أظهر التعاون اليمني السعودي ثمارا سريعة في محاصرة الإرهابيين. وبفعل هذا التعاون بدأت رؤوس القاعدة تتساقط في اليمن، حيث أظهرت سلطات صنعاء عزما وتصميما عاليين في مطاردة فلول الإرهابيين، ونتج عن ذلك إحباط مخططات تخريبية إرهابية، اعتقدوا أن الجمهورية اليمنية ستكون ملاذا آمنا لهم، لكن الإرادة السياسية للقيادة اليمنية وكفاءة السلطات الأمنية والتعاون المتين مع الرياض مكن من إحباط المخططات الشريرة المتربصة بأمن اليمن والسعودية، وضبط الإرهابيين الذين أظهر بعضهم عنادا ومكرا في الخروج عن الحياة الكريمة من خلال تمثيل التوبة الزائفة.
إن المملكة العربية السعودية التي تعاملت مع هؤلاء المتطرفين بروح حضارية وأنفقت من الوقت والمال والجهد لمناصحتهم وإعادة تأهيلهم تدرك أن هناك قليلين سيقابلون الإحسان بالإساءة وسيعودون إلى غيهم من خلال الانشقاق عن سماحة دينهم والتمرد على طبائع أهلهم والاستسلام لقوى الشر والبغي التي تشتري وتبيع بأجسادهم، لكن السلطات مطمئنة أنها قادرة على الوصول إلى المرتدين عن الطريق السوي والمنقلبين على التوبة، إن من خلال وسائلها الذاتية أو الشرطة الدولية (الإنتربول) أو من خلال العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى.
ولقد أثبتت العلاقات السياسية والأمنية بين الأشقاء والأصدقاء أهميتها، لأن الأمن الإقليمي والدولي كل مترابط، ومن لا يتعاون في مكافحة الإرهاب مع الآخرين فسيجد نفسه ونظامه ضحية لغول العنف. ومن هنا نستطيع أن نوجه تحية للحكومة اليمنية على جهودها خلال الأيام الماضية، ونأمل أن يستمر هذا الحزم في ملاحقة الظواهر الإرهابية والتضييق على المخططين والمنفذين والمحرضين على الإرهاب بشكل دائم، لأنه من الواضح أن هذه الظاهرة المرتبطة بالأفكار والمعتقدات المنحرفة تتناسل وتتكاثر في دهاليز مظلمة، مما يتوجب معه تعزيز جهود البحث والتحري وتعزيز سلطة الدولة والقانون والقضاء على الجزر الأمنية التي يمكن أن تكون ملاذا آمناً للإرهابيين والمتطرفين والمؤمنين بالعنف.
وفي حالة اليمن وما حققه من نجاحات، ينبغي تواصل جهود السلطات الحكومية وتعزيز سلطة الحكومة المركزية، حتى لا يتحول اليمن العزيز إلى وزيرستان عربية، وحتى يتسنى للدول الأخرى أن تنظر إلى اليمن باعتباره شريكاً فعالاً في مكافحة الإرهاب وفي توطيد الأمن والاستقرار الإقليمي
*نقلا عن الوطن السعودية