Almonef86@yahoo.com
ونحن نتابع تفاصيل اللحظات المتبقية من شهر شعبان بأشواق تسابق فرحتنا بقدوم ضيف كريم يحمل لنا كل الخير، ويفتح لنا نافذة للطاعات ومضاعفة الحسنات والتكفير عن السيئات التي علقت بنا طيلة عام منصرم.
وأرواحنا تشتعل مزهية بفرحة اللقاء وقلوبنا تهفوا لمعانقة شهر الرحمة والمغفرة بينما وزارة الكهرباء تهاجم مشاعرنا الاحتفالية ببروفات تؤذي فرحتنا وتعكر صفو روحانية اللقاء.
فمسؤولو الكهرباء يهدفون من خلال هذه البروفات إلى أن يعودونا على انقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة قبل دخول رمضان حتى لا ننزعج خلال الشهر الكريم، ولربما تفوه أحدنا بالشتم والسباب عليهم وذلك قد يبطل صيامه، أي أن موظفي الكهرباء الصغار يحاولون مساعدتنا بقدر استطاعتهم حتى أن سيارات الكهرباء والمخصصة للطوارئ أصبحت هذه الأيام تقدم خدمة توصيل الشمع "النووي" إلى المنازل بهدف مساعدة المواطنين وخوفاً عليهم من مشقة الذهاب إلى البقالات.
مما يجعل القلب يقطر دماً هو أننا في هذه البلاد نشكوا من كل شيء ولم يصلح من ما نشكوا منه شيء.
ألم يكن الأولى على حكوماتنا المتعاقبة معالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بدلاً من إقامة المهرجانات والاحتفالات التي تكلف البلاد مبالغ باهظة تذهب سدى، هذه المشكلة التي ما زلنا نعاني منها وسنظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
لا أدري ما هي الفائدة من كل هذه الخطط العملاقة والمشاريع الملقاة على بطون الأوراق بدون تنفيذ، فمثلاً مشاريع توليد الطاقة بالنووي، مشاريع توليد الطاقة بالغاز، مشاريع توليد الطاقة بالشمس أو الرياح أو المساقط المائية، وهذا كله مجرد كلام تصطاده أحزاب المعارضة المتربصة كي تموسق فيه بإضافة بعض الألحان لتؤذي به مسامعنا كل يوم وبدون فائدة.
ما هذه السياسة الحمقاء التي تدار بها هذه الحكومة التي لا تقرأ متطلبات المواطن الضرورية وسبل معالجتها؟
فالشارع اليمني يعيش هذه الأيام وضعاً محتقناً، وقد تكالب علينا الأعداء وزُرعت لنا تمردات عديدة، وأغدق أصحاب النفوس المريضة بالمال بهدف إثارة النعرات الطائفية وخلق البلابل والفتن لزعزعة أمن واستقرار بلادنا الحبيبة، لكن ما زال الحبل الذي يربط القيادة بمواطنيها عتياً أمام الحملات التي تدعوا إلى تقطيع وتمزيق البلاد وجرها إلى الهاوية.
فلماذا لا يشد هذا الحبل بانجاز المشاريع المتعثرة وتطبيب نفوس العامة بأقل القليل من حقوقهم المهملة؟
هل بمقدوركم أيه الساسة معالجة انقطاع التيار الكهربائي حتى يستأنس العامة بمنجز أرق حياتهم كثيراً؟
ألا يكفي ما تستخدمه حكومتنا الرشيدة من حٌقن مهدئة؟ فإنها قد تقضي على ما تبقى من رمق في حياة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، فالانطفاء المتكرر والمفاجئ للتيار الكهربائي يزيد من معاناة الأسر الفقيرة فيقضي على الأجهزة المنزلية التي ليس لهم سواها ولا يستطيعون شراء غيرها، ويتسبب أيضاً في إتلاف الأغذية المدخرة لأيام متعددة بسبب كفاف الحياة التي يعيشونها، كما أن انطفاء الكهرباء قد يساعد اللصوص في تسهيل سرقاتهم، وبالتأكيد فإن أصحاب الأسوار العملاقة لا يستطيع اللصوص تخطيها، بل إن المساكين وأصحاب البيوت الصغيرة هم الوحيدون التي تطالهم الأضرار الناجمة عن انطفاء التيار الكهربائي.
لقد كٌتب علينا نحن الإعلاميون أن نعيش وألم الفوضى والعشوائية التي نشاهدهما كل يوم يعتصرا كلماتنا التي لا يلتفت إليها السياسيون السذج ليغتسلوا من أخطائهم التي يعاتبنا عليها العامة.
* ملاحظة:
بما أنه قد فرضت علينا سياسة "طفي، لصي" حتى يأتي الفرج من عند رب البرية، لماذا لا يكون هنالك جدول يحدد فيه وقت إنطفاء الكهرباء، والمدة التي ستظل فيه الكهرباء منطفية لكل حارة وينشر في الجريدة الرسمية حتى يتسنى لكل مواطن معرفة الوقت المخصص لحارته وأخذ الاحتياطات اللازمة والكافية لفترة انقطاع التيار الكهربائي؟ أم أن سمتنا العشوائية في كل شيء؟