شكري عبدالغني الزعيتري
إن احتمالات تزايد التلوث الإشعاعي للبيئة الناتج عن المواد المشعة واستخدامات الطاقة النووية يتزايد بتزايد احتمالات السعي في مزيد من التجارب والتفجيرات النووية وسعي دول لامتلاك أسلحة الدمار الشامل فالتفجيرات النووية بنوعيها : سواء تلك الخاصة باختبارات الأسلحة النووية أو تلك الخاصة بالأغراض السلمية.. وأيضا النفايات المشعة التي تنتج من عمليات استخراج ومعالجة خامات اليورانيوم .. وأيضا تصنيع الوقود النووي .. وأيضا إنتاج واستخدام النظائر المشعة في مختلف المجالات العلمية والحياتية .. وأيضا التسرب المفاجئ للمواد ذات النشاط الإشعاعي نتيجة لحوادث المفاعلات النووية وتشغيلها .. وأيضا المصادر الإشعاعية المختلفة الصادرة أثناء نقل المواد ذات النشاط الإشعاعي ... واستخدام المواد ذات النشاط الإشعاعي في مجالات مختلفة ومتنوعة كالطب والصناعة والزراعة ومجالات البحث العلمي المختلفة... هذا كله يؤدي إلي تزايد مخاطر التلوث الإشعاعي اذ تعتبر تلك كلها من مصادر التلوث الإشعاعي للأسطح أي (للبيئة) وتمثل مشكلة مهمة ومعقدة . إذ انه الاحتمالات لتسرب التلوث الإشعاعي من المنشآت النووية من خلال الانتشار في الجو على هيئة غازات أو غبار أو أبخرة مشعة ويكون هذا التسرب على هيئة سحابة تتحرك باتجاه الريح ويتسرب الغبار من السحابة إلى الأرض أو تحمله الأمطار أو الثلوج إلى سطح الأرض والمقصود بالغبار هو (نظام يحتوي على جسيمات دقيقة صلبة أو سائلة في معلق غازي) فالتلوث الهوائي قد ينتهي بتساقط الغبار المشع (الذري) على مناطق مختلفة مما يؤدي إلى تلوث الأرض والماء في تلك المواقع و تعتبر المصادر الأساسية التي قد تتسرب منها المواد المشعة إلى البيئة هي المصادر الطبية والصناعية . وهذه تعطي أنواع قليلة من المواد المشعة التي قد تتسرب إلى البيئة ولكن الأخطر من ذلك هو تسرب المواد المشعة الناتجة من الصناعة النووية وذلك لكثرة أنواع المواد المشعة الناتجة من تلك الصناعة . كما أن مخاطر الاستخدامات الطبية : تتمثل في استخدامات تقنيات الطب النووي مثل النظائر المشعة وتحضير المركبات الكيميائية والصيدلانية وتشخيص أمراض القلب وأمراض الكلى والمجاري البولية وفي تصوير العظام والمفاصل وتشخيص الأمراض الخبيثة وأمراض الدماغ . وأيضا من مخاطر التعرض للإشعاع الداخلي انه يحدث للانسان عند التعرض للإشعاع فتصل المادة المشعة من الوسط المحيط (البيئة ) إلى داخل أنسجة الجسم عن طريق البلع أو الاستنشاق أو من خلال الجلد . وفي هذه الحالة تتعرض أنسجة الجسم إلى الأشعة المؤينة ويتم امتصاص الطاقة الإشعاعية المنبعثة من المادة المشعة داخل الجسم في كافة الاتجاهات.. وما يتبع ذلك من عمليات بيوكيميائية وفسيولوجية ووظيفية لجميع أجهزة جسم الإنسان الذي قد يتعرض للتلوث الإشعاعي وخاصة الدورة الدموية وسوائل الجسم التي يطبق عليها حيز الانتقال وكذلك الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وعادة يحدث الانتقال من الجهاز التنفسي بواسطة سوائل الجسم إلى الجهاز الهضمي والدورة الدموية وسوائل الجسم والغدد اللمفاوية. ومن ثم انتقالها إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة . فتسبب الصداع والحساسية وأمراض الشرايين والجلطة وأمراض سرطانية ويختلف تأثير الإشعاع من شخص إلى آخر حسب التغذية كما انه توجد مصادر اشعاعية عامة والتي تشمل إشارات الاتصالات إذ تؤذي الصحة مثل الأقمار الصناعية وهوائيات التلفزيونات والهواتف الخلوية أما أشعة (اكس) فان ضررها ثابت فهي تخترق الأنسجة البشرية لإنتاج تأثيرات حرارية عالية وذبذبات وكذلك الأشعة فوق البنفسجية وجهاز الاستنساخ والمولدات والكيبلات والرادارات والمرسلات مما يسبب ضعف السمع لان الهمهمات والأزيز والتكتكات الصادرة عن هذه الأجهزة تضعف السمع وكذلك تؤدي هذه التأثيرات إلى الحساسية البايوالكترونية ومن أعراضها حساسية الجلد وحساسية الأضواء الباهرة والآلام الغامضة وجفاف الفم والحكة وآلام العين والاكتئاب . وعليه يتراوح الأثر الصحي من الموت المفاجئ أو الإصابة بالسرطان أو الأضرار النفسية والاجتماعية والتي تؤثر سلباً علي الحياة الطبيعية للإنسان .. كما أن هناك من الآثار الناجمة عن الإشعاع ما يؤثر علي الزراعة والبيئة إذ تتوسع دائرة التلوث بتساقط المواد المشعة المحمولة بواسطة الغبار الذري وبفعل الرياح والإمطار التي تعمل علي توزيع المواد المشعة علي المزروعات والمياه والتربة و يكمن الضرر في الإشعاع من خلال تلوث التربة والتغير في أنواع المحاصيل الزراعية وطبيعة الغذاء الناتج الذي ينقل التلوث الإشعاعي إلي جسم الإنسان .... تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثالث والعشرون بعنوان(الإشعاعات والأمراض السرطانية )
Shukri -_alzoatree@yahoo.com