مجرد البقاء على أرض فلسطين التي أُريد لها أن تكون أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض أكثر من مائة عام:
مجرد البقاء فيها والحفاظ على هويتها الفلسطينية العربية الإسلامية مقاومة ونضال، الصبر والثبات الأسطوري مقاومة، الوعي والإدراك لطبيعة المعركة مقاومة، الذاكرة التاريخية لتفاصيل القضية وعمقها التاريخي وبعدها العربي والإسلامي مقاومة، العمل القتالي مع فارق التسليح بين الفصائل والعدو مقاومة تفوق الخيال وتتجاوز تقديرات البشر.
لكم الله يا أهلنا في فلسطين يا أبطالنا في غزة والضفة، أنتم تعلموننا كيف يحيا لا كيف يعيش من يحمل قضية عادلة.
لن ينال منكم الكيان المحتل إلا بقدر ما تنالون من اعتباره ومكانته وتحددون مصيره ونهايته الوشيكة، إذ لن يرسم نهايته سواكم وسيذهب غير مأسوف عليه.
العزاء لكل متخاذل وواهن في مواجهة الصهاينة فقد أفقدهم الخذلان والوهن الرجاء في الحصول على ذرة شرف أو نسبة من قيمة ومقدار، وحسبهم أن التاريخ لن يتشرف حتى في ذكرهم كأعداء لأنهم لا يستحقون سوى أن يهوي بهم في مجاهيل نسيانه.
قلوبنا ودعاؤنا معكم بقدر ما نقلق عليكم ونتضرع لربنا أن ينصركم بقدر ما تمتلئ قلوبنا بالإيمان وتنزل على قلوبنا السكينة ونحن نشاهد عظمة مواقفكم وصدق جهادكم وشموخ هاماتكم وكل عاقبة ومآل لكم نصرٌ ونصرٌ مؤزر.
كما أن أرواحكم المتوهجة تظللنا وتجدد عزمنا في طريق الكفاح ونيل الحرية والكرامة التي تُعرف من خلالكم أيها الظاهرون على الحق القاهرون لأعدائكم غير الآبهين بمن خذلكم.
سلام الله عليكم بلا حدود فلقد شاءت حكمة الله أن تكونوا البوصلة التي تحدد المسار، والعامل الذي يحدد مدى جاهزية الأمة للريادة والقيادة والمجد.
ما يقزِّمُنا عن نجدتكم والالتحام بكم ألف عائق وعائق يبدأ من وهن وتيه بداخلنا ومشاريع وأنانيات تمزقنا وتشتت جهودنا في التفاهات وتبددها في الأوهام، وخناجر غدر بفضلكم تكشفت كل أقنعتها وظهرت سوءاتها، ومعاناتكم اليوم التي أوقفت إيقاع النظام العالمي تعيد الضبط لحركة الحياة وتحدد أولويات الاهتمام والمواجهة لدينا.
كنتم ولا زلتم عاملا مباشرا في جمع كلمة الأمة على الحق والعدل والمجد، وكانت الطريق إليكم ومن خلالكم إلى الأرض المقدسة تمر بالتخلص من مشاريع الخرافة والكهنوت والاستبداد والرذيلة والتبعية والفرقة والشتات دوسا على أذناب العمالة والارتهان.
الأقصى والقدس وفلسطين تفضح الأدعياء وتكشف الأقنعة وتضع العروبة والإسلام والإنسانية على المحك، توقظ ما مات من الضمائر وتعيد الاعتبار لمنظومة القيم التي تمنح وجودنا الوجود والفاعلية وحياتنا الحياة والخلود، ولن يمنحها أحدٌ شيئا إلا بقدر تهبه أضعاف ما منح وهذا هو سرُّ الأقصى والقدس وفلسطين.
يا أهلنا في فلسطين وأبطالنا في غزة والضفة أنتم الصوت الذي سيخترق كل حجب الغفلة والتيه في آذاننا الصماء ويخرج مكنون الكرامة والحرية والعزم في أمتنا ويقودها نحو الكرامة والحرية والمجد والشمم والنهضة التي هي ذاتها طريق القدس والأقصى وفلسطين ولا طريق سواها..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.