هجوم مليشيا الحوثي مساء الأربعاء على جبهة الدفاع الجوي بمدينة تعز جاء بعد ساعات من خطاب عبدالملك الحوثي الذي ظهر فيه وهو يندد ويرعد بحصار غزة واستهداف المدنيين وجرائم الإبادة الجماعية والتجويع الذي يتعرض لها المدنيين في القطاع.
مجرم الحرب هذا يعمل هو وجماعته الإرهابية على استغلال مظلومية أبناء الشعب الفلسطيني جراء ما يتعرضون له من جرائم لتبييض سمعتهم الملوثة بدماء الأبرياء من أبناء اليمن وحصار الملايين من أبناء محافظة تعز والمحافظات اليمنية منذ أكثر من ثماني سنوات رغبة في تركيعهم وإخضاعهم لمشروعهم الطائفي والعنصري المقيت.
يمارس هو وجماعته الإرهابية نفس الاساليب القذرة والإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني من جرائم وحصار وتجويع واختطاف وقصف للمدنيين في منازلهم وتفجير للمنازل وتهجير للسكان من مناطقهم واختطاف للنساء وتلفيق التهم لهن، وفي الحقيقة هم نسخة أخرى لنفس الأدوات والأذرع التي تريد تفتيت وتمزيق المنطقة خدمة لأجندة تستهدف المنطقة بأكملها.
وإذا عدنا عدة أعوام إلى الخلف في شهر مارس 2016 تمت صفقة سرية بين مليشيا الحوثي ودولة الاحتلال تم بموجبها ترحيل آخر دفعة من يهود اليمن إلى الأراضي المحتلة في فلسطين وعند وصولهم استقبلهم رئيس حكومة دولة الاحتلال نتنياهو والذين بدورهم سلموه كتابا من التوراة كتب في اليمن قبل 800 عام على الجلد كهدية مقدمة من الجماعة!
وبحسب ما رصدته مواقع يمنية في تلك الفترة عن ناطق حكومة الاحتلال“ عوفر جندلمان ”الذي صرح أنه تم جلب 17 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل ، وينتمي القادمون الجدد إلى إحدى أقدم الجاليات اليهودية في اليمن، وضمن هذه المجموعة يأتي 12 يهوديا من مدينة ريدة وأحدهم حاخام يدعى“ سليمان“ وسبعة منهم هم أطفال
وذكرت المواقع أيضا أن بنيامين نتنياهو نشر خلال تلك الفترة أيضا تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر قائلا:“ أهلا وسهلا بكم في أرض إسرائيل. يسرني جدا أن أراكم هنا ومعرفتكم قراءة التوراة مؤثرة كثيرا للعواطف. هذا هو الأساس، فكرنا خلال سنوات طويلة كيف يمكن جلبكم إلى إسرائيل وبعون الله نجحنا في ذلك”. (يعني فكرنا كثيرا وعندما سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء سنحت لهم الفرصة لعملية نقلهم)!
هذا وغيره من الشواهد كثيرة التي تؤكد الدور المشبوه والمفضوح للحوثيين الذين يسعون لتصديره للعالم وعلى الأخص الشعبيين الفلسطيني واليمني بأنهم يقومون بدور بطولي إسنادا للقضية الفلسطينية والذي بالتأكيد لن تنطلي عليهم هذه المسرحيات.
فالدور الذي يقوم به الحوثيون بادعائهم أنهم مستعدون للقتال في فلسطين وما ينقصهم سوى فتح الحدود ما هو إلى نوع من المزايدات المكشوفة للجميع والمتتبع لهذه الدعوات سيدرك جيدا أن تحشيداتهم تحت مسمى نصرة فلسطين يدفعون بهم نحو جبهات تعز ومأرب.
لكن لماذا لا توعز إيران التي تمسك بزمام الحوثيين وحزب الله وتدعي قياداتها لمحور الممانعة؛ توعز لحزب الله الذي يتمركز شمال الأراضي المحتلة بمساندة الشعب الفلسطيني ومهاجمة قوات الاحتلال بمعركة حقيقة سيكون لها الأثر البالغ على مجريات الحرب على غزة، بدلا من الاستهداف المتكرر لعمود الكهرباء.
يكفي استخفافا بعقول الناس الذين لا يمكن أن تمحى ذاكرتهم بأدوار مشبوهة تحت مسمى نصرة إخواننا في فلسطين فنحن نعرفكم جيدا أيها القتلة الكاذبين.
* يمن مونيتور