محمد محمود هيثم
لقد أثار انتباه القراء قلم الكاتب/ عبدالصمد القليسي في مقالته المنشورة في صحيفة رسمية كونه أعطى فيها الحق لمن لا حق له أساساً وبرر لهم الاحتلال! وظهرت مغازلته واضحة على ما يبدو لنا.
والحقيقة أن ما أقدم عليه في مقالته حول إجازته للاحتلال الفارسي الإيراني للجزر العربية الثالث طهب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى التابعة لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ما تزال تضبط أعصابها وتواصل دبلوماسيتها في معالجة أمر احتلال جزرها مع جارتها المحتلة إيران "الإسلامية"، والتي تحاول جاهدة إخفاء حقدها الدفين على أمتنا التي تعتبر العروبة جسدها والإسلام روحها، وتسعى جاهدة في الوقت ذاته إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية!
وإلا ماذا يعني أن تصر الجمهوريات الخمينية بين حين وآخر على التلويح بفارسية خليجنا العربي وبتبعية مملكة البحرين لها وكذا العراق وأقطار عربية أخرى من خلال ما تقدمه من دعم معنوي ومادي وعسكري لعملية التشييع لمذهبها بحيث أصبح بعض المستفيذين منها من الخوارج الجدد على الثوابت الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية يتغنون ويتفاعلون مع الكثير من التحريفات غير الصحيحة واللا أخلاقية والمخادعة التي أشبع بها مذهبها الشيعي الطائفي التورحي باسم الإسلام الجعفري تحديداً والإثنى عشري عموماً والذي تمت صياغته بأساليب كثيرة عديدة ومختلفة ظاهرها الرحمة وباطنها حقد وكراهية وعداء و. . . إلخ من صور العذاب التي تستهدف تشويه ديننا الإسلامي الحنيف وتمزيق وحدة صف العرب والمسلمين، وخلق حالات من الكراهية والعداء بين المسلمين كشيعة وسنة وبين المسلمين العرب وغير العرب، وكذا بينهم كفرقة شيعية مع بقية الفرق الشيعية بما فيها الفرقتين المذهبيتين في اليمن الهادوية والإسماعيلية واللتين لهما امتداداتهما في عدد من المناطق ببعض بلدان العالم، أما في إيران الجعفرية فتعاني هي وغيرها من فرق شيعية وسنية وأقليات طائفية أخرى غير إسلامية وأيضاً الأقليات القومية غير الفارسية في إيران اضطهاد الفرس الحاقدين على الإسلام الحنيف الذي أطفأ نار عبادتهم وهزم جيش امبراطوريتهم على يد الصحابي الجليل قائد جيش المسلمين البطل سعد بن أبي وقاص في القادسية الأولى، وعندما عاد أحفاد المهزومين الفرس باسم الإسلام المسيس والمدعومين سياسياً واستخبارياً من الصهيو انجلو أميركية لاستلام الحكم في إيران بدلاً عن شرطيها في المنطقة الأمبراطور محمد رضا بهلوي الذي استغنت عنه فجأة بل ورفضت حتى استقباله أو منحه اللجوء في بلدانها.
فما كان منه إلا أن هبط بطائرته اضطرارياً بمطارات صعدة وتواصل هاتفياً بالرئيس المصري حينها شارحاً حاجته المناسبة للبقاء في مصر فوافق له تقديراً لما آل إليه وضعه الصعب الصحي والسياسي والأمني وفي ذات الوقت مبادلة لموقفه الوفي مع مصر في حربها عام 1973م حينها أعلنت مصر العربية استقباله والبقاء فيها معززاً وآمناً حتى وافاه الأجل، وما إن استلموا الحكم في إيران حتى تظاهروا إعلامياً بمعاداتهم للصهيونية وأميركا وأوروبا ودويلتهم "إسرائيل" وتوجهوا إلى تصدير ثورتهم إلى الدول الجارة لإيران من خلال إيقاظ المشاعر الفارسية والعصبية الشيعية لدى المتجنسين فيها من أصول فارسية، ثم بالتحرش العسكري على المناطق الحدودية لجيرانها بغرض إسقاط أنظمة حكمها السيادية والتوسع إليها واحتلالها عسكرياً ومذهبياً وبعد أن ظهر العجز الدبلوماسي العربي والإسلامي والدولي عن وضع حد لتدخل إيران والآيات الفارسية في الشؤون الداخلية لجيرانها والتحرش بحدودها عسكرياً وجد العراق العربي المسلم مضطراً لوحدة ليس دفاعاً عن سيادة حدوده الجغرافية كبلد مجاور لإيران فحسب بل دفاعاً عن البوابة الشرقية لوطننا العربي الكبير أن يخوض معركة القادسية الثانية بقيادة عبدالله المؤمن البطل القومي الرئيس المجاهد صدام حسين المجيد والذي ظل جيشه الباسل منفرداً يقاتل حشود الفرس الجدد نيابة عن الأمة العربية كلها والشعوب الإسلامية قاطبة والأحرار في العالم أجمع طيلة ثمانية أعوام متتالية حقق بعدها النصر على إيران اللا إسلامية فأوقف بذلك خرافة آياتها وفضح حقيقة علاقاتها المشبوهة بالعدو الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية والألمانية والفرنسية والبريطانية و. . . إلخ وكذا كشف مخططها الذي أنيط بها من خلال الصهيونية العالمية لتصبح الشرطي البديل لجيش الاحتلال الإسرائيلي في عموم المنطقة العربية عما قريب والذي من المتوقع زواله وإحلال إيران الخمينية بدلاً منه، ولهذا بدأ التقهقر الإسرائيلي والتقدم الإيراني اقتصادياً وعلمياً واستخبارياً وعسكرياًَ ومذهبياً وإعلامياً ودبلوماسياً وسياسياً وإستراتيجياً وتكتيكياً وهذا أمر بات جلياً.
وعلى نحو آخر الأساليب والأهداف الصهيونية الإسرائيلية والفارسية هي الأخرى باتت مفضوحة ومتشابهة نوعاً ما ولم يعد سراً كيفية وأبعاد تحقيق النصر من قبل أولئك المحسوبين مذهبياً والمدعومين سياسياً على إيران "الإسلامية" وكذا كيفية وأبعاد هزيمة وضعف أولئك المحسوبين استخبارياً والمدعومين اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً على أميركا وحلفائها بالعالم.
وذلك كلما كانت هناك مواجهات فيما بينهم دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية أو. . . إلخ وهذا ما يحدث وسيستمر يحدث.
لذا لم يكن بالمرة موفقاً قلم الكاتب عبدالصمد القليسي في رؤيته التي نعتقد أنها لم تتجاوز أرنبة أنفه، ولم يبذل فيها جهداً ولربما يعود ذلك إلى كبر سنه "العمر" وطالما هو كذلك متعب ذهنياً "تقريبا" وحتى لا يهرف بما لا يعرف فيسيء أكثر مما يفيد ويصيب كبد الحقيقة وربما يضر المعنيين في ما يكتبه ويسمم عقول قراء الصحيفة التي يكتب فيها حتى الآن.
وعليه نرى من الأهمية أن ينصح بالتوقف عن الكتابة ولو مؤقتاً من أجل أن يرتاح ويهدأ ذهنه ويجدد قراءته الإنسانية والوطنية والعربية والإسلامية ليعود يتحفنا بكتابته غير التحليلية السياسية. . . إلخ
هذا ومن الله نسأل التوفيق.