المشهد الراهن الذي تعيشه محافظة أبين وما يتناقل عنها من تداعيات وتوترات في كثير من وسائل الإعلام والصحافة المحلية جرى تأزيمه من عناصر ما تسمى بالحراك الجنوبي وإصرارها على إقامة مهرجان زنجبار يوم غد بزنجبار، هذا المشهد وحالة القلق التي كانت محط إثارة وحديث الساعة في الأوساط العامة أرى شخصياً أنها حسمت يوم أمس بذلك المهرجان المتميز الذي حضره مشائخ وأعيان والواجهات الاعتبارية بالمحافظة وزاد المناضلين وأبناء الشهداء والعلماء والنخب الفكرية والثقافية والقوى السياسية.
هذا اللقاء الهام وكما قلنا ذلك الحضور برموز ذات أوزان من العيار الثقيل كان لقاء الفصل والحسم بتحديد موقفهم الشجاع مع الوحدة والأمن والتنمية وإعلان تصديهم لمن يحاول المساس بالوحدة من أبواق الانفصال.
ومن نافلة القول أنه وفي اليوم ذاته وقع مشائخ وأعيان ووجهاء قبائل الفضلي بمحافظة أبين على مذكرة موجهة إلى مشائخ القبائل في الضالع وردفان ويافع والصبيحة وشبوة وحضرموت والمهرة أحاطوهم فيها بمنع أبنائهم من دخول مدينة زنجبار يوم غد 27 إبريل لحضور المهرجان الانفصالي المشبوه للحراك محملينهم المسؤولية وما يترتب من مخاطر في حالة إصرار ما يسمون بعناصر الحراك على إقامة المهرجان آنف الذكر وحضور عناصر من تلك المناطق وغيرها ممن يهدفون إلى تأزيم الأوضاع وإدخال عاصمة أبين زنجبار في مشاكل هم في غنى عنها وحقيقة أن رسائل مبكرة كهذه تعبر عن الموقف العقلاني الواعي لمشائخ الفضلي.
أو بالعودة إلى اللقاء الحاشد لواجهات أبين الوحدوية الذي جمعهم في القاعة الكبرى بديوان المحافظة الجديد فقد تأكد للقاصي والداني ثبات وحدوية أبناء محافظة أبين البطلة، وما أشبه الليلة بالبارحة حيث تعيدنا لحظات اللقاء إلى المآثر العظيمة التي اجترحها رجالات أبين وتضحياتهم في معركة الدفاع عن الوحدة المباركة صيف 94م.
واللافت للنظر أن محافظ أبين م. أحمد الميسري كان في قمة الحكمة والنظرة البعيدة حين حرص على أن يجمع هذا المهرجان الرموز الاجتماعية ذات الثقل والقبول والتأثير في صفوف الناس الذين حددوا الموقف المشرف مع الوحدة والقيادة التاريخية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح، نعم اختار المسئول الشاب رجال القرار الاجتماعي والقبلي والشخصيات الاعتبارية وقال لموظفي الدولة على جنب في مكاتبكم.
ويأتي هذا الحضور المكثف الذي أعلن الاصطفاف الوحدوي في وجه دعاة الفرقة والانفصال كتعبير صادق عن قناعاتهم بعظمة الوحدة ومكانتها في قلوبهم ورسوخها في ضمائرهم ليوجهوا رسائل شديدة اللهجة لمن يعتقدون تراجع بعض رموز أبين عن حبهم للوحدة التي أصبحت تجري في عروق دمائهم، وشخصياً كم شعرت بالفخر وهيبة المكان والزمان وأنا أشاهد في مقدمة الصفوف في قاعة المهرجان الشيخ محمد صالح هدران الشخصية الوطنية والسياسية البارزة وهو بالمناسبة من القيادات المؤسسة لحزب المؤتمر الحاكم بعد الوحدة وعضو باللجنة الدائمة الرئيسية العليا ووكيل أول محافظة أبين.
حضر المناضل العميد محمد هدران رغم أنه ما زال يتلقى العلاج، لكن للمناسبة معاني أخرى والشيخ فضل العفيفي شيخ يافع والشيخ فضل علي حيدرة الفضلي شيخ ال بالليل والشيوخ الهيثمي عشال وعلي مطيري وعلي لحمان والشيخ عقيل بن لطهف والشقي والرهوي والعوذلي والحسنين ووإلخ من رجالات أبين الصناديد الذين جددوا العهد والوفاء للوطن والوحدة وقيادة اليمن الموحد الأبي.
* وفي الأخير فإنني أحيي ذلك البيان الذي تلاه شيخ يافع فضل العفيفي والذي حمل أيضاً كثيراً من القضايا والاستحقاقات للمحافظة وأبنائها والتي يتطلب معالجتها من القيادة السياسية ومنها قضية العسكريين القدامى أصحاب الخمسة الأرقام وقضايا تدني مرتبات المناضلين وأبناء الشهداء والمشائخ والأعيان وغيرها من الهموم، لكن الأهم من ذلك اتفاق مشائخ وأعيان محافظة أبين على الكلمة الفصل بالاصطفاف مع الوحدة اليمنية الهدف الأسمى لكل اليمنيين. . والتحية كل التحية لهؤلاء المناضلين المشائخ الوحدويين الشرفاء والصابرين وهم يدعون أبناء اليمن ككل إلى التمسك بوحدتهم حتى الموت والله ولي التوفيق. <
