;

الحوار الوطني والحوار القومي 738

2009-02-28 04:40:49

بقلم :ممدوح طه

تشهد العواصم العربية خصوصا القاهرة ودمشق والرياض والدوحة حركة متسارعة من اللقاءات العربية العربية على أعلى المستويات الرسمية، بهدف إعادة ترتيب الموقف العربي في اتجاه طي صفحة الخلافات والانقسامات التي أصابت جميع أطرافه بالضرر، وشجعت العدو على العدوان وأضعفت الشقيق عن المقاومة، وسعيا إلى تهيئة الأجواء السياسية الإيجابية لإنجاح قمة الدوحة العربية في الخروج بموقف عربي موحد بات التوصل إليه أمرا ملحا لمواجهة التحديات والتهديدات الخارجية والداخلية الآنية.

خارجيا، يبرز في المقدمة تهديد التطرف العدواني الصهيوني الذي عكسته الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، بعد العدوان الإجرامي على الشعب الفلسطيني في غزة، بما سيقود إلى حكومة «وحدة وطنية» أو حتى ائتلافية، تهدد بالحرب وترفض السلام أو على الأقل متحفزة للتحرك نحو الحرب ومشلولة عن التحرك نحو السلام، وهو ما يهدد مجمل الوضع العربي بفريقيه والوطني بألوانه المختلفة بالانتقال من السيئ إلى الأسوأ إذا ما استمر الانقسام الحالي في الصف العربي أو في الصف الوطني.

وداخليا، تتقدم حالة الانقسام الوطني الفلسطيني والسوداني والصومالي، وهي ما تبدو من نتائج انقسام الموقف العربي، أو غيابه الجماعي، بما أنتج حالات الفراغ التي شجعت الأطراف الغربية للعب فيها بالأطراف الوطنية وإشعال الفتن والحرائق لتنفيذ مخططاتها التقسيمية ومصالحها السياسية والاقتصادية على حساب المبادئ والمصالح العربية، بينما لا وحدة وطنية في غياب وحدة عربية، ولا أمن وطني في غياب الأمن القومي ،والعكس صحيح.

وبينما التحديات الداخلية والخارجية واضحة وخطيرة على المستقبل العربي، يبدو نجاح الحوار القومي شرطا ضروريا لنجاح الحوار الوطني، كما يبدو نجاح الحوار الفلسطيني الذي بدأت تباشيره في القاهرة إسهاما ضروريا في تقوية الموقف الوطني الفلسطيني والموقف القومي العربي معا حين يفتح الطريق لموقف عربي جماعي أقوى في دعم جهود الحوار الوطني السوداني.

والحوار الوطني الصومالي، بما يفرغ الجهد العربي لمواجهة التحدي الرئيسي الصهيوني، ويمكنه من تجاوز فخاخ الأعداء لإغراق العرب في فتن التناقضات الثانوية لاستنزافهم بالعداء مع أنفسهم أو مع أشقائهم أو جيرانهم بدلا من عدوهم!

من هنا ننظر بإيجابية إلى بداية ذوبان الجليد بين دمشق والرياض ونتطلع إلى ذوبانه بين القاهرة ودمشق لتعود العواصم الثلاث في مؤتمر القمة العربية بالدوحة قاطرة الموقف العربي من الشجار إلى الحوار ومن التشرذم إلى التضامن.

ومن المكايدة إلى المساندة المتبادلة، وهو ما سوف ينعكس إيجابا على الملفات الفلسطينية واللبنانية والعراقية بل والسودانية والصومالية أيضا، ويبشر بقيام جبهة عربية موحدة وليست بالضرورة واحدة، تقوى كل العرب في مواجهتهم لأعدائهم، وفى صياغة علاقاتهم مع أصدقائهم وجيرانهم على الصعيدين الإقليمي والدولي لصالح شعوبهم.

وحتى تنعقد حواراتنا على أسس صحيحة، فلابد أن نتذكر ونذكر بأن الحوار ضرورة لحل الخلافات بين مختلفين في الرؤى والأجندات السياسية وليس بين متوافقين، إذن التسليم بحق الاختلاف، والتسليم بعدم حق أو قدرة طرف على إقصاء طرف آخر أو تجاوزه هو المدخل الضروري، ويلي ذلك ترتيب الأولويات في ضرورة تحويل الخلاف إلى اختلاف يمكنه التوافق على القضايا الرئيسية وعدم الغرق في المسائل الثانوية.

وعدم إصرار طرف على فرض رؤاه على الطرف الآخر أو على بقية الأطراف، والسعي المخلص للاستفادة بالاختلاف لبناء الائتلاف على أرضية القواسم المشتركة في المبادئ والمصالح، وما يجعلنا نتوقع النجاح هو أن ما يجمعنا وطنيا وقوميا أكثر بكثير مما يفرقنا.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد