;
عبد الباسط الشميري
عبد الباسط الشميري

أزمة القوقاز هل ستقسم العالم إلى معسگرين؟!! 1780

2008-08-31 03:54:48


يبدو أن الأزمة القوقازية تسير في اتجاه التصعيد ولا يختلف اثنان على أن الدب الروسي لا زال يحتفظ بكامل قوته ويظهر هذا جلياًَ في تماسك جبهته الداخلية وبصورة تدعو للإعجاب فالتفوق العسكري الذي تحاول حكومة واشنطن إبرازه أو استعراض العضلات وبالقرب من الجبهة الروسية مُنيَ بالفشل الذريع وإلى حد لم تكن إدارة بوش تتوقعه فبولندا التي كانت مقراً لحلف وارسو الذي كان يتزعمه الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة باعتزامها نشر الدرع الصاروخية للنيتو وإعلانها ذلك صراحة وعبر وسائل الإعلام العالمية ربما أغرى الجانب الأمريكي في إمكانية التمرد والضغط على روسيا أكثر سعياً إلى مواصلة مسيرة الابتزاز والسيطرة على العالم نزعم أن هذا يأتي في إطار الاستراتيجية الأمريكية المبنية أصلا على تكوين الأحلاف والتكتلات ومنذ زمن طويل وحقيقة ان التطور التكنولوجي في صناعة السلاح غير الخطوات التي تتبع في مجال السيطرة الدولية والتنافس بين القوى العملاقة، كما أن ظهور القوة الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية له أًثره في قلب الخطط الاستراتيجية وبحسب الدكتور/ عبدالجليل الصوفي والدكتور / بهاء بدري حسين في مؤلفهما المشترك الجغرافيا السياسية المعاصرة وكما جاء في الصفحة (182) منه.

(إن قنبلة ذرية متوسطة الحجم تعادل في قوتها الانفجارية قوة (أربعة) ملايين من قنابل المدافع المعروفة بعيار (77) بيمنا قنبلة هيدروجينية تعادل في قوتها الانفجارية (200) مليون قذيفة مدفع) (1) في حين أن السلاح الذي يجعل ميدان المعركة غير محدود له تبعاته الكبيرة من الكوارث، فالصواريخ عابر القارات تستطيع أن تصيب من الأهداف كيفما شاءت ويتلاشى في هذه الأحوال عنصر الوقت لأنه يحسب بالدقائق بدلاً عن الساعات كما أن العوامل الجغرافية تتداخل مرة أخرى في الاستراتيجية الذرية والمؤلفان وفي صفحة (184) أوردا جزئيات من حالات الشد والجذب بين الروس والأمريكان قائلين (إن توازن القوى في مجال الأسلحة النووية والهيدروجينية التي توجد عند كل من الروس والأمريكان والدمار الذي سيشمل العالم في حالة التصادم النووي ستضطر الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى أن تتحاشيا الاصطدام المباشر، لكن يبدو وان هذا التحاشي الذي يتحدث عنه المؤلفان قد ذهب أدراج الرياح خاصة وان الاستنفار والاستفزاز من كلا الجانبين قائماً وبصورة غير مسبوقة، أما الأهم حسب اعتقادنا فهو التنبؤ والذي نقل عن (السير إليك دوغلاس هيوم) رئيس وزراء بريطانيا في منتصف الستينيات والذي جاءت توقعاته المشهورة حول ما يسمى بالسلاح العالمي وعلاقة المعسكرين المتنافسين ومسيرة استراتيجتهما على المسرح الدولي ونظراً لتقارب وجهات النظر بين القوى العظمى وارتباط مصالحهما بشكل أو بآخر على الصعيد الدولي فتلك دلائل دفعت الرجل إلى التنبؤ بأن العالم سينقسم إلى معسكرين يختلفان كل الاختلاف عن المعسكرين اللذين كانا سائدين في ذلك الوقت وهما كالتالي:

1- معسكر سيضم الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية والغربية وكندا والولايات المتحدة واليابان واستراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا وسماه المعسكر المتطور، أو المعسكر الأبيض،أو المعسكر الشمالي،

2- معسكر سيضم كلاً من الصين والهند والشرق الأوسط وجنوب آسيا وقارة أفريقيا وقارة أمريكا الجنوبية وستجد هذا المجموعة من الدول نفسها وبحسب( هيوم) في معسكر واحد يتحد في قضايا الدفاع عن سيادة دولة وموارده الطبيعية والمواقع الاستراتيجية وسمى (هيوم) هذا المعسكر بالمعسكر النامي أو الملون أو الجنوبي وهو ما يسمى الآن بالعالم الثالث ورغم أن هذا لم يحدث بالشكل الذي جاء في توقعات الرجل حرفياً إلا أن أكثر من 70% من توقعات (هيوم) قد أصبحت حقيقية شبه قائمة أو واقعة مع الأخذ في الاعتبار محور روسيا التي يفترض أن تدخل في الحلف النامي فالتكتل الذي تحدث عنه وسماه بالدول النامية هو حقيقة موجودة مع اختلافات بسيطة ربما لا تكاد تذكر إذا ما سلمنا بنتيجة التقارب الروسي الأمريكي الذي كان عليه منذ عقد ونيف من الزمن حتى جاءت مرحلة جديدة من مراحل إعادة تشكل الخارطة العالمية وان كان المخاض الذي سيتولد عنه هذا العالم الجديد سيكون عسيراً وعسيراً جداً بل تعتقد أن العالم اليوم يعيش في حالة ترقب وحذر شديدين وربما يسفر عن هذا التصعيد القائم في منطقة القوقاز والبحر الأسود الذي بدأت ملامح عمليات عسكرية بالغة الخطورة وتنذر بالتفجير أو تفرز لعالمنا أزمات جديدة لم تكن في الحسبان فهل تستمر الأزمة بين العملاقين الروسي والأمريكي أم أن بوادر انفراج قريبة ستحل ويتنفس العالم الصعداء كون التصادم لا سمح الله لو تم فسيكون مدمراً وبصورة مفزعة بل لا تتحملها الكرة الأرضية برمتها وللحديث بقية إن شاء الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد