Ameritaha @gmail.com
حكاية مثيرة سمعتها خلال جلسة - مقيل لدى أحد الأصدقاء - تتناول قصة لا تخلوا من الغرابة بطلها إحدى الجهات السيادية الهامة المعنية بتربية وتعليم الأجيال والطرف الآخر هو - البنك الدولي - الذي ضمن دعمه لبلادنا رصد مبلغاً لصالح -التغذية المدرسية، وعليه تحرك فرسان "النهب" بسيناريوهات عديدة الغاية منها هو تحصيل هذا الدعم المرصود، وقد توصلوا إلى آلية جد مثيرة وهي قيام الوزارة بتبني فكرة "مطبخ في كل مدرسة" على أن تأتي الأطعمة التي تخرج من - مطبخ المدرسة - هذه أو تلك بما يتسق مع المحصولات الزراعية للمنطقة التي تقع المدرسة في نطاقها؟
يعني مدرسة في "بني حشيش" وفق هذا المفهوم يجب أن يكون - الطبيخ - الذي يقدم للطلاب هو - طبيخ العنب - والمنطقة التي تزرع القات لا نعرف نوعية الطبيخ الذي سوف يقدم للطلاب، طبعاً الطبيخ في كل مدرسة سوف يقدم إلى جانب "إبرة فيتامين" إضافية تعطى لكل طالب، المشروع والسيناريوهات المرافقة له جد معقد، وكل ما يتصل به معقد والوزارة تسعى فقط للحصول على الدعم المخصص لهذا الجانب رافضة فكرة ترك المشروع للمنافسة من ناحية أو القيام بدراسة شاملة تخرج المشروع بصورة حضارية ووطنية وصادقة ومقبولة بنظر الشعب والمستهدفين وهم الطلاب من ناحية أذى، إضافة إلى ضرورة أن يكون المشروع منسجماً مع الرؤى الوطنية والتوجهات والقيم بحيث يقبل المشروع أو لا كفكرة من الرأي العام الوطني ويدرس بعناية من قبل الجهات السيادية المختصة وبلورة رؤى ومفاهيم قادرة على كسب ثقة المواطن وتفاعله.
الأمر أننا حين نطالب بتطوير التعليم والارتقاء برسالته وتغيير المناهج وتكريس قيم الهوية الوطنية والانتماء وترسيخ مبدأ الولاء الوطني أن كل هذا لا ينحصر في مشروع تقديم الوجبات للبطون، لكن الأمر المطلوب من التربية هو الارتقاء بكل ما له علاقة بالعلم والمعرفة وعقول الطلاب وهذا الجانب هو من يحتاج للاهتمام والجد والجهد والمثابرة وليس الأخذ بفتافيت الأمور والظواهر وابتكار نظم ومسميات وظواهر تزيدنا جهلاً لما نعانيه من الجهل وخاصة أن هذا المشروع يأتي بعد توجيهات علنية من فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله - بضرورة وأهمية الارتقاء بالمناهج التربوية وأن تتحمل الجهات السيادية المعنية مسؤولياتها في هذا الجانب وبما يمكنها من خلق جيل وتشكيل قناعته على أسس وطنية واضحة وراقية ومتقدمة وآخذة بكل الظواهر العلمية والمعرفية، تكون قاعدتها الولاء الوطني والثقافة الوطنية بكل أبعادها العربية - الإسلامية بما تحمل هذه الأبعاد من مفاهيم ثقافية وفكرية وحضارية.
إن حديث من كانوا في ذلك اللقاء الذي حضرته كان مفعماً بالسخرية من هذا التفكير الذي إن صح من قبل قيادة الوزارة فإنه بكل المفاهيم يشكل فضيحة وفضيحة غاية في الإحراج لمسارنا ولتحولاتنا ولراهننا الحضاري الوطني بكل الظواهر الإيجابية المشرقة التي نعيشها وننعم بمناخها!!
قضية أضعها أمام كل ذي عقل وبصيرة راجياً من كل ذي علم ودراية بها أن يزودنا بكل ما يتصل بهذا المشروع الذي تعمل التربية على إخراجه واعتباره جزءاً من الانتصارات وربما تطلع لنا الوزارة بديباجة المشروع وتقول إنه تعبير عن توجيهات فخامة الأخ الرئيس وتجسيداً لبرنامجه الانتخابي.
