إسماعيل صالح السلامي
تتجدد معاناة الناس بتجدد التكرار المستمر لانقطاع التيار الكهربائي حيث يتم فصل التيار الكهربائي في اليوم الواحد عدداً متكرراً قد يبلغ خمس مرات في اليوم والليلة على الأقل ولا ندري ما هي الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء فصل التيار الكهربائي عن المنشات والمصالح والمؤسسات والأحياء السكنية فهذا حال لا ينبغي السكوت عليه إذ فرض ذلك مساحة من الشك في قيادة الوزارة على أنها تعاملت مع أصحاب مصانع الشمع مقابل عمولة مالية ضخمة يبدو ذلك من خلال فصل التيار عقب صلاة المغرب الوقت الذي لا مفر من استخدام الشمع وإلا ماذا يفسر هذا الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي؟ إذا كانت اليمن تحتفل بمرور "100" عام دون انقطاع التيار الكهربائي وغيرها من الدول أيضاً فإننا في اليمن نتمنى أن يمر يوم واحد دون انقطاع التيار الكهربائي حتى نحتفل بذلك اليوم مع إننا نستخدم التيار الكهربائي بقدر ضئيل مقارنة بالدول العالمية الأخرى.
إضافة إلى ذلك انقطاع التيار الكهربائي وعودته بشكل مفاجئ بقوة كهربائية عالية يحصد خسائر مادية يدفعها المواطنون، كما أن ضعف التيار سبب رئيسي في تلف الأجهزة الكهربائية إذا كانت على سبيل المثال خسارتي شهرياً في صيانة للأجهزة بمعدل "3" ألف ريال مع قيمة الفاتروة "5" ألف ريال شهرياً فكم خسائر جميع أبناء الشعب خلال سنوات فينبغي على وزارة الكهرباء والطاقة أن تتحمل الخسائر المادية التي يتكبدها المواطنون وإلا فعليهم الامتناع عن تسديد الفواتير الشهرية لأن إتلاف الأجهزة نوع من الجرم من المفترض أن يعاقب عليه القانون، فحرام إهدار المقدرات والإمكانات الهائلة والجبارة لا سيما مع الظروف الاقتصادية المتدنية التي تجعل من الصعب استعادة ما تم إتلافه.
الجدير بالذكر أن وزارة الكهرباء والطاقة ممثلة بالمؤسسة العامة للكهرباء قد صرحت أكثر من مرة بأنها ستعمل على تنفيذ عمليات صيانة لمحطات التوليد للحد من الانقطاع المتكرر في التيار، أين ذلك؟ وإلى متى؟ فها نحن نرى الأعمدة المكسرة والمنتشرة في الشوارع والطررقات العامة التي باتت تهدد المجتمع أفراداً وجماعات حتى أصبح الناس ينظروا إلى الكهرباء كنقمة بدلاً من أن تكون نعمة، فلماذا لا تقوم الوزارة المعنية بحملات إصلاح للأعمدة التالفة؟
فها نحن في فصل الشتاء حيث يقل الاستخدام النوعي للكهرباء بعكس فصل الصيف والذي يتضاعف فيه الاستخدام في تشغيل المكيفات في المناطق الحارة مما يزيد الأمر سوءً وتعقيداً فأي تحضيرات للفصل المقبل من قبل قيادة الوزارة التي لا يوجد لها أي إستراتيجية ثابتة فنتمنى على قيادة الوزارة أن تتبنى سياسات ممنهجة تحل أزمة الكهرباء في اليمن والله الموفق.
