لا توجد أسرة فيها أولاد وبنات يمكن أن يمضي فيها يوم دون نشوب صراع بين أخوين أو أكثر بسبب أو لآخر، وهو صراع جزء من التنافس الذي توجده الطبيعة عادة بين الإخوة والأخوات وقد يعززه الآباء فيما بعد من خلال حرصهم أحياناً على تفضيل ولد دون آخر.
إن التنافس بين الإخوة أحد أكثر المظاهر أو التجليات وضوحاً "لحرب الأطفال" ومعظمنا قد جربنا بأنفسنا هذا التنافس بين إخواننا وإخواتنا، إذ كنا نتشاتم ونتشاجر، وهكذا هم الأطفال في كل زمان ومكان، يتبادلون الشتائم ويتشاجرون ويستولون على ممتلكات ومقتنيات بعضهم البعض.
وقد يبدأ التنافس مبكراً كأطفال ورضع يتنافس الإخوة من أجل الحصول على اهتمام الآباء وعطفهم ثم يتحول هذا التنافس إلى التنافس على الطعام والدمى أو حتى أفضل مكان للجلوس عليه وغيرها من الأشياء التي قد تكون سبباً كافياً للتشاجر والاقتتال عليه.
وكمراهقين يتنافسون على الأصدقاء أو على ملابس وكبالغين قد يتنافسون على إرث العائلة، وهكذا فإن تنافس الإخوة قوة عظيمة تتشكل منذ الولادة وتستمر حتى الموت.
لا يعد هذا الأمر شيئاً جديداً ذو ظاهرة غريبة، فكل ذرية تعيش في أسرة تظهر شكلاً من أشكال التنافس بين الأخوة والتفسير الأساسي لهذا الأمر بسيط، فكل ذرية تحاول أن تزيد من نسلها وهي على استعداد للقيام بأي شيء كي تنجح، حتى إن كان ذلك يعني للواحد التضحية بنجاح إخوانه وأخواته، يعني ذلك إلى حد ما ألا يسعى الطفل هنا إلى استدعاء والديه بكثرة "..."ومنافساته مع إخوانه لأن ذلك قد يضعف مكانته وسط الأسرة ككل وقد يدفع بالأبوية إلى مساندة أخوه الأضعف وإلى حد ما يتعين على الطفل أيضاً ألا يستعدي إخوانه لأنهم قد يكونون مفيدين له في الكثير من الأوقات، وكثيراً ما يكون أداء الإخوة معاً في المنافسات الخارجية "أي مع الزملاء أو الجيران" إذا تعاونوا أفضل، وهذا يذكرنا بالمثل القائل: "أنا وأخي على ابن عمي".
كما أن الإخوة بتعاونهم وتكافلهم يستطيعون أن يفرضوا ضغطاً أكبر على ذويهم للحصول على ما يدون، وهكذا فإن العلاقات بين الإخوة أشبه بحبل مشدود بين التعاون والصراع.
والأطفال الأكثر نجاحاً هم أولئك الذين يسيرون على هذا الحبل بحذر فائق.