يشكل التعليم مفصلاً هاماً من مفاصل التنمية الشاملة وإليه يعزى السر في التقدم والنهوض التنموي وليس أدل على ذلك من ذلك الحادث المدوي الذي مكن الاتحاد السوفيتي سابقاً من ارتياد الفضاء سبقاً للولايات المتحدة الأميركية حيث عزت الثانية للانحطاط والتردي وعدم تسجيل سبق إلى قصور في نظام التعليم هذا فضلاً عن أن الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الولايات المتحدة الأميركية ذات مرة أرجعها خبير اقتصادي إلى هزالة التعليم وقصوره.
فانبرت الولايات المتحدة الأميركية مهتمة بالتعليم ومشجعة له حتى كان لها الغلبة في ارتياد الفضاء مجدداً، فالدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة تولي التعليم أهمية بالغة وترصد له الميزانيات تلو الميزانيات من أجل تعليم نظيف وشفاف يضطلع بمهامه في رفد مجالات البناء والإعمار، الوطن بالكوادر الكفؤه المؤهلة في مختلف الميادين والمجالات الحياتية الهامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والأمنية والعسكرية.
وتسعى النظم الإسلامية والعربية إلى تبني نظام تعليمي وتربوي قوي يحقق للأمة مزيداً من الرفعة والازدهار في ظل الزعامات والقيادات العربية والإسلامية، ولكن يا للأسف فالنظام التعليمي الإسلامي والعربي الرسمي لم يرق إلى مستوى الحدث، وهو نظام هش غير متماسك حيث أن الدولة تنفق الملايين والمليارات بغير طائل يذكر والقناعات لم تؤطر من الداخل بالنسبة إلى ما يتعلق بالتعليم من حيث جودته ومحتواه.
ولئن كان التعليم بهذه الأهمية بمكان فإن ذلك يستدعي ربطه بمدخلات التنمية الشاملة، فيجب أن يعزز التعليم من مناخات التنمية الشاملة، وهذا لن يتأتى من خلال المناهج والمقررات الدراسية الحالية في الجمهورية اليمنية حيث ينبغي علينا أن نشمر السواعد من أجل تغيير المناهج والمقررات الدراسية واستبدالها بمناهج مفهومة للجميع وغير مبهمة ومواكبة للعصر والتطور الحضاري السريع العاجل في هذه المساحة الواسعة.
وثمة ترابط بين التعليم والتنمية، فالأول يعد الكوادر ويؤهلها والثاني يستوعبها في مجالات التنمية المتعددة والمتنوعة إلى ذلك فالتعليم يعد حلقة من حلقات التنمية الشاملة المستدامة ذلك لأن التعليم يحمل الفلسفة المجتمعية ويلعب دوراً بارزاً وعظيماً في عملية التنمية الشاملة المستدامة هذا فضلاً عن أن التعليم يوفر المناخات والأجواء المناسبة متى ما كان تعليماً متطوراً وناجحاً على مختلف المستويات.
إن التعليم البوابة المشرعة أمام التنمية الشاملة المستدامة، وهو الحصن الحصين لها ذلكم أن التعليم يقوي التنمية ويؤثر فيها تأثيراً بالغاً في كافة مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والتربوية والأمنية والعسكرية وغيرها الكثير من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة حيث نخلص إلى حقيقة مفادها أن التعليم هو الأداة الناجعة بيد التنمية الشاملة المستدامة وهو يحقق لها الكثير من الطموحات والتطلعات فقط يجب أن نهتم بالتعليم كمدخل صائب من مداخل التنمية الشاملة المستدامة إذ ينبغي علينا أن نرعى التعليم منهجاً ومبنئً مدرسياً ومنهاجاً من أجل التشمير عن السواعد واتخاذ حزمة من التدابير والإجراءات الوقائية التي تضمن لنا تعليماً هادفاً وحراً على وجه البسيطة، فكلنا أمل أن تسارع قيادة وزارة التربية والتعليم إلى تغيير المناهج والمقررات الدراسية القائمة، والاهتمام بالمعلم اهتماماً بالغاً يضمن له مكانة سامقة بين نظرائه في الوزارات الأخرى إلى ذلك يجب أن نعمل على حماية المعلمين والمعلمات من الاعتداء.
إن الأيام بيننا وسوف نشهد بحول الله وقوته ثم بقوة إصرار الرجال المخلصين، سنشهد تطوراً ملحوظاً في العملية التعليمية والتربوية في إطار الحرص على توسيد الأمر لرجال مخلصين أكفاء لهم خبرة طويلة في مجال التعليم والتربية، وبغير ذلك سوف نتخبط ونراوح مكاننا من غير أي تقدم ملموس، فعلينا ابتداءً النأي بمجال التربية والتعليم عن الحزبية المقيتة والتعصب الحزبي الأعمى المقيت، فلا تحزب في مجال التعليم والتربية ذلكم لأنه جهاز خطير إن ترك الحبل على الغارب فسوف نصطدم بواقع مرير والله في الأول والأخير من وراء القصد.
