ameritaha @ gmail.com
تواصلاً مع "حكاية رحلة سفر" أعود وأقول: إن من أبرز ما لفت نظري خلال الرحلة هو الحضور الكثيف "لصندوق التنمية الاجتماعية" الذي يكاد يكون مرافقاً لكل مسافر من خلال اللوحات التي تشير للمشاريع التنموية الممولة من الصندوق الذي قام بالعديد منها، خاصة في مجال الطرق توسيعاً وشقاً وتعبيداً وسفلتة، يقابل هذا الحضور لدور ونشاط الصندوق هناك ما يلفت النظر أيضاً وهو التوسع العمراني الهائل والمثير والمدهش، والذي يقابل المسافر بكل المناطق والمدن التي مرينا بها من العاصمة وحتى مديرية حيفان محافظة تعز، فالمسافر يشاهد توسعاً عمراني مهيلاً وحركة تنموية وتوسعاً في البنيان والعمران بصورة مذهلة ومدهشة في آن، إذ لم أصدق أن انقطاعي عن الأماكن التي زرتها ولسنوات خمس قد أحدث كل هذا التوسع عن الذي يبدأ عند مداخل العاصمة صنعاء مررواً بمدخل مدينة معبر فذمار ثم مدينة يريم وكتاب وإب وصولاً إلى محافظة تعز التي أذهلنا توسعها العمراني لدرجة تداخلت مشاعري بين هذا التوسع العمراني الملفت وبين الوضع الاقتصادي المثار، والحالة التي يصف بها البعض وخاصة في الخطاب الصحفي، هذا الواقع بتداعياته وظروفه ومعطياته، والحقيقة أن مشاهد التوسع العمراني لا تتسق مع التشخيص الراهن للحال الاقتصادي هذا من ناحية، ومن الأخرى يعبر هذا التوسع سوء تشخيص للأوضاع الاقتصادية الراهنة، في المقابل هناك ظواهر غائبة يفترض حضورها في رحلة المسافر مثل أن يكون هناك أسواق شعبية تعني بعرض تراث المناطق التي يمر بها المسافر من العاصمة إلى بقية مدن ومحافظات الجمهورية، أسواق التراث الشعبي والمنتجات المحلية، هذه يجب أن تكون دليل المسافر وغاية صناع المنتج السياحي الوطني لما لهذه الأسواق من مردودات إيجابية على الواقع الوطني وعلى المنتج السياحي الوطني، إذ يحتاج المسافر إلى مثل هذه الأسواق وسلاسة التعامل بها على أن يحظى المسافر بمعلومات شاملة عن منتج وتراث كل محافظة ومنطقة ومدينة بما في ذلك أهم المعالم التاريخية والأثرية والمنتجات المحلية لكل مدينة ومنطقة ومحافظة والحرف اليدوية التي تشتهر بها كل مدينة ومنطقة ومحافظة، وأتمنى على وزارة السياحة والمجالس المحلية والسلطات المحلية التفكير الجدي بهذا، كما أتمنى أن يشارك الصندوق الاجتماعي في هذا العمل لقناعتي بالدور الوطني الملفت الذي يلعبه هذا الصندوق بجدية وشفافية ونوايا وطنية صادقة، وبما يحقق الأهداف التنموية والتطلعات التي تستوطن الوجدان والذاكرة.
للرحلات فوائد كثيرة وكبيرة، وأعترف إننا ولولا الأخ والصديق العزيز/ رفيق إبراهيم شائف العريقي لما استطعت ربما أخرج بسهولة من العاصمة التي ذهلت بتوسعها العمراني هي الأخرى، وبرغم أنني أعيش في العاصمة إلا أنني لم أذهب يوماً لأبعد من نطاق السكن والعمل، وأكبر مشوار أقوم به هو لمؤسسة الثورة للصحافة، لقد ساعدني الصديق العزيز رفيق إبراهيم في القيام بالرحلة والتمتع بها والتعرف على كل جديد نما على سطح الخارطة الوطنية في طريق رحلتنا، وخاصة معالم محافظة تعز مثل "قلعة القاهرة" التي غدت تبهر الزائر ليلاً ونهاراً، وكذا منتزه الشيخ زائد في جبل صبر الأشم، ومعالم صالة، وما أجمل التجوال في معالم تعز ليلاً خاصة بوجود خدمة التيار الكهربائي، مع العلم أن الكهرباء هي الغائب الوحيد في الرحلة، حيث دخلنا المحافظة والكهرباء مقطوعة، وفي تعز تنقطع الكهرباء لساعات وخلال إقامتنا في منزل الأخ الفاضل/ إبراهيم شائف العريقي والد رفيق الصديق الذي رافقنا لم تنقطع الكهرباء وحسب، بل فوجئنا بخلل كهربائي أدى إلى قطع التيار عن منطقة الحوبان حيث يقع منزل الصديق رفيق الرحلة.
وحين اتصلنا بطوارئ الكهرباء جاءت الإجابة أغرب من السؤال، حيث كان مهندسو المؤسسة يجوبون المنطقة بحثاً عن نقطة الخلل، وللحكاية بقية.
