;
علي أحمد العِمراني
علي أحمد العِمراني

عن وحدة الضم والإلحاق والبيع قطعة قطعة! "2-1" 282

2024-06-30 00:58:48

وقفت مؤخراً على تناولات لشخصية وحدوية مرموقة من جنوبنا العزيز، تتحدث عن مفهوم وحدة الضم والإلحاق، ومفاهيم من قبيل الفرع والأصل.. ومن الطبيعي أن تكون مثل هذه المفاهيم مرفوضة ومستهجنة.

shape3

ولا يوجد أحد، بما في ذلك أخلص الوحدويون، ولا كاتب هذه السطور، يقبل بأن تكون الوحدة مجرد ضم وإلحاق، في ما مضى وفي المستقبل.

والحقيقة، فإن اليمن كله أصل وفصل. ولا تقبل البيضاء، أو تهامة، وإب ومأرب، وتعز، وذمار، والجوف، بصعدة، مثلا، إلا شقيقة، وشريكة، كما تقبل الهاشميين، إخوة وشركاء، لكنها، لا تقبل سيطرة أهل صعدة عليها، مثلما يحدث الآن، سواء كانوا حوثيين هاشميين أو غير ذلك.

ومن يتبنى مثل ذلك التمييز، أو يمارسه، ضمناً أو صراحة، فهو يعبر عن جهله بالتاريخ، والحقائق، وتنكره للحق والعدل؛ ومآلات الأمور، ويستحق التنديد والرفض المطلق والمقاومة، والإزدراء.

ولنا في كل ربوع اليمن وجهاته، مجد وتاريخ، وحضارة وأهل وأصل وفصل، سواء قبل الإسلام أو بعده، ما عدا إن الإمامة، في المجمل، كارثة من يومها الأول، والآن.

ولا نتحدث هنا، عن ترهات ودعاوى وزيف الولاية!

وللنزعات الانفصالية، سببان؛ الآن وفي تاريخنا، وهما؛ الإستحواذ والاستغلال، وما قد يحدث من استعلاء جهوي أو فردي مقيت، بسبب نتائج الحروب، والسبب الآخر؛ هو الرغبة والطمع في التفرد في حكم منطقة بفصلها عن الدولة الأم وقت ضعف الدولة أو مع تدخل خارجي، وغالباً قد يحدث الإثنان معاً.

وفي كل الأحوال، فإن المظالم، وإن حدثت، لا تبرر المضي بشرذمة الأوطان، مع أن المظالم قد تساعد في الدفع بالتشرذم قدماً، وقد يتذرع بها ويتحجج بها ويبالغ فيها الإنتهازيون والطامعون، غير الجادين في إرساء العدل، وإنما باستغلال أي مستوى من الأخطاء والاختلالات لمآرب خاصة.

والأجدى، هو مواجهة الظلم من داخل الدولة ذاتها، دون هدمها وشرذمتها وتفكيكها؛ والعمل والزمن، كفيل بالإصلاح والتصحيح، دون هدم البيت على ساكنيه مثلما حدث ويحدث، في اليمن.

وعندما تتجاوز السلطة القائمة كل الحدود، مثل حالة الحوثي، فلا سبيل سوى المقاومة، ولكن دون هدم كيان الوطن، أو اتخاذ وجود جماعة مثل الحوثي ذريعة لذلك، مثلما يتبنى الانفصاليون.

ونحن نتحدث عن أحوال اليمن، قال لي صديق، من سلطنة عمان الشقيقة؛ التي يتسم حكامها وأهلها بروية وعقل: قد تحدُث عندنا مشاكل، لكننا نعالجها بالصبر والحكمة، والإصلاح والعمل دون هدم البيت على ساكنيه!

تأملت في قوله، وقلت في نفسي: ما كان أحرانا في اليمن بفعل ذلك أيضاً.

والملفت أن المنتصر في حروب الإخوة الأعداء في بلادنا، قد يتمادى، ويتجاوز وقد يأمن مكر التاريخ أيضاً، وقد حدث ذلك، ويحدث أمام أعيننا.

في 2010 كتبت مقالاً بعنوان: أهل الجنوب شؤون وشجون، ونقلت عن الزميل الشيخ صالح بن فريد العولقي، كلامه للشيخ عبدالله الأحمر في منزل الأخير، وقوله؛ لقد دمرنا دولتنا، وسنكون لكم عبيداً كما يبدو!

قال ذلك بعد حرب 1994 مباشرة، التي شارك فيها بن فريد ضد الإنفصال!

وليس هموم وكلام بن فريد هو فقط ما أوردته في ذلك المقال، بل تحدثت عن التمايز الذي كنا نشعر به نحن أيضاً في مجلس النواب، وذكرت في ذلك كلاماً للشيخ نبيل باشا، والدكتور عبدالرحمن بافضل، ووضع الدكتور الشيخ عبدالوهاب محمود، نائب رئيس المجلس، حينذاك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد