;

إيران واللعبة السوفيتية!! واحتلال الجزر الإماراتية!! 936

2009-02-25 04:15:02

أبو زيد بن عبدالقوي

ما تقوم به إيران هذه الأيام يذكرنا بدولة عظمى سابقة اسمها الاتحاد السوفيتي!! والاتحاد السوفيتي ملأ الدنيا ضجيجاً عن قوته العسكرية وأسلحته الإستراتيجية وفي نفس الوقت كان الشعب السوفيتي يعاني من الفقر المدقع ومع الاستعراضات العسكرية الضخمة في الساحة الحمراء كان الشعب السوفيتي لا يجد اللقمة! وإيران هذه الأيام تحتفل بالعيد الثلاثين للثورة وشعبها يعاني من الفقر والغلاء والمعاناة في كل شيء إلى درجة لا ينافسها إلا الاتحاد السوفيتي السابق!!

والاتحاد السوفيتي كان يحتل الأراضي الإسلامية وينكل بالمسلمين ويتحرش بالدول العربية عن طريق زرع منظمات إرهابية تقوم بالتخريب وقتل الناس وعندما كانت تصل سمعته إلى الحضيض كان زعماؤه ينددون بأميركا والإمبريالية ويقومون باستقبال ياسر عرفات رحمه الله تعالى استقبالاً حافلاً ونفس الأيدي الملطخة بدماء المسلمين في كل مكان هي التي تقوم بمصافحة الرئيس الفلسطيني!! وفوق هذا تقوم بتقديم مساعدات مالية للثورة الفلسطينية ويقوم الإعلام السوفيتي ومعه المخدوعون من العرب بتضخيم هذه المسألة ذراً للرماد على العيون وخداعاً للجهلة أتباع كل ناعق!! والذين نسوا بسرعة كل جرائم السوفيت!!

وإيران وبعد أن وصلت سمعتها إلى الحضيض بسبب ما عملته يديها في العراق ومقتل مليون عراقي على يديها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عملت نفس ما عمل الاتحاد السوفيتي وأعلنت دعمها للمقاومة الفلسطينية!! واستقبلت بحفاوة خالد مشعل حفظه الله وقامت الأيدي الملطخة بدماء العراقيين بمصافحة خالد مشعل ولا زالت تقطر دماً!! وقام الإعلام الإيراني ومعه المخدوعون من العرب بتضخيم هذه المسألة ذراً للرماد على العيون وخداعاً للجهلة أتباع كل ناعق والذين نسوا بسرعة كل جرائم إيران.

ومشاكل الاتحاد السوفيتي لم يسلم منها أحد من جيرانها ولا غيرهم!! حتى الدول الاشتراكية لم تسلم من زعيمة الاشتراكية في العالم وإيران لم تسلم منها دولة جارة ولا غير جارة بل لم تسلم منها الدولة الشيعية المسلمة الجارة لها في نزاعها مع دولة مسيحية وحتى لا نطيل سنكتفي بضرب ثلاثة أمثلة على ذلك:

احتلال جزيرة أبو موسى الإماراتية

وقعت مذكرة تفاهم بتاريخ 29/11/1971م بين إمارة الشارقة وإيران ومما جاء فيها "عدم تنازل الشارقة أو إيران عن مطالبتها بالسيادة على أبو موسى وعدم اعتراف أية منهما بسيادة الأخرى على الجزيرة نفسها".

وقد أقرت الشارقة وإيران بأن المياه الإقليمية للجزيرة تمتد لمسافة "12" ميلاً بحرياً وأن يسمح لمواطني الشارقة وإيران بصيد الأسماك في مياه الجزيرة، على أن يرفع الطرفان علمي بلادهما على الجزيرة ومنذ العام 1980م أي بعد قيام الثورة وزوال نظام الشاه دأت إيران بانتهاك مذكرة التفاهم عبر القيام بتدابير الغرض منها فرض السيادة الإيرانية على الجزيرة! وقام نظام الجمهورية الإيرانية في أغسطس 1992م باحتلال جزيرة أبو موسى وطردت إيران سكانها العرب البالغ عددهم "1500" نسمة، وفيها مسجد وقصر لنائب حاكم الشارقة ومدرسة ابتدائية تتبع الإمارة وليس نظام الشاة فلا احترمت إيران مذكرة التفاهم ولا احترمت سكان الجزيرة العرب في البقاء في جزيرتهم.

راجع التفاصيل في صحيفة "الشرق الأوسط" بتاريخ 30/8/2008م.

وهذا الاحتلال فاق في شناعته أي احتلال آخر من حيث قيامه بطرد جميع السكان العرب وترفض إيران الرحيل عن الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وترفض التحكيم بل تصر على غيها ولا أدري ما هو الفرق بين الاحتلال الأميركي لأرض عربية أو الاحتلال الإيراني لأرض عربية؟! أليس الاحتلال هو الاحتلال حتى لو كان من أخ قريب؟! أليس من يحتل أرضك ويطرد أهلك بالقوة ويشردهم هو محتل غاصب ولا يجوز السكوت عليه بكل الوسائل؟ ألا يجب على الأقل فضحه وفضح جرمه حتى لا ينخدع به أحد من المسلمين؟

إيران الشيعية تقف مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية!!

حقيقة يجهلها الشيعة في العالم وهي أن إيران قد وقفت في الحرب التي جرت بين أرمينيا المسيحية وأذربيجان الشيعية إلى جانب أرمينيا وأذربيجان هي دولة مسلمة غالبية سكانها من الشيعة الأثنى عشرية وجارة لإيران التي ينص دستورها على المذهب الأثنى عشري وعجيب أمر هذه الجمهورية فلا سلمت منها الدول الإسلامية مثل باكستان وأفغانستان! ولا سلمت منها الدول العربية مثل الإمارات والعراق والكويت والبحرين، فعلى الأقل يجب أن تسلم منها أذربيجان الشيعية الأثنى عشرية إن لم تقف معها في الميدان! ولن أطيل في ذكر التفاصيل ولكن ليعلم الشيعة بأن إيران قد وقفت ضد الدولة المسلمة التي غالبية سكانها شيعة!

يقول عباس عبدالله أوغلو قنصل أذربيجان في أسطنبول "وهي تعرف أن أرمينيا احتلت أراضي دولة مسلمة أخرى ولو كانت إيران دولة مسلمة وجارة لما ساعدت أرمينيا وقدمت لها الدعم".

"مجلة الوسط العدد 179 بتاريخ 3/7/1995م" فهل هذا عمل جمهورية إسلامية؟

لولا إيران لما سقطت كابل وبغداد!

تصريحات نارية كان يطلقها الاتحاد السوفيتي ضد الإمبريالية الأميركية وتهديدات متواصلة بين الدولتين لسنوات طويلة وكنا نحلم وننتظر سقوط الصواريخ السوفيتية على القوات الأميركية ونشوب معركة دامية بين الطرفين! ولكن بدلاً من ذلك كانت تسقط الصواريخ السوفيتية فوق رؤوس المسلمين وكانت المعارك مع المسلمين في أفغانستان والشيشان وغيرها وإيران ومنذ قيام الثورة عام 1979م وهي تهدد وتتوعد أميركا والشيطان الأكبر بالويل والثبور وكنا نحلم وننتظر سقوط الصواريخ الإيرانية على القوات الأميركية ونشوب معركة دامية بين الطرفين! ولكن بدلاً من ذلك كانت تسقط الصواريخ الإيرانية فوق رؤوس العرب! وكانت المعارك مع العرب في العراق وغيرها وكان الاتحاد السوفيتي ينسق في السر مع أميركا للسيطرة على العالم الإسلامي واقتسام ثرواته عن طريق زعزعة الأمن والاستقرار بطريقة خبيثة لم يفهم أغوارها إلا من تتبع تصريحات المسؤولين في الدولتين ورأى أن الأمر كله عبارة عن مسرحية سخيفة الغرض منها ابتزاز العرب والمسلمين وإيران تقوم بنفس الدور تماماً ولن أعلق بل سأنقل اعترافات خطيرة جداً وهامة تكشف حقيقة اللعبة بين الدولتين أميركا وإيران.

يقول نائب الرئيس الإيراني السابق أبطحي "لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد" مجلة البيان العدد "227" رجب 1427 الموافق أغسطس 2006م.

ويقول مهندس الاحتلال الأميركي للعراق الشيعي أحمد الجلبي "احتلال العراق ما كان ليتم دون تفاهم بين أميركا وإيران القدس العربي العدد "5719" بتاريخ 9/10/1428ه الموافق 20/10/2007م فمتى يستيقظ أصحاب الأحلام الوردية ويعرفون حقيقة العلاقة السرية بين أميركا وإيران؟ وأرجو منهم أن يفتحوا الشبكة العنكبوتية "الانترنت" ويبحثوا عن فضيحة إيران جيت وسيجدون عجباً ولا عزاء للمغفلين.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد