;
أحمد عثمان
أحمد عثمان

لحظة يا زمن 336

2024-04-21 23:40:18

لحظة يا زمن قلة هم الذين يخاطبون الزمن ويتحدثون مع الأيام والدقائق بتأمل في محاولة لتوقيف الزمن لحظة واحدة على الأقل ليرد الإنسان أنفاسه ويتوقف عن الجري واللهث مع الزمن الشارد الذي لا يتوقف ولا يتعب ولا يرحم من معه ولا يعمل اعتبارا لشيء مثل العاطفة الحب والحزن والأحلام وغريزة البقاء مثلا.

بقي محمد المساح يصرخ بالزمن كل يوم (لحظة يا زمن) سنوات على صحيفة الثورة مرددا دون توقف أن (لحظة يا زمن).

لو سمحت اسمعني شوية طيب؟

ارحمني وتوقف لحظة أشم فيه أنفاسك وارى حقيقة ملامحك شديدة الشرود لكنه الزمن لا يسمع ـحد ولا يلتفت لتوسلات العاشقين ولا لتنهدات الأمهات.

shape3

يمضي كالسيل هادرا سريعا آخذا معه كل من وجده أو سقط على طريقه،

(لحظة يا زمن) لم يكن عنوانا لعمود صحفي بقدر ما كان تكثيفا فلسفيا يحمل الكثير من المعاني.

لم يجد المساح استجابة لا من الزمن لا من الناس حتى رفاقه لم يسمعوه ولم يفهموه فهم في سباق دائم مع الزمن يصارعون طواحين الهواء ويطحنهم الحنين المعلوم والمجهول ويبنون قصورا من وهم كعادة الإنسان الذي يعيش في غيبوبة حتى إذا ما مات انتبه،

حينها يتوقف به الزمن يركله خارج الحياة أعني خارج دائرة الزمن المستمر في الجريان ويترك كل واحد وشطارته وعمله واداركه لسر الزمان ودورانه وسر الروح وأنوارها والموت والحياة والناء والبقاء وحقائق الخلود والزوال.

كان المساح وهو يصيح (لحظة يا زمن) يهرب من الزمن الزائل باحثا عن الخلود وتلك خاصية الإنسان وتفرده.

نزل المساح من العاصمة تاركا عموده في الثورة لينهي صراخه اليومي للزمن بعد أن تأكد أن رياح الزمن تمشي عكس ما تشتهي سفن الخلود.

فخرج ليعيش في قريته راعيا للأغنام مزارعا في الأهواب وللعلم الرجل لم يتغير في شكله وطباعه فقد كان ذلك القروي الذي يمسك قلما في كبرى صحف العاصمة ليطارد الزمن راجيا منه تحقيق طلبا واحدا؟ أن يقف لحظة ليسأله سؤالا ما أو يتمعن و(يبهرر) في وجهه الطائر لعله يجد إجابة دون جدوى

وفي مساحة (لحظة يا زمن) شربنا القهوة ونحن نسمع بشغف صوت (جارة الوادي) وتعلم الكثير بعض فنون الكتابة والسرد القصير والألغاز الرشيقة تعلوها نكهة الحزن والحيرة الذي يلف وجه الزمن والإنسان.

رحل محمد المساح كما هو

قروي بسيط دون بهرجة أو ضجيج لكنه كان يحمل قلما شديد التأمل.

مات المساح بجانب غنماته قريبا من بقرة الجيران وبجانب شجرة السدر والحنى ونباتات الخوعة والضومر وفاجي السوم.

مات وكل حي يموت

(وكل ما هو آت آت وكل غائب عائد وكل حي ميت)

رحم الله محمد المساح الذي طارد الزمن كي يقف لحظة فلم يفعل لكنه هو من فارق الزمن ليذهب إلى حياة لا جريان فيها للأيام ولاشرودا للزمن ولا دقائق تلهث نحو الزوال

حيث يفنى الفناء ويموت الزوال.

رحل إلى دار البقاء حيث وجه الله ورحمته التي وسعت كل شيء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد