عصام المطري
من المتوقع أن يدخل العالم الإنساني الكبير بمختلف أمصاره وأقطاره إلى عالم جديد بعد تنصيب باراك حسين أوباما الذي والده مسلم ونظنه مرناً ومعتدلاً سوف يعمل على تحقيق السلام والعدالة والمساواة الاجتماعية، وتجميل صورة الولايات المتحدة الأميركية التي عبث بها الرئيس الأسبق جورج بوش الكلب الذي زرع الفرقة والشتات واحتل الدول وزعزع الأمن والاستقرار والعافية السياسية، ولا يذكر له التاريخ حسنة واحدة بل أن نظامه كان قمعياً اعتقل الأبرياء في سجون غوانتاناموا أمثال الشيخ المقاوم البطل/ محمد المؤيد الذي برأته المحكمة الأميركية وليس عليه أي تهم تذكر، فهو من الناس الذي يحبون الخير ولم يتورط بمساندة أي عملية إرهابية.
إن العالم الجديد يبدو أكثر جمالاً وعافية، فنحن متفائلون رغم علمنا الأسبق أن السياسة الخارجية الأميركية ثابتة ولا تتغير تجاه العرب والمسلمين مهما تغيرت الزعامات والقيادات الأميركية إلا أن أوباما يفتح حواراً مع العلماء ويستقبل رسائلهم ويرد عليها، فنأمل من "أوباما" أن يكون رجلاً عند مستوى المسؤولة ويغلب الانتماء لذاته على أي انتماء آخر، فليكن هو الرئيس الأميركي المحبوب لدى عامة الناس في الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية، وكلنا أمل بأن يكون "أوباما" رجل السلام الحقيقي، ويتعامل مع الملف الصهيوني الفلسطيني تعاملاً محايدأً ولا ينحاز لأي طرف انحياز كامل إلا بما هو حق، فلينحاز إلى الحق دائماً ويغلب انتمائه للحق على ما عداه.
ولئن كانت السياسة الخارجية الأميركية ثابتة تجاه العرب والمسلمين فإن ذلك يستدعي فتح قنوات تواصل مع الرئيس الأميركي الجديد من قبل الزعامات والقيادات في الوسط الديني بما نطلق عليهم العلماء، ومحاولة استمالة الرئيس الأميركي الجديد إلى الصف العربي والإسلامي، فهدفنا أن نخلق عالم جديد يكسوه السلام والأمن والتضامن الاجتماعي الكبير قهراً للمستحيل، فلا مستحيل أمام الممكن، المهم أننا نحاول في تحييد "أوباما" الرئيس الأميركي الجديد ونجعله خادماً للسلام العادل الحقيقي، فالدمار يحل والخراب يكسو الأحياء والمدن والأمة الإسلامية والعربية غارقة في خلافات بالنسبة للزعامات والقيادات الإسلامية والعربية، فلماذا لا تعمل الزعامات والقيادات الإسلامية والعربية لصالح الإسلام، ويتحركوا تحركاً واحداً لنصرة الدين الإسلامي الحقيقي، فكسر غزة لم يجبر بعد، والمؤامرات تترى على وطننا الإسلامي والعربي الكبير، مؤامرة تلو مؤامرة، والزعامات الإسلامية والعربية نائمة حتى النخاع ولا تقدر المسؤولية ولا تعمل للغد العربي والإسلامي، فصفوفنا غير موحدة فكيف يا ترى سنواجه العالم الجديد بدون توحيد لصفوفنا واستشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقنا، فالأمر جد خطير والأمة الإسلامية والعربية تعاني الأمرين من التفرقة والتجزئة والتشطير، وسر الهيمنة والوصاية والقواعد الأميركية في بعض الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية، فكلنا أمل على أن تتغير الأحوال إلى الأفضل وهذا التغيير مرهون بأنفسنا قال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، هذا فضلاً من أن الفساد الشامل الذي لحق الأمة الإسلامية والعربية هو نتاج طبيعي لما اقترفته أيدينا، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم الآيات البينات: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا"، فالله عز وجل سيذيقنا بعض الذي عملنا، فالمطلوب الإسراع التام والتحرك الكبير من أجل تغيير الواقع الإسلامي والعربي المهتري والذي يوشك أن يدخلنا في أزمات تلو أزمات حتى نتجرع النغص والإحباطات والإرهاصات الشاملة في جميع شؤون الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والأمنية والعسكرية والإعلامية والتربوية والتعليمية وغيرها الكثير والكثير من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة على وجه هذه البسيطة.