الكلمة الوحيدة في ألسنتهم ودائماً على رؤوس أقلامهم ليست كلمة سهلة كما يتوقعون فهي كلمة تدعي إلى سفك الدماء والعودة بالوطن إلى الوراء ولذلك فمن المستحيل أن يطالب أحد عاقل بذلك وخصوصاً أبناء الضالع كونهم لا يمتلكون أي ثروة داخلية تمكنهم من الاستقلال وظروفهم المعيشية غير مؤهلة لذلك ولا زال القات مصدر الدخل الوحيد للأسرة فكيف سيحلمون يوماً ما بالانفصال ذلك الأمر الذي يثير الاستغراب ويبعث على التساؤل هل أن ذلك الكتاب لا يعون ما يكتبون وقد صاروا مؤلفين للأخبار؟ أم أنهم شاهدوا مجموعة من المخلولين عقلياً يطالبون بالانفصال فحكموا على الجميع بذلك؟ أم هو ارتفاع سعر القات الضالعي الذي جلب الحقد إلى قلوب الصحفيين على أبناء الضالع؟. فقد غابت المصداقية ولم تعد وخصوصاً مع عدم وجود قوانين يتقيد بها الإعلاميون في نقل الأخبار فلا ينقل إلا حقيقة يرافق ذلك انعدام حب الوطن والسعي نحو المصالحة بين أبنائه بدلاً من سعيهم نحو المزايدات والتهويل بالأمر وإثارة الفوضى بين أبناء البلد الواحد مع أنهم قادرون بأقلامهم على تقريب وجهات النظر وحل النزاعات بين الطرفين من خلال التوعية الإعلامية وفهم مطالب كل منهما والعمل على تطبيقها والدعوة إلى اصطفاف وطني يؤيد النضال السلمي في نيل الحقوق والمطالب المشروعة بعيداً عن المساس بأين من الثوابت الوطنية.