مفهوم الأمن في اللغة هو الأمان، وهو أيضاً من الأمانة، وقد امنت فأنا آمن وآمنت غيري من الأمن والأمان، والأمن ضد الخوف، وفي القرآن الكريم وردت كلمة الأمن ومشتقاتها في مواضع كثيرة ومتعددة منها قوله تعالى "الذين أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ويقول عز وجل: "إذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا"، ويقول عز وجل: "وهذا البلد الأمين" أي الأمن وهو من الأمن وربط الأمن بالإيمان قال تعالى: "والذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن" والأمن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيمان، والإيمان قيمة سامية رفيعة ويعني التصديق بما جاء في الحديث النبوي الشريف: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، وفي حديث آخر: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وليحسن إلى جاره"، "لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن جاره بوائقه"، هناك أحاديث كثيرة وآيات قرآنية تربط قضية الأمن بالإيمان بالله عز وجل وكلها تعالج موضوع الأمن من منظور أخلاقي وقيمي، وكما نلاحظ أنها تربطه بالقيم الفردية ولكنها عامة المضمون ترتقي حتى تربط الإيمان بحب الوطن "حب الوطن من الإيمان"، فإذا توفر الإيمان توفر الأمن والحب والمودة بين كافة شرائح المجتمع، فالإسلام مجموعة من القيم التي تنظم حياة الناس وتربطها بمنهج الله، أما مفهوم الأمن في الاصطلاح فهناك الكثير من الدراسات مرتبطة بأكثر من عامل، فمثلاً الأمن هو جملة الإجراءات التي تتخذها الدولة في حدود طاقتها للحفاظ على مصالحها في الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات الدولية، ويهدف الأمن إلى تأمين الأمة من الداخل ورفع عوامل التهديد والعدوان الخارجي بما يحفظ حياة مستقرة تساعد على النهوض والتقدم.
فالأمن الحقيقي للدولة والمجتمع ينبع من معرفتها لمصادر قوتها في الميادين المختلفة وتنمية القدرات والكفاءات، فهذا هو الدرع الحقيقي للحاضر والمستقبل، الأمن هو تأمين كيان الأمة ضد الأخطار التي تهددها داخلياً وخارجياً، وصيانة المصالح وتهيئة الظروف المناسبة لإحداث تطور نوعي في كافة المجالات الأمنية والتقنية وتطوير العمل الموسمي الذي ينظم الهرم الإداري للدولة بحيث ينعكس الأمن على حياة المواطن ويؤمن على قوته ومعيشته ليعيش حياة كريمة تحافظ على ماء الوجه والقيم الدينية والإنسانية النبيلة قال تعالى: "الذين أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" فالأمن لا بد أن ينعكس على الاستقرار المعيشي لشرائح المجتمع كلها وتوسيع شبكة الرعاية الاجتماعية للأسر الفقيرة من خلال رفع المبالغ المقدمة لها والله الموفق..