عصام المطري
* لقد أضحى في حكم المؤكد أن التعليم يعد مدخلاً مناسباً للتغيير فضلاً عن إعادة الصياغة والتشكيل للنشء والشباب ومختلف الشرائح البشرية ذلك لأن التعليم مادة كبرى للقضاء على التخلف والجمود في مختلف الميادين والمجالات الحياتية الهامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والأمنية والعسكرية والتربوية والتعليمية وغيرها الكثير من مجالات الحياة.
* تلكم حقائق ثابتة عن التعليم ينبغي الإيمان والتصديق بها كما أن ثمة حقيقة ثابتة عن التعليم، وهي لا تعليم بدون تربية ذلكم أن التعليم بالمفهوم الحديث عملية تسبق التربية، أو أنها مقدمة حقيقية للتربية ولا يجوز الفصل بين التعليم والتربية، فهذا الذي أخرنا لسنوات طوال حيث تنتج المدرسة الحديثة في الأوطان والأمصار الإسلامية والعربية أجيالاً ليست لهم علاقة بالتربية، وهو العجز الفظيع في إنتاج المواطن الصالح المصلح، فالتربية ليست حكراً على المنزل والأسرة، بل إنها مسألة جماعية تتكامل فيها مختلف محاضن النشء والشباب من المدرسة والمسجد والنادي الثقافي والرياضي.
* وحتى يكتب للتعليم مزيد من التطور والنهوض علينا أن نربط التعليم بالتربية من أجل حياة فاضلة تلقن مبادؤها في الحرم الدراسي والتعليمي حيث تتوقف عملية التطور على ربط التعليم بالتربية ليبقى التعليم تغييراً في سلوك الطالب المبكر الذي ينهض بمهامه وواجباته تجاه مجتمعه ووطنه وتجاوز التربية المجال الوجداني والمجال المهاري.
* إن التعليم في بلادنا الحبيبة يفتقر للتربية التي تستوعب كافة متغيرات التعليم ومستجداته، ناهيك عن قدرتها الفائقة في إعادة الصياغة والتشكيل للنش والشباب وباقي الشرائح الاجتماعية، فمن خلال ربط التعليم بالتربية نتمكن من معالجة شتى قضايانا الحيوية الهامة، وعلى كافة الأسطح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربية لما يمكن من كتابة المهارات الحقيقية لمعظم مجالات الحياة وعلى مختلف الصعد الحياتية الهامة وميادينها المتعددة والمتنوعة.
* إننا مدركون لخطر الفصل بين التعليم والتربية ما يتطلب منا القيام بثورة تصحيحية في التعليم من خلال عقد الدورات المكثفة للمعلمين والمعلمات وكافة التربويين والتربويات وخلق رأي موحد حول ربط التعليم بالتربية كي نحصل على المرام، وتطور آليات التعليم وكتابة العافية لمختلف مجالات وميادين الحياة، ونتشرف بعيش الحياة السعيدة الآمنة من الخطوب والمدلهمات ونتمكن من إيجاد جيل سوي يضطلع بمهامه ومسؤولياته أمام مجتمعه ودينه ووطنه.
* إن الكثير من مدارسنا تفصل بين التعليم والتربية وتجعل من مهام التربية حكراً على الأسرة والمنزل ويتحججون بأن وزارة التربية تسمى وزارة التربية والتعليم، فالتربية قبل التعليم كما علمنا المصريون، وهذا خطأ فادح إذ أن التربية عملية تلي التعليم وتتجاوز التعليم إلى حفظ المعلومات واسترجاعها إلى إحداث تأثير وتغيير كبير في المجال الوجداني والمجال المهاري فحقيقة التعليم بدون تربية، فالتربية هي مهمة الأسرة والمدرسة والشارع والمسجد والنادي الرياضي والثقافي والمعاهد المتخصصة فلا تعليم بدون تربية ولا تربية بدون تعليم، فالثانية أي التعليم سابقة للأولى "أي التربية" وهذا ما نادى به العلماء التربويين وجهابذة رجالات التربية والتعليم في الأقطار والأمصار الإسلامية العربية.
* وإذا كانت التربية نتاجاً للتعليم فإن ذلك يستدعي مضافرة الجهود من أجل الخروج بتعريف تربوي للتربية يوضح مقاصد التربية والتوصل إلى مفهوم سلس للتعليم حديث يعطي التعليم حقه من الرعاية والاهتمام فنحن نهتم بالتعليم اهتمامنا بالتربية ونهتم بالتربية اهتمامنا بالتعليم فكلا المفهومين يعنيانا وهما ذا أثر طيب على واقعنا الحياتي المعيش المهم أن نفهم حقيقة علمية دافعة مفادها لا تعليم بدون تربية فالتعليم بدون التربية يكون هشاً غير مستوعب بقالب فظفاظ يتحكم يالمخرجات والمدخلات البشرية الإنسانية في واقع التعليم في الجمهورية اليمنية والله من وراء القصد.