عصام المطري
* يعيش النظام العربي "الرسمي" العديد من الأزمات ويتوجع في ظل الهيمنة والوصاية الأميركية فلم تتمكن الزعامات والقيادات العربية من الانتصار لثوابت الأمة ولحقوق الشعب العربي والإسلامي الكبير، وبدت المؤسسات العربية عاجزة عن نصرة أخواننا الفلسطينيين في غزة وهي لعمري جامعة العجز العربية التي لم تفلح بلف شمل العرب في إطار واحد موحد لقاء التباينات الثقافية والفكرية حيث طال أمد الخلاف العربي العربي ولم نجد له دواءً نافعاً إلا الهزائم المتكررة في ساحة السياسة الدولية والعالمية على وجه البسيطة.
* لقد خسرت الزعامات والقيادات العربية شعبيتها على المستوى القطري لأن أزمة غزة كانت وما زالت كاشفة للخونة والعملاء من الزعامات والقيادات العربية الذين ذهبوا مذهباً مخالفاً تمثل في تحميل حركة حماس أوزار الحرب وتبرئة الصهاينة الملاعين، وظلت الزعامات والقيادات العربية تمارس حق الفرجة وتنتظر ذلك الفائز والمنتصر في تلك الحرب القذرة التي شنتها قوات العدو اللدود الصهيوني اللعين.
* إننا أمام الوهن العربي والضعف العربي الذي جعل من البلدان والأمصار العربية لقمة سائغة لكل آكل علماً بأن ثرواتنا هائلة وتعد الأمصار والأقطار العربية بكراً في مجال الاكتشافات والتنقيب على الثروات الجبارة والهائلة، وهذا ما دفع بالدول ذات النزعة المسيطرة إلى التركيز على دولنا العربية وإشعال الفتن فيها من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للأمصار والأقطار العربية.
* إننا نبرأ إلى الله العزيز القوي المتعال من تلك الروابض التي تسمى بالقيادات والزعامات العربية لا لشيء وإنما لأنهم أضعفوا بلدانهم، فالوهن العربي انعكس سلباً على واقع الشعوب والجماهير العربية الغفيرة التي لم تتمكن من الصعود إلى السلطة وحاربتهم النظم السياسية العربية، ونكلت بهم كل منكل حتى حل الدمار وتفشى الذعر في قلوب المواطنين من الاعتقالات والمداهمات الليلية.
* وإذا كان الحكام العرب عاجزين عن تجسيد التضامن العربي العربي فإننا نطالب الفعاليات السياسية والثقافية من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات المجتمع المدني في القطر العربي الكبير أن يتحركوا حركة عاجلة واختيار آلية مناسبة للضغط على الزعامات والقيادات العربية لتدشين التضامن العربي العربي الفعال على مختلف المستويات والتوصل إلى اتفاقات أمنية تتولى جانبا الدفاع عن مقدرات الأمة العربية وإمكاناتها.
* ولئن كانت المصالحة العربية العربية هي بداية الطريق لذلك التضامن العربي فإن ذلك يستدعي منا يقظة متكاملة تنظر إلى المستقبل القريب بعين فاحصة وقارئة للمستقبل الموعود في ظل النظام العالمي والدولي تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية راعية النظام العالمي الجديد التي تحاول أن تسيطر على العالم الإنساني الكبير.
* إن الوهن العربي قد أصاب الأمة في مقتل، وقضى على كل شيء جميل في هذا الوجود، فنحن دول أشبه ما نكون بدول محتلة أكلنا وشربنا مستورد من الخارج ولم نعد نحن تلك الأمة التي عناها القائل بقوله: "نحن أمة نأكل مما نزرع ونلبس مما نرضع". . لقد غابت الأمة الحقة وغاب سلطانها وغابت قواها الجسدية والعقلية وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* إن على الزعامات والقيادات العربية التاريخية تقع مسؤولية الذود عن حياض الأمة، فالجيش العربي غير مؤهل مثلما في الدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة، فعندنا الجيش وكأنهم خلقوا للأكل والشرب حيث ترى بطون الضباط منفوخة وليس لديهم أي لياقة رياضية ولا يستطيعون أن يحموا الأمة العربية من الويلات.
* وأخيراً ننصح القادة والزعماء العرب بالإسراع في تدشين المصالحة العربية العربية في أقرب وقت وأن تطوى صفحة الماضي البغيض ذلك لأن العدو يحاول أن يستفرد بالأمة قطراً قطراً مكرساً ثقافة وأكلت يوم أكل الثور الأبيض والذبح بالدور ثور بعد ثور فأي سياسة هذه التي تريد أن تبقى الصراع قائماً بين الزعامات والقيادات العربية والله المستعان.