للصحافة دور كبير بين وسائل الإعلام المختلفة لما تمثله في مجال نشر الخبر والحقائق والتعليق والتأثير على المطبقة القادرة على القراءة والكتابة، علاوة على أن جمهورها هم فئة المثقفين الذين يمكنهم التأثير في بقية أفراد المجتمع، إضافة إلى أن الصحيفة تعد مصدراً للمعرفة والخبر يمكن الاحتفاظ بها لفترة طويلة مما يعطيها قدرة على نقل التأثر ويجعلها مرجعاً وثائقياً للخبر والمعلومة، ولذلك فإن الصحافة يمكنها أن تساهم في التوجيه والتثقيف بل وقيادة الرأي العام، وللصحافة وظيفة مهمة تتمثل في مقدرتها على توفير الدعم والتعزيز لمراكز السلطة في المجتمع بما يهيء للقيادات الفاعلة الإسهام في تعزيز مشروعات النظام وتلبية توجهاته عن طريق ما تقوم به الصحافة من توجيه وتكوين شبه إجماع في الآراء، ويندرج مع هذا قدرة الصحافة على القيام بالحملات التوجيهية لتحقيق أهداف المجتمع المدني، ويبرز دور الصحافة المهم في وقت الأزمات وإدارتها لكون الصحافة وسيلة من وسائل التأثير الإعلامي التي تستطيع غزو العقول والتسلل إلى النفوس وإحداث التأثير الحقيقي للتعامل مع الأزمات التي يتعرض لها المجتمع، حيث تتعرض المجتمعات بين الحين والآخر لأزمات طارئة تتطلب أن تقوم الصحافة بدور طبيعي لإصلاح الوضع وعدم الإثارة، لا شك أن لوسائل الإعلام دورها في التأثير الفعال وخاصة في تبني وجهة نظر منظمات المجتمع المدني والهيئات المنبثقة عنها، إن عالمنا المعاصر يشهد تطوراً تقنياً مذهلاً فرض نفسه على العمل الصحفي من حيث صناعة الخبر وإظهار الحقائق بعيداً عن وسائل الشحن للنفوس بالمعلومات المضللة التي تنعكس على الواقع بشكل سلبي.
إن العمل الصحفي من سماته أنه يحاول دائماً الوقوف على حقيقة الحديث وينفرد فيه بما نسميه السبق الصحفي، وهنا يحاول الصحفي أن يتوصل إلى الحقيقة ولو من وجهة نظر الصحافة ومن ثم يضع قراءة مستقبلية لما يمكن أن يصل إليه الشارع أو الوضع القائم، وهو في حد ذاته يشكل جانباً مهماً، في الاستخدام الفعال للصحافة في إدارة الأزمات والتعامل معها بكفاءة عالية.
الصحافة لها دور فعال في التصدي للشائعات المغرضة التي تسعى لإحداث البلبلة بين أفراد المجتمع مما يوفر المناخ الهادئ ونشر السكينة والطمأنينة في أوساط الأمة؛ لأنه من السهل نشر الإشاعة بل وإكسابها نوعاً من المصداقية مثلما نلاحظه بعض الصحف المأجورة من الخارج أو من بعض مراكز القوة في الداخل..الذي أريد أن أصل إليه هو أن للصحافة دوراً سلبياً أو إيجابياً في توجيه الرأي العام ولذلك لا بد من المصداقية، وأن يوجه النشاط الإعلامي لما يخدم أهداف صناعة مجتمع مدني ونشر ثقافة القبول بالآخر وثقافة التصالح والمساواة بين الطبقات ونبذ ثقافة الكراهية: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون".