لا أدري لماذا الإصرار على الدخول في حرب مع الله تعالى رغم الأزمات والفتن والتآمرات التي تمر بها البلاد ؟ أما يكفي عظة وعبرة ما يحدث في لبنان التي كانت قبلة لبعض الفساق والذين يتجهون الآن إلى اليمن. . أتريدون أن يحل بنا ما حل بغيرنا ؟ لماذا تدفعوننا للدخول في حرب خاسرة مع الله ؟ لماذا يريدون تحطيم أجيالنا ؟ لصالح من يعمل هؤلاء على كافة المستويات ؟ لنسف كل شيء في حياتنا من دين ومبادئ وقيم ، فيعملون على تدمير الأخلاق ونشر ثقافة العري والفساد وإثارة القلاقل والفتن وتمزيق النسيج الاجتماعي.
ألا يعظمون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يحترمون الدستور والقانون ؟ ألا يستحون من الناس ؟ ألا يسمعون لكلام علماء اليمن الذي صدر في بيان المنكرات والمعاصي وعلى رأس علماء اليمن أعضاء هيئة الإفتاء في الجمهورية اليمنية ؟ وما تلاه من أمر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من إزالة كافة المظاهر المخالفة لعقيدة وقيم شعبنا اليمني المسلم الواردة في بيانهم ؟ ما فائدة الانتشار الأمني وكثرة الأطقم العسكرية. . إذا لم يُحَمَ الدين والأعراض والأخذ على يد أولئك العابثين. ألا يسمع هؤلاء ما يقوله الناس عن أعراض اليمنيات واليمنيين في الخارج وخاصة في دول الخليج. . . . ؟ اسمعوا لبعض هذه الأحاديث لعلها تحرك عندكم بعض الغيرة :
فإنا نصبر على الجوع ولكننا لن نصبر على تحطيم دين الأمة ونشر الفساد وتحطيم الأخلاق وهتك الأعراض ونشر الفساد ، فالثورة ما قامت إلا لبناء مجتمع إسلامي مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف ، لا تشوهوا الثورة والجمهورية والوحدة ، فقد أصبح الناس يقولون : لئن شكى الناس من الجوع والفقر والمرض في دولة الأئمة فإننا نشكو الآن من الاعتداء على الدين والأخلاق والأعراض وانتشار الخمور وفتح أبواب البلاد للفساق والفاسقات وتهيئة مرافق الدولة لذلك والتي من آخرها استضافة الفنانة والراقصة السورية وغيرها من الراقصات اللبنانيات اللاتي يغادرن بعشرات الآلاف من الدولارات إلى خارج البلاد كان الأحق بها أبناء اليمن الفقراء فأي فائدة تجنيها البلاد معصية وخروج للعملات الصعبة.
لماذا تُسخَّر وتُهيأ إمكانيات الأمة من أجل الفساد الأخلاقي ؟ لماذا تنزل الإعلانات في الصحف الرسمية ؟ لماذا الاعتداء على ثوابت الأمة والإصرار على ذلك ؟
لماذا تطالب الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الدولة وزارة الأوقاف بإسكات أصوات العلماء والخطباء المنادية بإيقاف الفساد واستيراد الراقصات وتعتبر استيراد المنكرات غير متنافٍ مع عقيدة وتقاليد مجتمعنا اليمني ؟
ولا أدري من متى كانت أمهاتنا وجداتنا راقصات للأجانب. . وهل الثقافة الغريبة على مجتمعنا قيام الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم استيراد الراقصات وإفساد الأجيال استحوا من الله. . ومن شعبكم واتقوا الله في دينكم ولا تكونوا ممن قال الله فيهم : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) سورة البقرة الآية : 12.
وفي الأخير ننادي رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية ومجلس النواب والشورى وكافة المسؤولين للاضطلاع بمسؤولياتهم. . . التي أقسموا عليها. . وإيقاف العابثين عند حدهم.
إن المعاصي والذنوب كما أخبر المولى جل وعلا في كتابه العزيز كما ذكر علماء اليمن في بيان المنكرات نذير شؤم على الجميع.
وكم من نظام زال. . وسحقت أركانه وشردت قياداته عندما دخل في حرب مع الله تعالى بإنشاء مصنع للخمر ووجود مرقصين اثنين فما بالك إذا زاد ذلك كيف سيكون الحال والعياذ بالله ؟
ولا يحتاج كل شيء إلى مظاهرات واعتصامات. . إذا عرف الناس الحق الذي عليهم وقاموا بواجبهم ، فالأمر يمكن تداركه في بلادنا والأوضاع يمكن تلافيها وإصلاحها. . ولكن بشرط الصدق والصلح مع الله :
أولاً : بتطبيق شرعه ونصرة دينه والحفاظ على أخلاقيات الأمة وقيمها ومبادئها. . . فلا ربا ( أذونات خزانة ) ، ولا مراقص ، ولا خمور ، ولا إعلام فاسد تحت مبرر حرية الرأي ، ولا ظلم ، ولا ارتهان للخارج ، ولا فنادق للتبرج وعرض الأجساد ولو كانت أبو مليون نجم لأن كثرة النجوم لا تخرجها عن شريعة من نجومه تملأ السماء ، ولا اختلاط في الوظائف والجامعات والمدارس ، ولا معاهد ومراكز أجنبية للتنصير والعبث بدين الأمة ، ولا سماع للطابور الخامس في العبث بالقوانين المستمدة من الشريعة ، ولا سفارات ومنظمات تلتقي بمن تشاء وفي أي وقت تشاء وتفرض ما تشاء وتجيش من العملاء ما تشاء ، ولا إخراج للمرأة إلى المعسكرات والنوادي والمنتديات والتقائهن بالعلوج والخواجات ، ولا تدخل من المنظمات الأجنبية في تعليمنا ولا قضائنا ولا نسائنا. .
ثم بعد ذلك يكون الاتجاه لتقوية النسيج الاجتماعي والصف الداخلي للشعب اليمني بالبعد عن المكايدات والمزايدات والمماحكات الحزبية البغيضة التي دفعت للتنافس على إرضاء الأجنبي والتعاون معه ومد اليد إليه قبل مد اليد للإخوة في البلد الواحد فيما بينهم.
ولن يتم ذلك إلا إذا كان هناك صدق في التعامل وبُعدٌ عن المكر والتحايل والتصفيات من الوظائف على أساس حزبي ومناطقي مقيت فالتعدد السياسي والحزبي إما أن يكون من أجل التنافس والتعاون على الخير وتطبيق شرع الله والانطلاق من قناعات الأمة ومبادئها وقيمها وإلا فلا نريده ولسنا بحاجة إليه إذا كان سيؤدي إلى صراع داخلي وتبديد للأموال والثروات وإلهاء للأمة عن قضاياها الكبرى وعن جراحها النازفة في أكثر من مكان.
لا نريده إذا كان سيزرع العداوات ويوغر الصدور ، ويؤدي للارتهان واسترضاء الأجنبي مرة بالمطالبة بحرية الرأي التي ليست لها قيود ولو على حساب الدين والأخلاق حتى وصل الحد إلى قول القائلة : أن نتيح حرية الرأي للآخر ولو كان فيما نعتقده محرماً ، ومرة أخرى بالمزايدات بالمرأة والتضحية بها ب ( 15% ) كوتا نسائية ، والآخر يدخل في بيع النجش ب ( 20% ) كوتا نسائية ، ويحمل الآخر المسؤولية أمام الأجنبي لا أمام الله تعالى بحجة أنه يمتلك الأغلبية في البرلمان. . وهكذا دواليك. . . من تنافس ومزايدات ومماحكات مقيتة فرقت الأمة وبددت أموالها واستفرغت جهودها وشغلتها وألهتها عن قضاياها.
وفي الأخير : نناشد ونقول : يا رئيس الجمهورية. . يا رئيس الوزراء، يا نواب الشعب، يا عقلاء اليمن في أي منصب أنتم وفي أي حزب كنتم. . أدركوا البلاد قبل فوات الأوان فالأجيال في خطر. . الأجيال في خطر والمسؤولية عظيمة بين يدي الله تعالى.
كما ننادي المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح وجميع الأحزاب اليمنية ومنظمات المجتمع اليمني للتنافس على حماية حصون الأمة وأخلاقها لا للتنافس على إخراج المرأة من بيتها ومن وسط أطفالها تحت مسمى : " التمكين السياسي للمرأة " و" الكوتا النسائية " التي ليس لها أي مردود اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي أو أخلاقي لاسيما والبطالة تزداد يوماً بعد يوم في أوساط شبابنا.
هذا مع قيام الدولة بتهيئة الجو الشرعي المناسب والملائم لعمل المرأة والذي يصونها عن كل ما يؤذيها ولا يصرفها عن وظيفتها وفطرتها.
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلادنا الفتن والفساد وأن يحفظ علينا أمننا ووحدتنا واستقرارنا. . والحمد لله رب العالمين ،،،