غادر معين عبدالملك رئاسة الحكومة وهو يحمل وزر وجريرة إعاقة صرف مرتبات الجيش بانتظام, ورفض صرف المتأخرات منها, ورفض إعادة المستقطع دون وجه حق.
غادر معين عبدالملك والجرحى ترتفع أصواتهم مطالبة بصرف مستحقات علاجهم.
غادر الحكومة وأسر الشهداء بلا رواتب ودون تسويات لوضعهم وفقاً لما يفرضه الغلاء المعيشي.
غادر الحكومة وراتب الجندي 60 ألف ريال وسعر الصرف 1645 مقابل الدولار .
غادر الحكومة بعد أن أضاف المئات إلى كشف الإعاشة الخاص بقيادات الدولة ورئيس وأعضاء الحكومة ونوابهم ونواب البرلمان وأعضاء الشورى والمستشارين وقادة الأحزاب والوزراء السابقين واللاحقين.. لصرف رواتبهم بالعملة الصعبة (الدولار )
غادر الحكومة بعد أن أصبح في ميزان داعميه عبئًا ثقيلاً.
غادر معين الحكومة وترك وراءه إرثا كبيراً من الكوارث على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
غادر معين الحكومة ليبقى في ذاكرة الشعب أن في عهده تمكنت المليشيات من رفع عمولة التحويلات الداخلية إلى نسبة 220% .
غادر معين وترك وراءه حكومة بلا إيرادات حقيقية بعد أن كانت تصدر النفط وتغطي جميع محافظات الجمهورية بالغاز المحلي.
غادر معين الحكومة .. بعد أن تمكنت مليشيات إيران من السيطرة على الاتصالات في أغلب محافظات الشمال.. والإمارات على الاتصالات في الجنوب.
غادر معين بعد أن نجح في تحويل الحكومة إلى كيان متسول بامتياز.
غادر معين بعد أن فرض على الجيش تسليم بياناته لبنوك مركزها الرئيسي في صنعاء وأخرى مركزها الرئيسي في أبوظبي.
غادر معين.. وترك وراءه وطن مثخن بجراح الخيانة وطعنات الغدر وأوجاع الخذلان.. مارستها حكومته.
غادر معين.. معتقداً أن لا سبيل لقانون يخصهم للمحاسبة.. ولن تطاله يد العدالة.. مثل مثل سابقيه.
غادر معين.. وترك وراءه كتلة من الجرائم لن تسقط بالتقادم ولن ينجو من العقاب, ويد العدالة ستطاله آجلاً أم عاجلاً.
سيجد نفسه اليوم في حالة انكفاء.. وسيجد أن كل شركائه في ارتكاب كل تلك الخيانات والجرائم تبرأوا منه..
سيجد نفسه وحيداً تضيق به الفنادق والمولات والشقق الفارهة.
انتهت مهمة معين عبدالملك .. وبدأت مهمة بن مبارك..
لن نذهب نحو التشاؤم لكننا نضع ميزاناً يحدد ملامح مهمة حكومة بن مبارك.. الجيش الوطني محطته الأولى .. والجرحى محطته الثانية.. وأسر الشهداء محطته الثالثة.. باعتبارها أولوية الأولويات.. الاقتصاد والحفاظ على سعر العملة .. حل أزمة تصدير النفط ووضع مسارا واقعيا لدعم الاقتصاد من التحالف والأشقاء بصورة خاصة.. مكاشفة الشعب بوقائع ما يحدث على جميع المسارات.
نترقب أفعالاً لا خطابات فارغة المحتوى عديمة الجدوى.. نترقب أفعالاً نراها واقعاً على الأرض !!