حسن بن حسينون
من يصدق بعد اليوم إن دعاة النضال والتحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني وبعد مرور أكثر من "42" عاماً + "4" سنوات بأنهم سوف يكشفون عن جوهرهم وعن معدنهم وأقنعتهم المزيفة إنهم عبارة عن خونة وعملاء وقد سقطوا في أحضان حكومة صاحب الجلالة التي لم تكن تغيب عن إمبراطوريتها سابقاً الشمس يستنجدون والاستقواء بها اليوم لتخلصهم من النظام الوحدوي القائم في اليمن حتى ولو كان ثمن ذلك عودة التاج البريطاني إلى المستعمرة عدن وسلطنات ومشيخات الجنوب من يصدق إن من رفع يوماً شعار برع برع يا استعمار سوف يسقط في أحضان ذلك الاستعمار البغيض بالأمس الحليف الاستراتيجي اليوم بعد تفكك وانهيار الحليف السوفيتي.
وبالرغم من كل التسهيلات والمساعدات التي قدمتها والتي لا تزال تقدمها حكومة صاحبة الجلالة للخونة والمتآمرين ولمن ارتضى لأن يكون مرتزقاً عميلاً خان وطنه متآمراً عليه نقول لهم لقد أخطأتم الطريق بعد أن ساقكم حظكم العاثر إلى السقوط في الهاوية إلى شوارع لندن وحدائق الهايد بارك وحواري وشوارع وأزقة نيويورك المحاذية والقريبة من مقر هذا السقوط المريع أن تأخذوا بما قاله السيد علي سالم البيض في يومٍ من الأيام "إن من خرج متآمراً من اليمن لا يمكن أن يعود إلا إلى مثواه الأخير".
لن تفيدهم نفعاً لا الإذاعات ولا الفضائيات التي تبث من بلاد العم سام، فلقد سبق وإن سخرت عشرات الاذاعات الموجهة ضد ثورة سبتمبر وأكتوبر فكان مصيرها الفشل والاختفاء، وان النصر للثورة اليمنية ومثلما اختفت تلك الوسائل الإعلامية في الماضي فسوف تختفي أشباهها في الحاضر بما في ذلك الصحافة الصفراء وبالذات اللاوطنية منها رغم ادعاءاتها ورفعها للشعارات الوطنية والتي سوف يفتضح أمرها كما افتضح أمر من يراهنون عليها.
أما من يتباكون اليوم على القضية الجنوبية فلا علاقة لهم بالمطلق بالجنوب بل دخلاء عليه، إنهم ملكيين جدد يرتدون ملابس وشعارات جديدة هدفهم أولاً وقبل أي شيء آخر هو ابتزاز السلطة مادياً يتحركون في الشوارع باسم الحراك الجنوبي وفي مقايلهم المسائية ترتفع درجة حرارة نضالهم إلى أعلى مستوى وسرعان ما تنخفض إلى درجة الصفر عندما يجدون أنفسهم أمام بوابات الرئاسة ومكاتب مؤسسات الدولة يقدمون الولاء والطاعة بحثاً عن حق ابن هادي بعد أن يتغير ويتقلب خطابهم السياسي إلى "180" درجة من العداء إلى الطاعة والولاء من التجمع والحراك الجماعي إلى الركوع والسجود أمام بوابات المسؤولين، إنني اتحدى أياً من هؤلاء أن يثبت غير ذلك.
وعلى هؤلاء جميعاً رغم أن المواطن اليمني يعرفهم جيداً إن يأخذوا الدروس والعبر من جميع من سبقوهم في التآمر على الثورة اليمنية وكيف كان مصيرهم، أما إذا كان هدفهم هو الارتزاق ولا شيء غير الارتزاق فعليهم أن يقتدوا بما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "فإذا ابتليتم بمصيبة فاستتروا" ما لم فسيكون الارتزاق وما تجنونه من بعده اليوم حلواً وغداً مراً.
ومن أراد أن يعارض عليه أن يأتي ليعارض من الداخل، لأن كل المعارضين من الخارج كان مصيرهم مزبلة التاريخ حتى ولو ساروا لبعض الوقت فسوف يلعنهم الوطن وتلعنهم الشعوب، ومن جاء على ظهور الدبابات الأميركية إلى العراق كانوا مثالاً حي لأولئك الخونة والعملاء الذين تآمروا على أوطانهم وعلى شعوبهم.
أخيراً أقول لهؤلاء صادقاً وناصحاً اللهم أنني بلغت اللهم فاشهد.
