;
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان

يوم الخرافة ومصادمته للفطرة 258

2024-06-24 20:54:09

يجتهد معظم علماء الأمة قُبيل يوم الولاية الإمامي (الخرافة) من كل عام في بطلان هذا الادعاء والوصول إلى نتيجة واحدة مُحَقّقة (أنها حادثة (إن صح) وقوع بعض جزئياتها فباطل وخرافة ما ترتب على تلك الجزئيات من أحكام استمات في إبرازها الجماعات السلالية الكهنوتية والتي ما أنزل الله بها من سلطان.

بعيداً عن تحقيق كثيرٍ من العلماء وتكذيبهم لفِرية يوم الولاية (الغدير) نقلا وعقلا، فكان لزاماً التوضيح بأن الاحتفاء بيوم الغدير من قبل الجماعة الإرهـابية الحوثية إنما هو احتفاءٌ بغدرها بالنظام الجمهوري، والذي منحها طيلة أكثر من خمسين عاما مالم يمنحه بقية الفئات والمكونات الاجتماعية والسياسية والفكرية، على الرغم أن هذه الجماعة كانت بقية من مخلفات الإمامة التي استبدت باليمنيين طيلة قرون عديدة، إلا أن النظام الجمهوري بَوّأها مقامات عالية ومراتب عظيمة في الدولة، ومكّن لها في جميع مؤسساته تحقيقا للهدف السبتمبري... (ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ) إلا أن هذا التكريم الجمهوري جعلت منه هذه الجماعة وسيلةً للغدر بهذا النظام الجمهوري بدءا بالتغلغل في مفاصل الدولة والنخر في صلبها والتسلق إلى أعلى هرمها والتسرطن في كل مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.

على الرغم من سماحة النظام الجمهوري إلا أنها كانت (سماجةً) وغفلةً حين الرضوخ لشروط الخارج عبر مفاوضات استمرت خمس سنوات من 1965إلى 1970 كانت نتيجتها تقاسم السلطة بين الإمامة والجمهورية لتغدُر الأولى بالثانية في 21سبتمبر2014حاملة معها إرثها السلالي ومنهجها العنصري ومذهبها الإمامي، المُستوحى من الصفوية والتي اكتسبت منها الجماعة الإرهابية الحوثية اليوم كل أشكال الإرهاب والضلال وعلى رأس ذلك يوم الولاية والمشتهر اليوم يوم الخرافة.

يوم الولاية ليس إلا مُصادما للفطرة البشرية والإنسانية السوية، إذ كيف لعاقل أن يفكر مجرد تفكير أن سلالة تدعي أن الله منحها السطوة لتسلُب بقية البشر حقها في الحرية، وأن الإنسانية ليست إلا متاعا تتقاسمها وتتوارث حكمها واستعبادها جماعة لا تملك من معايير الحكم والسلطة إلا (وصية مفتراه وصكا مزورا ونصا مكذوبا) قد أعَدّتْ ما استطاعت من إرهاب تُرهِب به من لم يؤمن بسلاليتها ويعتنق دجلها ويعتقد أفضليتها ويحتفي بخرافتها.

تؤكد اليوم جماعة الحوثي الإرهـابية أن يوم ولايتها وغديرها إنما هو تمجيد واحتفاءٌ بغدرها بالجمهورية والدولة والنظام والقانون، وغدرٌ بالهوية اليمنية وقوميتها العربية ومعتقدها الوسطي الحنيف وبعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وغدرٌ بالشعب وبكوادره ومرتباته وحقوقهم المكفولة دستورا وبمناهج أبنائهم، وغدرٌ بالشركاء والحلفاء والمواثيق والاتفاقات.

في يوم الخرافة تؤكد مخلفات البشرية الحوثية انه لا إنسانية وإنما سلالية، وعبودية لا حرية، وطبقية لا مساواة.

إنه وعلى الرغم من الكم الهائل من الركام والخراب الذي أحدثته هذه الجماعة الإرهـابية في حق اليمن واليمنيين إلا أن ذلك لن يدوم، فما كان لجماعة عبر التاريخ إنها دامت واستقر لها قرار وهي تحمل كل أشكال الإرهاب وتتدثر بالشعارات وتلوي أعناق النصوص وتطمس الحقائق وتزور الشواهد وتغتال الشهود، يكفي من التاريخ عبرة أن أرقى دولة على مر التاريخ كانت الدولة الإسلامية في الأندلس والتي ظلت ثمانية قرون، والتي كانت ركيزة هامة في الحضارة الإنسانية برمتها، ومع ذلك سقطت وبقت آثارها العظيمة، وما كان سقوطها لأنها تحمل سلوكا إرهـابيا ومنهاجا عنصريا كالجماعة الحوثية الإرهابية وإنما لحالة من التنازع والضعف الداخلي.

 ستزول الجماعة الحوثية لإنها أولا وأخيرا متجردةً من معاني الإنسانية وتحارب الفطرة السوية وتحمل مشاريع الموت والدمار وشعارات الخرافة، وسَتُخرِب هذه الجماعة وكرها وكهفها بأيديها وأيدي من ينتظمون وينضبطون داخل الصف الجمهوري المؤمنين بشرعهم الوسطي وجمهوريتهم التي كفِلت للجميع الحرية والعدالة والمساواة وإزالة كافة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد